"المنطقة العربية تقف عند مفترق طرق اقتصادي حاسم"، بهذه العبارة افتتحت رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للإسكوا، البيان الصادر عن اللجنة.
وقالت الإسكوا في موجزها إن العلاقات الأمريكية العربية شهدت "تحولاً كبيراً" في الفترة الأخيرة، لا سيما في مجال التجارة.
وجاء في التقرير بأن الصادرات العربية إلى
الولايات المتحدة انخفضت بشكل كبير من العام 2023 حتى العام الماضي، وواصل الانخفاض ليبلغ ما قيمته نصف إجمالي صادرات المنطقة، التي كانت تبلغ 91 مليار دولار في العام الأول لتنخفض إلى ما يقارب 48 مليار دولار في العام 2024.
ويفنّد التقرير أسباب التراجع، ويعزو السبب إلى تراجع واردات الولايات المتحدة من النفط الخام والمنتجات البترولية، بينما تضاعفت الصادرات العربية من المواد غير النفطية خلال الفترة ذاتها، لترتفع من 14 مليار دولار إلى 22 مليار دولار، بينما يواجه هذا المؤشر الاقتصادي تهديداً بسبب الإجراءات الأمريكية الجديدة.
كما يذكر التقرير أن دولاً عربية كالأردن ومصر ستكون من بين الدول "الأكثر تأثراً" برسوم
ترامب الجمركية، إلى جانب دول عربية أخرى كالبحرين ولبنان والمغرب وتونس.
ويتصدر
الأردن قائمة
الدول العربية المتضررة، إذ تشكل صادراته للولايات المتحدة ما نسبته 25% من إجمالي صادراته العالمية.
ويقول التقرير إن دولاً عربية من التي تعتبر "متوسطة الدخل"، مثل مصر والأردن وتونس والمغرب، قد تتكبد أعباءً مالية إضافية بفعل السياسيات الجمركية الأمريكية.
*منطقة
الخليج العربي
ووفقاً لتقرير اللجنة، فإن
الخليج العربي ليس بمعزل عن التأثير السلبي لرسوم ترامب. إذ تواجه دول مجلس التعاون الخليجي ضغوطاً اقتصادية إضافية نتيجة التراجع الكبير في أسعار النفط، وقد تؤثر الرسوم الأمريكية سلباً على إنفاقها الاجتماعي والإئتماني.
وتعتمد
البحرين بشكل كبير على السوق الأمريكية، إلا أن الرسوم الجديدة تستهدف القطاعات الحيوية للبحرين في مجال تصدير الألمنيوم والكيماويات.
بينما تهدد الرسوم ما قيمته 10 مليار دولار من الصادرات الإماراتية، ويشمل التهديد "سوق إعادة التصدير" إلى الولايات المتحدة، لسلع من صادرات الإمارات الاصلية.
ولم يقتصر التقرير على التحديات فحسب، بل يرى أن لدولاً عربية كالمغرب ومصر فرص في الخروج من المأزق المالي، نتيجة لتحويل مسارات التجارة لصالحها بعد تعرض منافسين للولايات المتحدة مثل
الصين والهند لرسوم أعلى، ما يتيح الفرصة نظرياً لبناء اقتصادات أكثر مرونة وتنوع وتكامل في مختلف أنحاء العالم العربي.
*ماذا عن
العراق؟
ورغم أن التقرير لم يتطرق إلى العراق بشكل مباشر، الا أن الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، حذر في 4 نيسان/ ابريل 2025، من تأثير الرسوم الجديدة التي فرضها الرئيس الامريكي
دونالد، على العراق.
وقال المرسومي في تدوينة تابعتها
السومرية نيوز، انه بالإضافة الى الأثر السلبي لتعريفات ترامب الجمركية على أسعار النفط والايرادات النفطية هناك خشية من أن تتولى المصارف الأميركية فرض رسوم على تحويلات العراق إلى بلدان أخرى عند تسديد قيمة الاستيرادات بتحويل الدولار إلى عملات تلك الدول كذلك فرض رسوم على عوائد استثمار الاحتياطيات الدولارية في امريكا عند تحويلها إلى عملات اجنبية أخرى لكون عوائد النفط مودعة في أميركا بموجب قرارات دولية وأميركية.
وكان مستشار
السوداني، فرهاد علاء الدين، قال في وقت سابق، إنه "في ضوء الإعلان الأخير الصادر عن رئيس الولايات المتحدة،
دونالد ترامب، بشأن فرض رسوم جمركية متبادلة على عدد من دول العالم، نود أن نوضح أن الصادرات العراقية من الطاقة، بما في ذلك النفط الخام، ليست مشمولة بهذه الرسوم".
وقال المستشار، إن "العراق يُصدّر حالياً ما بين 7 إلى 8 ملايين برميل من النفط الخام ومشتقاته شهرياً إلى الولايات المتحدة، وتشكل هذه الصادرات الركيزة الأساسية للصادرات العراقية، وهي لم تتأثر بالإجراءات الجمركية الأخيرة".
أما بقية الصادرات العراقية "فهي محدودة من حيث الحجم والنطاق، مما يعني أن الأثر الاقتصادي لهذه الرسوم على العراق سيكون محدوداً للغاية"، بحسب المستشار.
وتابع علاء الدين، بالقول إن "الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة تظل راسخة وقوية، وأن هذه الإجراءات لن تمس جوهر العلاقة الاقتصادية أو الدبلوماسية بين البلدين". وأوضح أن "العراق يواصل التزامه بتعميق التعاون مع الولايات المتحدة في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات الطاقة والاستثمار وتعزيز استقرار المنطقة".