السومرية نيوز/
بغداد
اكد قضاء الجبايش بمحافظة ذي قار، الخميس، ان أزمة جفاف الاهوار جنوب
العراق هذا العام تجاوزت أكثر من ستة أشهر، فيما اشار الى انه ما تزال هناك معاناة مستمرة وبشكل "أشد فضاعة".
وذكر بيان صدر عن قضاء الجبايش وتلقت، السومرية نيوز، نسخة منه، إنه "إستكمالاً لحملة إنعاش الاهوار العراقية وإعادة إغمارها بعد عملية التجفيف الجائرة, ولبيان الواقع الحالي حول الاطلاقات المائية، عقدت المؤسسات المعنية بالبيئة والمياه وهي كل من (المركز الإنمائي للطاقة والمياه, ومنظمة طبيعة العراق) إجتماعاً مع قائممقام القضاء الجبايش، اليوم، بشأن الموضوع".
واضاف أن "المجتمعين اكدوا ان أزمة جفاف الاهوار جنوب
العراق هذا العام تجاوزت أكثر من ستة أشهر ومازالت معاناتها مستمرة وبشكل أشدّ فضاعةً, مع إستمرار قلّة التدفقات المائية، وتداعي اقتصاديات السكان المحليين، وتحطّم النظم البيئية والايكولوجية، والأضرار بالتنوع الإحيائي، وإنهيار منظومة السلسلة الغذائية".
وتابع أن "المجتمعين اعتبروا أن ما يحدث الآن يذكّرنا بسنوات تسعينات القرن الماضي العصيبة، والتي شهدت تجفيف الاهوار العراقية في حينها والذي كان تجفيفاً سياسياً مؤدلجاً بإمتياز، أما الجفاف الذي يضرب بأطنابه أهوارنا العزيزة هذا العام وانّ كانت من أسبابه كما نعلم قلّة إطلاقات مياه الفرات العابرة لبلدنا مع الجارة سوريا، وتأثيرات التغيرات المناخية للموسم الماضي، وسيطرة
داعش على بعض المنشآت الهايدروليكية المهمة كسدّ طبقة في سوريا، وسدتيّ الرمادي والفلوجة في العراق، ألّا أن ماساهم في بلوغ هذا الجفاف مراحل خطيرة وقاسية يتمثّل بسوء إدارة الموارد المائية في حوضي دجله والفرات على مستوى قطاعات الاستخدام من جهة وعلى مستوى المناطق الجغرافية للمحافظات من جهة أخرى".
واكد أن "المجتمعين استدركوا ان هذا يعني عدم اعتبار الأهوار مستخدماً شرعياً للمياه كما هو الحال مع الإستخدامات الأخرى، كالزراعة مثلاً, وعدم تحديد جريان الحد الأدنى في النهرين وبالتالي عدم إلزام نظام التشغيل بإنتاج تلك الحصة، ودليلنا على ذلك في غاية الوضوح فحصة أهوار جنوب
العراق من المياه المطلقة من كل من سدة الهندية وسدة الكوت فقيرة جدا ولا تتجاوز ما مخطط له على المستوى الأدنى كما ما جاء في الدراسة المعنونة بـ(سورلي) والتي أقرتها وزاره الموارد المائية".
وبين بيان القضاء ، أن "المجتمعين اكدوا على أن تصريف نهر الفرات عند حدود محافظتي
المثنى وذي قار بتاريخ 18
تشرين الثاني 2015 لا يتجاوز (7 م3/ثا ), ومنسوب الفرات عند مدينة
الناصرية لا يزيد عن (1.79 م) ولا حصة لهور الحمار والأهوار الوسطى منها مطلقاً, فضلاً عن إنخفاظ منسوب الفرات في مدينة الجبايش إلى (0.45 م) لنفس التاريخ أعلاه".
واعتبر المجتمعون بحسب البيان، أن "هذا يمثل تحدياً كبيراً لقدرتنا على أعادة إغمار الأهوار وإنعاشها ثانية في ظروف تتطلب منا الإيفاء بتعهداتنا الدولية المتمثلة بإعلانها كمواقع رامسار في عامي 2007 و 2015 , كما أن ملف الأهوار لازال قيد الدراسة من قبل خبراء اليونسكو من أجل إنضمامها إلى لائحة التراث العالمي، فضلاً عن الإلتزام الأخلاقي أمام المجتمعات المحلية".
ولفت البيان الى ان "المجتمعين دعوا القائمين على إدارة المياه والبيئة في
العراق على تدارك وضع الأهوار الحالي وتجاوز إخفاقات المرحلة الماضية قبل فوات الأوان، والتعامل بشكل جدّي على كون الأهوار بيئةً، وأقتصاداً، وثقافة مجتمعات فريدة، وإيلائها إهتماماً خاصاً نظرا للظروف التي تمر بها، كما يستدعي الموضوع وضع خطة طوارئ عاجلة وتشكيل خلية أزمة دائمة يكون لممثلي السكان المحليين صوتاً فيها، والاسترشاد بالتوصيات التي أطلقتها المنظمات المهتمة بالقضية خلال
المؤتمرات السابقة".
وحمّل قائممقام قضاء الجبايش بمحافظة
ذي قار بديع الخيون، الأربعاء (11
تشرين الثاني 2015)
وزارة الموارد المائية مسؤولية جفاف الأهوار في المنطقة، فيما طالب
الحكومة بالتحرك سريعا واعتبار الأهوار "مناطق منكوبة".