السومرية نيوز/
البصرة
أعلنت نقابة المهندسين الزراعيين في البصرة، الجمعة، إلغاء مشروع أعلنت عنه رئاسة مجلس
المحافظة يقضي بإنشاء سدة ترابية مؤقتة قرب جزيرة السندباد لصد مياه البحر شديدة الملوحة، وأكدت قرب
اختيار موقع آخر لتنفيذ المشروع كون الموقع
الأول يؤدي الى هلاك مئات آلاف النخيل في قضائي شط العرب وأبي الخصيب.
وقال نقيب المهندسين الزراعيين في
المحافظة علاء البدران في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "مجلس
المحافظة سبق وأن قرر إقامة سدة ترابية في شط العرب لمنع دخول المد الملحي القادم من البحر، ونحن اقترحنا أن تكون السدة قرب جزيرة أم الرصاص، ثم تفاجئنا باختيار موقع آخر قرب جزيرة السندباد، وتعهدت هيئة الحشد
الشعبي بتنفيذ المشروع باستخدام آلياتها الانشائية وكوادرها الهندسية"، مبيناً أن "اقامة السدة في جزيرة السندباد يعني التخلي عن الدور الاروائي لشط العرب من موقع الجزيرة وحتى قضاء الفاو، وبالتالي هلاك ما لا يقل عن مليوني نخلة".
ولفت البدران الى أن "بعد ظهور اعتراضات كثيرة على إنشاء
السد في موقع جزيرة السندباد أبلغتنا إدارة مكتب هيئة الحشد
الشعبي بأنها لن تنفذ المشروع في موقع غير متفق عليه، وغداً سيتم عقد اجتماع بحضور المحافظ أسعد العيداني لاختيار موقع آخر للمشروع"، مضيفاً أن "السد الترابي سيكون مؤقتاً لحين إنشاء سد نظامي دائم".
وأعلن رئيس مجلس
المحافظة وكالة وليد حميد كيطان في (20 أيلول 2018) أن المجلس اتفق مع هيئة الحشد
الشعبي على أن ينفذ الجهد الهندسي للهيئة بشكل طوعي مشروعاً يقضي بإنشاء سدة ترابية تقطع مجرى شط العرب قرب جزيرة السندباد القريبة من مركز
المحافظة من أجل الحد من أزمة ملوحة المياه، وكان من المقرر أن يدخل المشروع حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم لو لا الاعتراضات الواسعة التي عبر عنها مختصون في الزراعة والموارد المائية بشأن موقع
السد وكيفية تشييده وتأثيره على الواقع البيئي، كما أبدى الكثير من المواطنين قلقهم من أن يتسبب المشروع في إنهاء الزراعة في قضائي شط العرب وأبي الخصيب.
يشار الى أن وزارة الموارد المائية سبق وأن تعاقدت قبل أعوام مع شركة إيطالية أعدت دراسة عن مشكلة ملوحة المياه في
البصرة وكيفية التخلص منها، واقترحت الشركة في دراستها ثلاثة مواقع لبناء السد، إذ قال المهندس الاستشاري في الشركة اندريا كاتاروسي خلال استضافته في مجلس
المحافظة في (25 كانون الثاني 2012) إن " الشركة تقترح ثلاثة مواقع مميزة لإنشاء السد،
الأول عند مدخل شط العرب في قضاء الفاو، والثاني قرب ميناء أبو فلوس في قضاء أبي الخصيب، والأخير في منطقة كتيبان الواقعة شمال شرق البصرة"، مبيناً أن "المقترح
الأول هو الأفضل لكنه عبارة عن حلم لأنه يتطلب موافقة الحكومة الإيرانية، أما الموقع الثاني فهو جيد ولكن وجود سد فيه سوف يؤدي الى اغمار مساحات من الأراضي الإيرانية بالمياه مما يتسبب بمشكلة لإيران، ولذلك فإن المقترح الثالث (منطقة كتيبان) هو الأنسب من الناحية العملية"، فيما لم يتفق الكثير من المختصين في
البصرة مع رأي الشركة، وأكدوا على أن الموقع الأفضل للسد يكون في منطقة أبو فلوس.
يذكر أن مشكلة ملوحة المياه ناجمة عن ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، إلا أن
البصرة أخذت تتعرض لها في كل فصل صيف منذ عام 2007، وهي تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الواصلة عبر دجلة والفرات، وقد بلغت هذه المشكلة ذروتها خلال الصيف الحالي، وتسببت بمعاناة إنسانية هائلة وأضرار اقتصادية لا يستهان بها.