السومرية نيوز/بيروت
نقلت وسائل اعلام عن مصادر في المعارضة السورية، أن زوجة
اللواء رستم غزالة وشقيقته وزوجها وصلوا إلى الأردن، وهم موجودون في أحد مراكز
إيواء اللاجئين في العاصمة الأردنية عمان، فيما نقلت قناة "الدنيا" السورية عن اللواء غزالة نفيه الخبر مؤكدا انه "في مكتبه يمارس عمله".
ونقلت "العربية" عن مصادر طلبت عدم كشف هويتها قولها أن
الأمن السوري والشبيحة اعتقلوا عدداً من أقارب رستم غزالة، وهم محمد أحمد الغزالي،
وعاصي إسحاق الغزالي، ويحيى موسى الغزالي، والعشرات خلال مداهمة قرية قرفا في منطقة
درعا مسقط رأس غزالة، وقاموا بحرق السيارات والمنازل، كما داهموا قصر الغزالة
منذ الفجر، مضيفة ان اشتباكات تجري على أطراف القرية بين مسلحي المعارضة
والشبيحة.
في المقابل نفى اللواء غزالة، أحد كبار رموز النظام السوري،
ما تردد عن انشقاق عدد من أقاربه وقال في تصريح لقناة "الدنيا" السورية، ان "كل الاخبار التي بثت حوله وحول افراد عائلته بانهم وصلوا امس الأحد الى المخيمات في الاردن عارية عن الصحة"، مضيفا ان "هذه الاخبار دليل افلاس القنوات المحرضة والشريكة في سفك الدم السوري".
وتابع غزالي "أنا موجود في مكتبي امارس مهامي وعملي الطبيعي وجميع افراد عائلتي بخير وموجودون بين اهلهم في حوران".
وكانت مصادر أفادت بأن زوجته وابنتيه إضافة
إلى ابنه عبدو وزوجته وصلوا إلى الأردن.
واضافت المصادر ان ثلاثين مدرعة وسبعين حافلةً محمّلة بالأمن والشبيحة اقتحموا قرية قرفا في منطقة
درعا مسقط رأس غزالة وإن الطيران الحربي لم يتوقف، كما تمت محاصرة استراحة له تعرف
باسم استراحة الغزالة، وهي مكونة من محطة بنزين وفندق صغير ومطعم، إضافة إلى اقتحام
منزله وإحراق سيارتين كان يملِكُهُما.
يشار الى ان رستم غزالة سنّي من قرية قرفا في درعا، عين عام 2002 رئيس الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان خلفاً لغازي
كنعان، وهو من أشد المقربين من النظام، تقلد
عدة مناصب أمنية وعسكرية في دمشق وحلب وبيروت أثناء وجود الجيش السوري في لبنان،
وكان آخر هذه المناصب تعيينه رئيساً لفرع الأمن العسكري في ريف دمشق.
في
أوائل عام 2005، تم تجميد أرصدة غزالة وكنعان الأجنبية من قبل الولايات المتحدة
لدورهما في احتلال لبنان ومخالفات أخرى مشتبه فيها، وفي أيلول
2005 استجوب رستم غزالة في قضية مقتل رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري من قبل لجنة التحقيق الدولية.
وقال الاتحاد الأوروبي إن غزالة كان رئيساً للمخابرات العسكرية في ريف دمشق المحافظة المتاخمة لمحافظة درعا، وشارك في قمع المعارضة في المنطقة،
ويعتبر جزءا من دائرة الأسد الداخلية.
برز اسم رستم غزالة، مسؤول جهاز
الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان عقب عملية اغتيال الرئيس رفيق
الحريري ورفاقه في قلب بيروت، ولعب دوراً هاماً جداً في العلاقة بين سوريا
ولبنان.
كلفه الرئيس بشار الأسد في بداية الثورة السورية وخروج مظاهرات درعا
بالتفاوض مع الأهالي هناك على اعتبار أنه من درعا، وقالت المعارضة السورية
البارزة سهير الأتاسي حينذاك وقبل أن تقوم درعا بانتفاضتها "وكنا في الاعتقال، راح
رستم غزالة يستعرض لنا القوة التي ستواجه الشعب إذا تجرأ وفعل ما يفعله الليبيون..
لقد أفهمنا أنهم سيقتلون الشعب".
وتقدر ثروة اللواء رستم غزالة تقدر بنحو 400 مليون
دولار أميركي، بحسب بنوك لبنانية وقضايا فساد مرفوعة في المحاكم اللبنانية.
وكان السفير السوري في العراق نواف الفارس، اعلن الخميس 12 تموز 2012 انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، واصفا اياه
بـ"الدكتاتور"، داعيا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى "الالتحاق
بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة".
يذكر أن سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت
برفع مطالب الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف
دموي لا سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم
عن سقوط ما يزيد عن 17 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في حين فاق عدد
المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 الف معتقل بحسب المرصد،
فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية
مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
وتعرض نظام دمشق لحزمة متنوعة
من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا
أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى
استخدام حق الفيتو مرتين ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى
تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية.