المئات يتظاهرون قرب مقر الحكومة المحلية في البصرة للمطالبة باجراء إصلاحات

السومرية نيوز/البصرة
تظاهر المئات من المواطنين قرب مقر الحكومة المحلية في البصرة، السبت، للمطالبة باجراء إصلاحات وتحسين الخدمات وتطوير الاقتصاد المحلي، كما طالبوا بوقف الهجرة الى المحافظة من المحافظات المجاورة.

وقال المتظاهر علي عماد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المشاركين في التظاهرة السلمية خرجوا ليعبروا عن احتجاجهم على الظروف التي تمر بها محافظتهم وللمطالبة باجراء إصلاحات وتحسين الخدمات"، مبيناً أن "البصرة لم تزل تعاني من الفقر والبطالة وأزمة السكن والتلوث البيئي ونقص الخدمات بالرغم من كونها تنتج معظم النفط العراقي، ولكنها لم تحصد من ثروتها النفطية الهائلة غير التلوث البيئي الذي أدى الى ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية، وفوق ذلك يعاني البصريون بشدة من أزمة ملوحة المياه التي أصبحت تتكرر في كل فصل صيف دون أن تضع الحكومة حلولاً لها، كما لم تجد حلولاً لمعظم المشاكل الأخرى التي تواجهها المحافظة".

ولفت عماد الى أن "المتظاهرين قدموا مطالب موحدة تشمل إيقاف الهجرة الوافدة الى البصرة من المحافظات الأخرى وإلغاء قرار وزارة الداخلية الذي يقضي بالسماح بنقل سجلات النفوس، إضافة الى الإسراع بتنفيذ مشروع بناء ميناء الفاو الكبير، وتشغيل المصانع الحكومية المعطلة، ومنها مصانع الحديد والصلب والبتروكيمياويات والأسمدة، وكذلك تغيير اسم شركة نفط الجنوب الى شركة نفط البصرة"، مضيفاً أن "المطالب الأخرى تشمل مطالبة الحكومة بالسعي الجاد لمكافحة الفساد الإداري، ومعالجة مشكلة ملوحة المياه التي تسببت بمعاناة إنسانية كبيرة وانهيار الواقع الزراعي، علاوة على إلغاء مشروع خصخصة قطاع الكهرباء، وتخصيص إيرادات المنافذ الحدودية كلها لتحسين الخدمات في المحافظة".

بدوره، قال متظاهر آخر يدعى عبد المجيد هاشم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ارتفاع درجات الحرارة الى أكثر من 48 درجة مئوية لم يمنعنا من التظاهر للمطالبة بحقوقنا، إذ لدينا إصرار تام على المطالبة بالحقوق، ولم يعد بالإمكان السكوت على المزيد من الظلم والإهمال"، موضحاً أن "أكثر ما يدعونا الى الإمتعاض والغضب هو إنشغال الكثير من المسؤولين السياسيين بإدارة شركاتهم ومشاريعهم التجارية دون أن يكترثوا لمعاناة المواطنين، ولذلك هتفنا كثيراً خلال التظاهرة ضد الفساد الإداري والمحاصصة الحزبية وتغييب الكفاءات".

من جانبه، قال مدير مديرية الشرطة في البصرة اللواء فيصل كاظم العبادي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التظاهرة السلمية حاصلة على ترخيص مسبق، وقد شارك فيها 300 متظاهر وفرت لهم القوات الأمنية الحماية اللازمة"، مضيفاً أن "قوات الشرطة قامت خلال التظاهرة بتوزيع قناني المياه على المتظاهرين".
من جهته، قال رئيس كتلة المواطن في مجلس محافظة البصرة أمين وهب في حديث لـ"السومرية نيوز" خلال تواجده في موقع التظاهرة إن "مطالب المتظاهرين كلها مشروعة، وتلبية معظمها يلقى على عاتق الحكومة الإتحادية"، معتبراً أن "الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي جادة في نقل مطالب المتظاهرين الى الحكومة الإتحادية ومتابعتها، ومنها المطلب الأساسي المتعلق بمعالجة مشكلة ملوحة المياه".

يذكر أن البصرة تعد القلب النابض للاقتصاد العراقي، فهي تضم خمسة موانئ تجارية نشطة، ومنفذين حدوديين بريين مع إيران والكويت، فضلا عن آلاف المزارع والبساتين، والعديد من المصانع الحكومية الكبيرة (معظمها متوقفة عن الانتاج)، كما تنتج وتصدر معظم كميات النفط العراقي، بالرغم من كل ذلك فإن سكان المحافظة يعانون من تحديات ومشاكل كبيرة وكثيرة، وتواجه الحكومة المحلية صعوبات بالغة في إيجاد حلول ناجعة لتلك المشاكل والتحديات نتيجة محدودية صلاحياتها وضعف التخصيصات المالية.