يتطلع نتنياهو إلى تحقيق إنجازات استراتيجية كبيرة تتعلق بالجولان، جبل الشيخ، المشروع النووي الإيراني، والجماعات المسلحة في العراق، بهدف تعزيز موقع إسرائيل الأمني والإقليمي قبل أن يبدأ ترامب ولايته الثانية، حيث قد يتجنب الأخير اتخاذ قرارات عسكرية كبيرة قد تؤثر على إرثه
السياسي.
الجولان وجبل الشيخ: تأكيد السيطرة الاستراتيجية
واستولت إسرائيل على مرتفعات الجولان وجبل الشيخ خلال حرب 1967، واعتبرتهما مناطق ذات أهمية استراتيجية كبرى. في السنوات الأخيرة، اعترفت الولايات المتحدة، تحت
إدارة ترامب، بسيادة إسرائيل على الجولان، وهو اعتراف غير معترف به دولياً.
كما عاودت القوات الإسرائيلية احتلال جبل الشيخ عندما دخلت المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة بعد الإطاحة بالأسد بأيام.
ومن المتوقع ان يتحرك نتنياهو سريعا بهدف تعزيز الاستيطان وتسريع بناء المستوطنات والبنية التحتية في الجولان لتحويل السيطرة الإسرائيلية إلى واقع لا يمكن التراجع عنه، إضافة الى التصعيد الأمني الذي يسعى لاعتماده على الحدود السورية لتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي، فضلا عن تعزيز الدعم الدولي من خلال الضغط على حلفاء إسرائيل للحصول على اعترافات إضافية بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
الا ان هناك تحديات قد يواجهها نتنياهو أولها وجود القوات الروسية في سوريا وتحالفها مع الأسد، إضافة الى المعارضة الدولية لأي خطوة أحادية الجانب في الجولان.
المشروع النووي الإيراني: استهداف البنية التحتية
وتمثل إيران التهديد الأكبر لإسرائيل، خاصة مع اقترابها من تخصيب اليورانيوم لمستويات تسلح نووي.
وفي ظل القيود الزمنية التي يواجهها نتنياهو، قد يختار اتخاذ خطوات جريئة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
والخيارات المطروحة هي ضربات جوية دقيقة تستهدف مواقع مثل منشأتي نطنز وفوردو باستخدام الطائرات المسيرة أو الهجمات السيبرانية وهجمات سيبرانية مثل Stuxnet لتعطيل أجهزة الطرد المركزي فضلا عن التنسيق مع حلفاء من خلال الضغط على الولايات
المتحدة وأوروبا لفرض عقوبات إضافية أو الانضمام إلى عمليات عسكرية.
الا ان ذلك سيؤدي الى رد إيراني محتمل، سواء باستهداف إسرائيل أو من خلال وكلائها في المنطقة كما ان هناك عائق اخر يواجه نتنياهو وهو تعقيدات العلاقات مع
إدارة ترامب الثانية التي قد تسعى إلى تقويض إيران بطرق أقل تصعيداً.
وتشكل الفصائل المسلحة في العراق، تهديداً لإسرائيل من خلال وجودها قرب الحدود السورية والعراقية.
وممكن لنتنياهو التنسيق مع الولايات
المتحدة واعتماد الضربات الجوية الأمريكية بالتنسيق مع الاستخبارات الإسرائيلية، مع القيام بضربات استباقية تستهدف مخازن الأسلحة وقادة الفصائل لمنع تهديد مباشر لإسرائيل.
الا ان التحديات التي يواجهها نتنياهو هي ان تصعيد التوترات مع إيران قد يؤدي إلى اندلاع صراع أوسع، فضلا عن المعارضة العراقية لأي تدخل أجنبي على أراضيها إضافة الى معارضة
إدارة ترامب التي ستتسلم الحكم خلال 25 يوماً.
فدونالد ترامب، قد يتجنب أي تصعيد عسكري كبير مع إيران لتجنب الأزمات الدولية في عهده.
ومع ذلك، فإن مواقفه السابقة تظهر استعداداً لتقويض إيران عبر العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.
وستسعى إسرائيل إلى استغلال الدعم الأمريكي لتحقيق أهدافها قبل أي تغير في السياسة الأمريكية، وقد تدفع نحو عمليات عسكرية محدودة يمكن أن تتم بدون تدخل أمريكي مباشر.
نتنياهو يواجه فترة حرجة مليئة بالتحديات، حيث يسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية كبيرة قبل عودة ترامب المحتملة للبيت الأبيض بعد 25 يوماً حاسمة، حيث ان القرارات التي يتخذها في الأسابيع المقبلة قد تعيد تشكيل المشهد الإقليمي، لكنها أيضاً تحمل مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى تصعيد أوسع.