بنغلاديش.. حديث سياسي عن مرحلة ما بعد حسينة

في السنوات الأخيرة، ظهر نهج الولايات المتحدة في الشؤون الدولية بشكل مغاير تجلّى بوضوح في تعاملاتها مع دول مثل بنغلاديش.

وتدهورت علاقة الشيخة حسينة بالولايات المتحدة بشكلٍ كبير قبل إقالتها، وكما ورد، فقد اتهمت واشنطن مرارًا بمحاولة إقصائها، لا سيما بعد العقوبات الأمريكية على كتيبة التدخل السريع في بنغلاديش في كانون الأول 2021.

كما فرضت وزارة الخارجية الأمريكية قيودًا على تأشيرات الأفراد البنغلاديشيين الذين يُزعم أنهم يُقوّضون العمليات الديمقراطية، بمن فيهم قائد الجيش السابق الجنرال عزيز أحمد.

ووصلت العلاقة المتوترة إلى نقطة حرجة خلال الاحتجاجات الطلابية التي أدت في النهاية إلى إقالة حسينة، وبينما حثت وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة على "التمسك بالحق في الاحتجاج السلمي"، فسرت حسينة هذه التصريحات على أنها تدخل في الشؤون الداخلية لبنغلاديش.

وزعمت حسينة أنها أُجبرت على الاستقالة بدلاً من التنازل عن السيادة على جزيرة سانت مارتن، مما سمح "لأمريكا بالسيطرة على خليج البنغال"، ورغم نفي المسؤولين الأمريكيين المستمر لمثل هذه الطموحات الإقليمية، إلا أن تصور التدخل الأمريكي لا يزال قائماً لدى الكثيرين في المنطقة.

وقد اتسمت تداعيات إقالة حسينة بتزايد العنف الديني ووفقاً للتقارير، شهدت بنغلاديش تصاعداً في الهجمات ضد الأقليات الدينية، وخاصة الهندوس، مع تخريب المعابد واستهداف العائلات.

وتعرضت الحكومة المؤقتة بقيادة محمد يونس لانتقادات بسبب التقليل من شأن هذه الحوادث وفشلها في حماية المجتمعات الضعيفة.

في غضون ذلك، أفادت التقارير بأن جماعات إسلامية محظورة، مثل حزب التحرير، نظمت مسيرات حاشدة تدعو إلى إقامة خلافة إسلامية، ويمثل هذا الوضع تشابهاً مقلقاً مع أحداث في مناطق أخرى.