والسحابة المتجهة نحو المنطقة مصدرها الصحارى "Sahara" (الصحراء الكبرى)، وقد تشكلت نتيجة رياح قوية رفعت الجزيئات الصغيرة من الرمال والمعادن عن سطح الأرض.
وبحسب تحذيرات خبراء الأرصاد الجوية، من المتوقع بحلول يوم الخميس (بالتوقيت المحلي) أن تمتزج الأمطار في فلوريدا، وجورجيا، وألاباما، وكارولينا مع الغبار، مما يؤدي إلى هطول ما يسمى بـ"الأمطار المتسخة أو الطينية" في أنحاء المنطقة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذرت السلطات في بورتوريكو السكان من تردي جودة الهواء مع مرور السحابة الغبارية فوق منطقة الكاريبي. وقد وصلت السحابة إلى فلوريدا يوم الأربعاء.
وأشار فريق "أكيو ويذر" إلى أن غالبية الغبار الصحراوي ستظل على ارتفاع آلاف الأقدام في الغلاف الجوي، ما يعني أن تأثيره على جودة الهواء عند مستوى الأرض سيكون محدودا.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن بعض الجزيئات قد ينخفض إلى مستويات أدنى، مما قد يسبب صعوبات في التنفس، خاصةً للأشخاص المصابين بالربو أو الحساسية أو مشكلات في الجهاز التنفسي، نظرا لأنها تحمل جزيئات دقيقة يمكن أن تهيج الرئتين.
ورغم أن عبور الغبار الصحراوي للأطلسي شائع في شهري يونيو ويوليو، إلا أن هذه السحابة تُعد أكبر من المعتاد.
وقال كبير خبراء
الأعاصير في شركة "أكيو ويذر" المتخصصة في خدمات الأرصاد الجوية والتنبؤ بالطقس،
أليكس دا سيلفا: "هذه أكبر سحابة غبار صحراوي نرصدها هذا العام حتى الآن".
وأضاف أن هذه السحابة مختلفة من حيث توقيت وصولها المبكر وكثافتها العالية وتركيزها المرتفع من الجزيئات الدقيقة، وهو ما دفع مسؤولي
الصحة وخبراء الطقس إلى مراقبة تأثيرها عن كثب.
ويعتقد العلماء أن التغيرات في أنماط الرياح والتغير المناخي قد تسهم في زيادة حجم وتكرار هذه السحب الغبارية.
وقدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن أكثر من 180 مليون طن من الغبار تغادر إفريقيا سنويا.
وينتج عن هذا الغبار هواء شديد الجفاف يؤدي إلى تقليل نشاط العواصف الرعدية في
الولايات المتحدة، كما يحدّ من تشكل الأعاصير المدارية في
المحيط الأطلسي.
وإذا ما تمكنت العواصف المتوقعة هذا الأسبوع في الجنوب الشرقي من التغلب على هذا الهواء الجاف، فمن المرجح أن تشهد المنطقة عدة أيام من "مزيج موحل" يتساقط من السماء.
وتوقّع خبراء الأرصاد الجوية حدوث عواصف رعدية وفيضانات مفاجئة في فلوريدا طوال ليل الأربعاء.
ومن المتوقع أن يصطدم نظام عاصفي بطيء الحركة مع السحابة الغبارية يوم الخميس في أثناء تحركها خارج فلوريدا، ما قد يتسبب في هطول أمطار محملة بالغبار على رؤوس ملايين السكان على طول الساحل الشرقي.
وفي الوقت ذاته، تتجه سحابة ضخمة أخرى من كندا، محملة بدخان حرائق الغابات، لتغطي أجزاء واسعة من شرق ووسط الولايات المتحدة.
وقد حذرت "أكيو ويذر" من أن جودة الهواء قد وصلت بالفعل إلى مستويات خطرة في مناطق عدة مثل داكوتا، إلينوي، آيوا، ميشيغان، مينيسوتا، مونتانا، نبراسكا، وويسكونسن.
كما حذر خبراء الأرصاد من أن ولايات
نيويورك، بنسلفانيا، أوهايو، ومعظم نيو إنغلاند ستشهد انخفاضًا في جودة الهواء مع تحرك الدخان شرقًا.
وقال خبير الأرصاد الجوية، براندون باكنغهام، إن كثيرا من الأمريكيين قد يلاحظون فقط شروقا وغروبا أكثر خفوتًا في السماء، لكن ستكون هناك حالات يهبط فيها الدخان إلى مستويات قريبة من الأرض ويسبب مشكلات تنفسية.
وأوضح: "ستكون هناك حالات ينزل فيها الدخان إلى المستويات الدنيا من الغلاف الجوي ويؤثر على الرؤية وجودة الهواء"، مضيفًا أن ذلك "قد يمثل خطرا على السلامة خلال التنقل في بعض الحالات القصوى، ويؤثر على صحة الأفراد الذين يعانون من مشاكل تنفسية".
ويعود مصدر الدخان إلى حرائق ضخمة في مقاطعات كندية غربية مثل مانيتوبا، ساسكاتشوان، ألبرتا، وكولومبيا البريطانية.
وتتشابه المشاهد الحالية في شمال الولايات المتحدة مع تلك التي شهدها الساحل الشرقي في عام 2023، حين تسببت حرائق الغابات الكندية في تلون السماء باللون البرتقالي واختفاء معالم المدن خلف سحب الدخان.
أما في الجنوب، فسيكون تأثير سحابة الغبار الصحراوي مشابها، إذ ستُحدث ضبابا في السماء وشروقا وغروبا بألوان زاهية.
وسيبدأ سكان فلوريدا بملاحظة هذه الظاهرة بدءًا من يوم الأربعاء، بينما ستصل الأجواء المحملة بالغبار إلى ملايين في الجنوب الشرقي والخليج بحلول يوم الجمعة.
وفيما يخص الدخان القادم من الشمال، من المرجح أن تجلب الأمطار المتجهة إلى ولايات الغرب الأوسط الأعلى رائحة الدخان إلى أنوف السكان، خصوصا في مينيسوتا وويسكونسن.
وأوضح خبراء "أكيو ويذر" أن هطول المطر يمكن أن يجر الدخان إلى مستوى الأرض، ما يجعل رائحته أكثر وضوحا عند الوقوف في الخارج وقت المطر.
لكن الأمطار ستسهم أيضاً في تنظيف الهواء من الجزيئات الدخانية وفي تحسين جودة الهواء بشكل عام في المنطقة.
وخلال ما تبقى من صيف 2025، يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تعاني الولايات الشمالية مثل مينيسوتا، داكوتا الشمالية، مونتانا، أيداهو، أوريغون، وواشنطن من أسوأ مستويات جودة للهواء بسبب استمرار حرائق الغابات في كندا.