للتواصل مع روحه.. أرملة تتناول آخر طبق لزوجها بعد عامين من وفاته

لم يكن مجرد طبق من الكاري الياباني، بل ذكرى مجمدة لآخر لحظات جمعتها بزوجها الراحل.

بعد عامين من فقدان شريك حياتها، قررت سابرينا تشاي تناول آخر وجبة أعدها زوجها توني سونغ، لتعيش لحظة اتصال جديدة معه قبل أن تغادر المنزل الذي احتضن ذكرياتهما.

في ديسمبر/كانون الأول 2022، غادر توني الحياة إثر أزمة قلبية مفاجئة، تاركًا وراءه حبًا كبيرًا عبر عنه بطريقته الخاصة: الطعام.

كان الطهي لغته، وسابرينا لم تكن تتوقع أن وجبته الأخيرة ستبقى مجمدة لعامين كاملين.

عند عودتها من المستشفى يوم رحيله، كان الطبق لا يزال موضوعًا على الطاولة، فقررت حفظه دون تفكير. تقول: "لم أكن أعرف ماذا أفعل، كنت فقط أحاول أن أبقى مشغولة".

مع اقتراب موعد انتقالها إلى نيويورك، المدينة التي طالما حلمت بها مع توني، رأت أن اللحظة قد حانت.

تضيف: "أردت أن يكون هذا الطبق آخر وجبة لي في المنزل، شعرت أن ذلك سيكون مميزًا".

لم يكن الأمر مجرد تناول للطعام، بل وداعًا جديدًا، ومصالحة مع الذكريات، وكأنها تتحدث إليه من خلال النكهات التي صنعها بيديه.

توني، الذي تصفه سابرينا بـ"صاحب القلب الطيب"، كان موهوبًا في الطهي. تبتسم وهي تتذكر مهارته قائلة: "كان يعرف دائمًا ما أرغب في تناوله، وكان يصنعه بطريقة تفوق توقعاتي".

بعد وفاة توني، وجدت سابرينا ملاذًا غير متوقع في منصة تيك توك، حيث بدأت بمشاركة رحلتها مع الحزن والتعافي.

في البداية، كان الحساب مجرد وسيلة لتوثيق علاقتها بزوجها، لكنه أصبح لاحقًا نافذتها للتواصل مع من عاشوا تجارب مشابهة. تؤكد: "كنت بحاجة لمكان أعبر فيه عن مشاعري دون خوف من الحكم".

رحلتها مع الحزن علمتها أن الفقد ليس مجرد مرحلة تنتهي، بل تجربة مستمرة تتخذ أشكالًا مختلفة مع مرور الوقت.

تقول: "الحزن ليس شيئًا يمكنك تجاوزه، لكنه أيضًا ليس فقط عن الألم، إنه عن الاحتفال بالحياة وبمن فقدناهم".

اليوم، تخطو نحو فصل جديد في نيويورك، مدينة البدايات والاحتمالات المفتوحة. تنظر إلى المستقبل بروح مختلفة قائلة: "أريد أن أكون أقل خوفًا مما هو قادم".

في رحلتها لاستكشاف ذاتها من جديد، تأمل أن تجد ما يجعلها تقع في حب الحياة مرة أخرى.