السومرية نيوز/
البصرة
شارك العشرات في وقفة قرب ديوان محافظة البصرة، الاثنين، احتجاجاً على ظاهرة صيد طائر "الفلامنكو"، وحذروا من تأثيرات سلبية محتملة لتلك الظاهرة على بقاء الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي، فيما ذكرت مديرية البيئة أن معظم
الطيور المهاجرة التي تباع على الأرصفة يتم اصطيادها ونقلها من محافظات مجاورة.
وقال سكرتير
لجنة انعاش الأهوار في مجلس
المحافظة علاء البدران في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "الوقفة الاحتجاجية التي دعت اليها وزارة الموارد المائية شاركت فيها جهات عديدة منها
لجنة انعاش الأهوار ونقابة المهندسين الزراعيين ومديريات البيئة والزراعة والموارد المائية"، مبيناً أن "الوقفة تهدف الى رفض واستنكار ظاهرة صيد وبيع
الطيور المهاجرة بأعداد كبيرة، وبخاصة طائر (الفلامنكو) الذي يعد من أجمل
الطيور في العالم".
ولفت البدران الى أن "صيد تلك
الطيور وبيعها يجري بدافع العبث بالبيئة، وليس لضرورة اقتصادية، حيث انها تباع بأسعار زهيدة، والاقبال عليها ليس كبيراً"، مضيفاً أن "المزيد من الوقفات الاحتجاجية سوف يتم تنظيمها خلال الأيام المقبلة في الأقضية والنواحي القريبة من مناطق الأهوار الواقعة شمال المحافظة".
بدوره، قال المهندس الاستشاري في منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "الوقفة الاحتجاجية هي صيحة ضد ظاهرة صيد
الطيور المهاجرة في الأهوار، ومنها طائر (الفلامنكو) القادم من فلندا والسويد"، موضحاً أن "(الفلامنكو) يعد طائراً ضعيفاً ودوداً سهل الاصطياد باستخدام الشباك، وهو يفضل التواجد في المياه الضحلة في هوري الحمار الغربي والشرقي، ويكتسب لونه الوردي المائل الى الاحمرار من القشريات والكائنات التي يتغذى عليها، ولذلك يفقد لونه الجميل عندما يبقى في الأسر".
وأشار الأسدي الى أن "(الفلامنكو) ليس وحده يتعرض الى الصيد في الأهوار، بل طائر (دجاج الماء) يتعرض في هور الحمار الغربي الى صيد واسع وكثيف باستخدام المبيدات والسموم، ومنها غاز الخردل"، معتبراً أن "تلك الممارسات الجائرة تجعل موقف العراق صعباً في إبقاء الأهوار على لائحة التراث العالمي، كما انها تؤثر على التزام العراق حيال اتفاقيات دولية وقع عليها بمحض ارادته خلال الأعوام الماضية، منها اتفاقية (رامسار) للأراضي الرطبة".
وأكد الأسدي أن "بعض أنواع
الطيور المهاجرة لا تبني أعشاشها وتضع بيضها إلا في هذه البقعة من العالم، ومنها طائر (هازجة قصب البصرة) الذي يأتي الى الأهوار من جنوب أفريقيا، وهو من أنواع
الطيور المهددة عالمياً بالانقراض، ومدرج على اللائحة الحمراء، وكذلك بالنسبة الى طائر (الحذاف ذو العين البيضاء)".
من جانبه، قال مدير مديرية البيئة في
البصرة أحمد حنون في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "المحافظة لم تسجل حالات صيد جائر لطيور مهاجرة، ومعظم
الطيور التي تباع على الأرصفة وفي الأسواق تم اصطيادها في محافظات أخرى"، معتبراً أن "اجراءات بدأت للحد من هذه الظاهرة في المحافظات الجنوبية، والحكومة المحلية في
البصرة وجهت قبل أيام قيادة العمليات ومديرية الشرطة بمنع بيع وصيد
الطيور المهاجرة".
وبحسب مدير مديرية الموارد المائية في
المحافظة مفيد عبد الزهرة فإن "الأهوار عندما تم تجفيها في زمن النظام السابق غيرت الكثير من أنواع
الطيور المهاجرة مسارات هجرتها وسلكت مسالك أخرى، وبعد انعاش الأهوار أخذت تلك الأنواع من
الطيور بالعودة الى الأهوار ولكن فوجئنا بتعرضها الى صيد جائر بأساليب وحشية"، مبيناً أن "هذه الممارسات تؤثر سلباً على واقع التنوع الاحيائي في الأهوار، ومن خلال وقفتنا الاحتجاجية نطالب السلطات المختصة بمكافحتها ومحاسبة المتورطين بصيد وبيع
الطيور المهاجرة".
يذكر أن مناطق الأهوار تقصدها لاعتدال مناخها خلال فصل الشتاء مئات آلاف
الطيور المهاجرة التي تستقر وتتكاثر فيها، ومع بداية فصل الصيف تعود الى مواطنها الأصلية في الدول الاسكندنافية وكازاخستان وروسياً والصين ضمن هجرات كبرى تمتد أحياناً عبر القارات، ومنها طائر النحام الوردي الذي يسمى (الفلامنكو).
وكانت أسراب
الطيور المهاجرة حتى أواخر السبعينات تحجب الشمس مع بداية كل فصل شتاء لدى تحليقها نهاراً فوق أطراف المدينة قبل أن تحط في مناطق الأهوار، وبعض أنواع تلك
الطيور مهددة عالمياً بالإنقراض، مثل الوزة الغراء والزقزاق الإجتماعي، فيما تستوطن الأهوار بشكل دائم أنواع أخرى من
الطيور النادرة، ومنها غراب البحر الأقزم ومالك الحزين العظيم، ويواجه التنوع الأحيائي في الأهوار تحديات خطيرة ناجمة عن التغيرات المناخية، والصيد الجائر باستخدام السموم، وتمدد مساحات المشاريع النفطية.