وجاء تعيين الرفاعي ومجلس الإفتاء في ختام مؤتمر تشكيل مجلس الإفتاء الأعلى.
وقال الرئيس الشرع بحسب صفحات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي "نسعى جميعاً لإعادة بناء
سوريا بكوادرها وعلمائها وأبنائها".
وتابع "لا يخفى على أحد مسؤوليةُ الفتوى وأمانتُها ودورُها في بناء الدولة الجديدة، وخاصةً بعدما تعرض جناب الفتوى للتعدي من غير أهله، وتصدى له من ليس بكفء".
ومضى قائلا :"وكان لزاماً علينا أن نعيد لسوريا ما هدمه النظامُ الساقط في كل المجالات، ومن أهمها إعادةُ منصبِ المفتي العام للجمهورية العربية السورية ويتولى هذا المنصبَ اليومَ رجلٌ من خيرةِ علماء الشامِ ألا وهو الشيخُ الفاضلُ
أسامة بن عبد الكريم الرفاعي حفظه الله".
ودعا الشرع الى "أن تتحول الفتوى إلى مسؤوليةٍ جماعيةٍ من خلال تشكيلِ مجلسٍ أعلى للإفتاء، تَصدر الفتوى من خلاله، بعد بذل الوسعِ في البحث والتحري".
وأوضح أن "الفتوى أمانةٌ عظيمة وتوقيعٌ عن اللهِ عز وجل، ويسعى مجلس الإفتاء إلى ضبطِ الخطاب الديني المعتدل، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مع الحفاظ على الهوية ويحسم الخلاف المفضي إلى الفرقة، ويقطع باب الشر والاختلاف".
ويضم مجلس الإفتاء 14 شخصية تمثل جميع المحافظات السورية ومهمته هي إصدار الفتاوى في المستجدات والنوازل والمسائل العامة وتعيين لجان الإفتاء في المحافظات والاشراف عليها.
من هو الرفاعي؟
هو عالم وداعية سوري وُلِد في دمشق عام 1944 وتخرّج في جامعتها وخطب في مساجدها، وبعد التضييق عليه من النظام السوري هاجر إلى كل من
المملكة العربية السعودية وتركيا. اشتهر بدعمه للثورة السورية ضد نظام الرئيس المخلوع
بشار الأسد، وبعد سقوط النظام عيّنه الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في آذار 2025 مفتيا عاما لسوريا.
المولد والنشأة
وُلِد الشيخ
أسامة عبد الكريم الرفاعي في دمشق عام 1944، وهو الابن
البكر للشيخ العلامة الراحل عبد الكريم الرفاعي، وشقيق الداعية الراحل سارية الرفاعي.
الدراسة والتكوين العلمي
درس المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في دمشق، ثم درس اللغة العربية وعلومها في كلية الآداب بجامعة دمشق، التي تخرج فيها عام 1971.
تلقى العلوم
الشرعية على والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي، وعلى شيوخ آخرين أشهرهم خالد الجيباوي وعبد الغني الدقر وأحمد الشامي ومحمود
زيدان وسعيد الأفغاني.
يُحسب الشيخ أسامة الرفاعي على "جماعة زيد"، وهي حركة صوفية ظهرت في أربعينيات
القرن العشرين، وكان يتزعمها والده، وقد سُميت كذلك نسبة إلى جامع زيد بن ثابت الأنصاري في دمشق.
وفي عام 2004 سمحت السلطات السورية بمزيد من العمل لهذه الجماعة عبر مشروع خيري عُرف باسم "حفظ النعمة"، ثم عادت وضيقت عليها وعلى أعمالها عام 2008.
معارضته نظام الأسد
كان الشيخ أسامة الرفاعي من أوائل علماء
سوريا الذين ناهضوا نظام
بشار الأسد، وساندوا
الثورة السورية التي اندلعت عام 2011 وطالبت بإسقاط النظام.
وتحوّل المسجد الذي كان يخطب فيه ويلقي الدروس إلى نقطة لتجمع وانطلاق المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام.
كما عارض نظام الرئيس الراحل حافظ الأسد، وانتقد مجازره التي ارتكبها بحق الشعب السوري، خاصة مجزرة حماة عام 1982.
وتولى مهمة خطيب جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي في منطقة كفر سوسة بالعاصمة السورية دمشق.
وبسبب الملاحقة والتضييق خرج إلى
المملكة العربية السعودية عام 1981، وبعد وساطات عاد إلى دمشق هو وشقيقه الشيخ سارية عام 1993.
ويؤكد الشيخ الرفاعي أنه ضد ما يسميه "الفكر التكفيري"، وأنه ليس له مكان في سوريا، واتهم تنظيم داعش بنشر هذا الفكر.
كما اعتبر في تصريحات صحفية عدة أن تنظيم القاعدة "جهة تكفيرية تستبيح دماء المسلمين"، ورأى أن الأجانب الذين قدموا إلى سوريا وانضموا "للتنظيمات
المتطرفة شكلوا بلاء على السوريين أكثر من النظام نفسه".
وعرفت عنه أيضا مواقف اتهم فيها
إيران بـ"تأجيج الفتنة الطائفية" و"تخريب التعايش" في المنطقة، خاصة في سوريا واليمن والعراق.
وفي فجر يوم 27 آب 2011، هجم عناصر من الأمن السوري والشبيحة على جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي، في صلاة التهجد، وضربوا الساجدين، ولم يسلم من ضربهم الشيخ أسامة، ونقل إلى مستشفى الأندلس في دمشق لتلقي العلاج.
وغادر الشيخ أسامة البلاد من جديد وخرج إلى
تركيا واستقر في مدينة إسطنبول، وأصبح يلقي درسا كل جمعة في مسجد "ميهريما سلطان" بحي الفاتح.
تأسيس المجلس الإسلامي السوري
ومن إسطنبول أعلن الرفاعي عن إحياء "رابطة علماء الشام"، التي كانت قد تأسست من قبل في عام 1937، لكنها بقيت سرية.
في عام 2014 أسس الرفاعي وعلماء سوريون آخرون المجلس الإسلامي السوري، وانتُخب رئيسا له في تشرين الثاني 2021 وكذا مفتيا لسوريا، في اجتماعه السنوي، الذي انعقد بمدينة غازي عنتاب جنوبي
تركيا، وحضره 130 عضوا.
وكان المجلس الإسلامي السوري يضم نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنة والجماعة في داخل وخارج سوريا، كما يضم الهيئات
الشرعية لأكبر الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء سوريا.
واعتبره مؤسسوه آنذاك "المرجعية الممثلة للعلم والعلماء، ومجلس الإفتاء السوري، والهيئة المتخصصة للفتوى"، وقد انتخبوا الشيخ الرفاعي مفتيا عاما لسوريا بعد أن ألغى نظام
بشار الأسد منصب المفتي.
المهام والمسؤوليات
• رئيس رابطة علماء الشام.
•
رئيس المجلس الإسلامي السوري.
• خطيب جامع الشيخ عبد الكريم الرفاعي في دمشق.
• المفتي العام لسوريا.