ويُعرف الشرع بخبرته الطويلة في السياسة والدبلوماسية، وبتاريخه الحافل في العمل الحكومي خلال حقبتي
حافظ الأسد وبشار
الأسد.
كما أنه يحظى فاروق الشرع بقبول داخلي وخارجي، بعد أن التقى فاروق الشرع مؤخرًا بـ أحمد الشرع (الجولاني)،
قائد هيئة تحرير الشام، وناقش الطرفان قضايا تتعلق بمستقبل البلاد ومؤتمر الحوار الوطني القادم، مما يجعله خيارًا محتملاً لتولي مسؤولية رئاسة
سوريا.
من هو فاروق الشرع؟
فاروق الشرع هو سياسي ودبلوماسي
سوري بارز، وُلد في 10 ديسمبر 1938 في محافظة درعا جنوب
سوريا. ارتبط اسمه بمسيرة السياسة السورية منذ الثمانينيات وحتى عام 2014، حيث شغل مناصب هامة:
• وزير الخارجية السورية (1984–2006): لعب دورًا بارزًا في صياغة السياسة الخارجية السورية.
•
نائب رئيس الجمهورية (2006–2014): عُيّن نائبًا للرئيس بشار
الأسد ليكون مسؤولًا عن الشؤون الخارجية.
السيرة الذاتية لفاروق الشرع
1. التعليم والمسيرة المهنية:
o حصل الشرع على شهادة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق.
o أكمل دراسته العليا في العلاقات الدولية من جامعة لندن.
o بدأ مسيرته المهنية في وزارة الخارجية السورية وتدرّج في المناصب حتى أصبح وزيرًا للخارجية.
2. علاقته بحافظ الأسد:
كان الشرع أحد الشخصيات المقربة من الرئيس الراحل
حافظ الأسد، وشارك في رسم السياسة الخارجية لسوريا خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات.
3. مع بشار الأسد:
استمر الشرع في لعب دور هام خلال السنوات الأولى من حكم بشار الأسد، لكنه أُبعد تدريجيًا عن المشهد بعد اندلاع الثورة السورية في 2011.
دور فاروق الشرع خلال الأزمة السورية
مواقفه من الاحتجاجات:
مع بداية الاحتجاجات في
سوريا عام 2011، ترأس فاروق الشرع مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إلى تسوية سياسية. في تصريحات علنية، أقر بأن الحل العسكري لن يُنهي الأزمة، ودعا إلى تسوية شاملة تشمل المعارضة والنظام.
تهميشه وإبعاده:
• نتيجة مواقفه التي اعتُبرت مخالفة لنهج النظام، وُضع الشرع قيد الإقامة الجبرية.
• اختفى عن المشهد
السياسي منذ عام 2014، لكنه بقي شخصية تُطرح أحيانًا كبديل توافقي.
لماذا يُطرح اسم فاروق الشرع كرئيس محتمل لسوريا؟
عوامل تدعم ترشيحه:
1. الخبرة السياسية والدبلوماسية:
يمتلك الشرع خبرة طويلة في العلاقات الدولية وصياغة السياسات، ما يجعله خيارًا مناسبًا لإدارة المرحلة الانتقالية.
2. قبوله الداخلي والخارجي:
o يحظى الشرع بشعبية في الداخل السوري، خاصة بين أبناء محافظته درعا.
o يُعتبر شخصية معتدلة تحظى بقبول لدى القوى الإقليمية والدولية.
3. رمزية التسوية:
مواقفه الداعية إلى الحوار خلال الأزمة جعلت منه رمزًا للتسوية السياسية.
التحديات:
1. معارضة بعض القوى الداخلية:
قد تواجه فكرة توليه القيادة معارضة من بعض الفصائل المعارضة والقوى السياسية الأخرى.
2. تعقيد المشهد السوري:
إدارة المرحلة الانتقالية تتطلب توافقًا داخليًا ودوليًا يصعب تحقيقه في ظل الظروف الحالية.
سبب لقاء فاروق الشرع وأحمد الشرع (الجولاني)
في تطور غير مسبوق، التقى فاروق الشرع مؤخرًا بـ أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)،
قائد هيئة تحرير الشام. اللقاء، الذي وُصف بالتاريخي، ناقش مستقبل
سوريا وعقد مؤتمر وطني يهدف إلى توحيد الرؤى بين الأطراف المختلفة.
• بحسب تصريحات مروان الشرع، ابن عم فاروق الشرع، فإن هذا اللقاء يُعد خطوة مهمة لتمهيد الطريق نحو دور سياسي جديد لفاروق الشرع.
هل يكون فاروق الشرع رئيس
سوريا القادم؟
رغم غيابه عن المشهد السياسي، ظل اسم فاروق الشرع حاضرًا في النقاشات السياسية حول مستقبل
سوريا. يستعد حاليًا لإصدار كتاب يتناول مرحلة حكم بشار
الأسد منذ عام 2000 وحتى الآن، ما قد يلقي الضوء على كواليس الحكم وأسباب الأزمات، وابرز السيناريوهات المحتملة كالتالي:
1. قيادة المرحلة الانتقالية: إذا تم التوافق الداخلي والخارجي، يمكن لفاروق الشرع أن يلعب دورًا رئيسيًا في قيادة الحكومة الإنتقالية التي تعمل على إعادة الاستقرار.
2. وسيط بين الأطراف: قد يُستخدم الشرع كوسيط بين النظام والمعارضة نظرًا لمكانته المتوازنة ومواقفه المعتدلة وكذا الدول التي تخشى التعامل مع الإدارة الجديدة بسبب خلفيتها السابقة عن تنظيم داعش.
يُعتبر فاروق الشرع شخصية تحظى بقبول دولي وعربي، وهو عامل مهم في أي اتفاق سياسي مستقبلي.
ويمثل الشرع خيارًا سياسيًا متوازنًا يمكن أن يسهم في قيادة
سوريا خلال المرحلة الانتقالية. خبرته الطويلة، مواقفه المعتدلة، وقبوله المحلي والدولي يجعله شخصية قادرة على تحقيق الاستقرار إذا توافرت الظروف المناسبة.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل تتوافق القوى الداخلية والخارجية على دعم فاروق الشرع ليكون رئيس
سوريا القادم؟.