وتابعت في منشور لها: "فكيف لو توفر لهم النزر القليل من ذلك؟! رجالٌ لو شئتم لكانوا درعكم وسيفكم في الملمّات ولكانوا الخطّ الأول للدفاع عنكم، لكن ماذا نقول عن الحماقة التي أعيت من يداويها! وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور".
وأضافت: "حالكم اليوم يقول:
أُكِلتُ يوم أُكِل الثور الأبيض، فذوقوا ما صنعت أيديكم".
في وقت سابق، نعت الخاطر، قائد هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، محمد الضيف، بعد تأكيد الحركة استشهاد القائد الفلسطيني البارز خلال معركة "طوفان الأقصى".
وقالت الوزيرة القطرية في تدوينة نشرتها عبر حسابها على منصة "إكس"، الجمعة: "ما كان لمثله أن يرحل إلا هكذا، فما أليقه بالشهادة وما أليق الشهادة به".
ونعت الخاطر الضيف بقصيدة شعرية قالت فيها:
"حللتَ ضيفا على الدنيا على مَضَضِ
تُسابقُ العمرَ مثل العيسِ في الرَمَضِ
ما كنتَ فردا ولكنْ أمةً بُعثتْ
في صورة الفردِ مرضياّ به ورَضيْ
وعشتَ كالسيفِ لا أهل ولا سكنٌ
ومتّ كالطوْد لا في ساحة المرضِ
ولم تساوم ولم ترضخ ولم تهنِ
ولم تبدّل جنانَ الخُلدِ بالعَرَضِ
أثخنتَ في القومِ حتى لم يعد رجلٌ
وعندما أجمعوا ما كنتَ بالحَرَضِ
قد آن للضيف أن يأوي إلى وطنٍ
ويقضيَ اليوم ما قد كان من غَرضِ".
يشار إلى أن لولوة الخاطر تنقلت بين عدة مناصب حكومية في
قطر خلال السنوات الماضية، وتنشر في حسابها الشخصي على منصة "إكس"، بشكل مستمر تغريدات دعم للقضية الفلسطينية، وتضامن مع أهالي قطاع
غزة.
قصة "أُكِلتُ يومَ أُكِلَ الثور الأبيض" والعبرة منها
يُحكى أنه كان يعيش في غابة من الغابات أسد وثلاثة ثيران، ثور أسود، وأحمر، وآخر أبيض؛ فأراد الأسد أن يأكل هذه الثيران واحدا تلو الآخر، لكنه احتار وفكر مليا في حيلة تمكنه من بلوغ هدفه والضفر بالثيران دون إثارة أي نزاع ولا خصام، وجد الحيلة، وفرح متيقنا أنها الوسيلة الوحيدة التي تمكنه من الوصول إلى المبتغى وتحقيق المني، إنها فكرة "فرق تسد" الشعار المعروف الذي يرفعه كل من يريد السيطرة على المجتمعات الضعيفة ووضعها تحت رحمته وفق ما تقتضيه حاجته ورغبته ومصلحته..
اقترب الأسد الهصور من
الثور الأحمر والأسود وقال لهما: ألا تدركان أن
الثور الأبيض يشكل خطرا علينا؟ إنه يرى من قبل الناس من بعيد في الليالي الحالكة، قالا له: نعم قولك صحيح معقول، وماحل هذه المشكلة؟ قال: إذا أذنتما لي سأريحكما منه، فوافقاه الرأي فقضى عليه.
توالت الأيام والليالي، فانفرد يوما بالثور الأحمر وقال له: ألا ترى أن صاحبك الأسود يرى في وضح النهار من بعيد؟ قال: نعم، وما خطبك في الأمر يا ملك الغابة؟ قال: إذا وافقتني الرأي سأقضي عليه ونرتاح، قال
الثور البليد: افعل ما شئت. فأفترسه في الحين..
مرت الأيام فجاء دور الأحمر، وعلم أنه هالك لا محالة ولا أحد سيعينه ويحميه، فقال متأسفا، وقد فات الأوان: "أكلت يوم أكل
الثور الأبيض". والمعنى أنَّه بسماحِهِ للأسَد بأكْلِ صاحبه الأول، فقد وضَع نفسَه في القائمة بعده دون أنْ يدري.