وقال
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في
كلمة له من على قمة الجبل، إن "إسرائيل ستبقى في موقع جبل الشيخ الاستراتيجي على الحدود السورية لحين التوصل لترتيب مختلف".
واحتلت قوات إسرائيلية جبل الشيخ عندما دخلت المنطقة منزوعة السلاح بين
سوريا وهضبة الجولان المحتلة بعد الإطاحة بنظام
الأسد قبل أيام.
ووصف مسؤولون إسرائيليون الخطوة بأنها محدودة وإجراء مؤقت لضمان أمن الحدود لكنهم لم يشيروا إلى موعد محدد لاحتمال انسحاب القوات. وأمر وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، القوات الأسبوع الماضي بالاستعداد للبقاء في جبل الشيخ خلال فصل الشتاء.
ويقول الباحث السوري في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"،
محسن المصطفى، إن "إسرائيل سيطرت مؤخرا على قمة جبل الشيخ البالغ ارتفاعها 2814 مترا، وذلك لأسباب استراتيجية وأمنية، مستغلة الفراغ الأمني الناتج عن انسحاب جيش نظام
الأسد بعد سقوط نظامه".
وأضاف في حديثه أن "جبل الشيخ يُعد موقعا استراتيجيا مهما، حيث يوفر نقطة مراقبة متقدمة تُشرف على مناطق واسعة في
سوريا ولبنان والأردن وإسرائيل. هذا الموقع يُمكّن إسرائيل من تعزيز قدراتها في جمع المعلومات الاستخباراتية ومراقبة التحركات العسكرية في المنطقة".
وتابع "بالإضافة إلى ذلك، فإن السيطرة على جبل الشيخ تمكن (الجيش الإسرائيلي) من نشر أنظمة دفاعية واستخباراتية متقدمة، مما يُعزز من أمن المستوطنات الإسرائيلية في مرتفعات الجولان ومناطق الجليل الأعلى".
وتنشر إسرائيل في مواقعها بالجليل وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا أجهزة بث وتشويش وأعمدة إرسال واتصالات وتجهيزات تجسسية متقدمة.
ويقول الخبير العسكري، إسماعيل أبو أيوب، إنه "بعد السيطرة الإسرائيلية الاستراتيجية على هذا الجبل، من المؤكد أنها ستبني محطة رادار بعيد المدى".
ويكشف جبل الشيخ مدينة دمشق، ومن خلاله يمكن مراقبة مناطق شاسعة وخاصة في
سوريا ولبنان.
ويوضح أبو أيوب أن "محطة الرادار ستساعد على كشف الأهداف الجوية المدنية والعسكرية على مسافة قد تصل إلى 3 آلاف كيلومتر، وحد أدنى 1500 كيلومتر، وبالتالي تؤمن الإنذار والاستطلاع الراداري لمسافات بعيدة، وتحذر إسرائيل من أي مقذوفات جوية قد تصل إليها".
وأضاف أن "محطة الرادار تؤمن الكثير من عمليات التجسس والرصد، وهذا هو المعنى الحقيقي للسيطرة على جبل الشيخ (...) وأعتقد أن خروج إسرائيل منه لن يكون سهلا في أي مفاوضات مستقبلية (...) وهي لا تأبه لأي قرارات دولية".
وأشار إلى أنه "في
سوريا الآن لا يوجد جيش كي يدافع عن جبل الشيخ، والآن الدولة تبدأ ببناء نفسها من الصفر" وذلك بعد إسقاط نظام بشار
الأسد الدموي في 8 كانون الاول الحالي.
والثلاثاء، زار نتانياهو الموقع للاستماع إلى إفادة بشأن العمليات مع قادة للجيش ومسؤولين أمنيين.
وقال في بيان صدر عن مكتبه في وقت متأخر من مساء الثلاثاء "نجري هذا التقييم من أجل اتخاذ قرار بشأن نشر جيش الدفاع الإسرائيلي في هذا الموقع المهم لحين التوصل إلى ترتيب آخر يضمن أمن إسرائيل".
وانتقدت الأمم المتحدة وعدد من الدول توغل إسرائيل في المنطقة العازلة التي أعلن عنها بعد حرب 1973 ووصفته بأنه انتهاك للاتفاقات الدولية ودعت لسحب القوات.
وتبلغ مساحة هضبة الجولان 1200 كيلومتر مربع وتطل أيضا على لبنان وتتاخم الأردن، وتطمع إسرائيل بشدة في الموارد المائية والتربة الخصبة فيها.
وبدأت إسرائيل منذ الإطاحة بالأسد قبل أكثر من أسبوع، في تعزيز وجودها العسكري والمدني في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
تطل هضبة الجولان الغنية بالموارد الطبيعية على لبنان والأردن وتشمل قمة جبل الشيخ المكسوة بالثلج معظم أيام السنة.
واحتلت إسرائيل القسم الأكبر من مرتفعات الجولان عام 1967 وأعلنت ضمها عام 1981، وبعد احتلالها بشهر فقط، تم تأسيس مستوطنة "مروم جولان" أول مستوطنة فيها. وبحلول العام 1970 تمت إقامة 12 مستوطنة إضافية في هضبة الجولان.
وإثر حرب تشرين الاول 1973 بين إسرائيل وسوريا، تم التوصل إلى اتفاق هدنة استمر العمل به على مدار الخمسين عاما الماضية.
وكجزء من الاتفاق، أقيمت منطقة عازلة بطول 80 كيلومترا وتخضع لمراقبة الأمم المتحدة.
اليوم، يعيش في مرتفعات الجولان نحو 30 ألف مستوطن يهودي في أكثر من 30 مستوطنة بالإضافة إلى نحو 23 ألف درزي موجودون هناك من قبل احتلال الهضبة في العام 1967 ويحملون الجنسية السورية.
كما توجد العديد من القواعد العسكرية بما في ذلك نقطة أممية على قمة جبل الشيخ.
في عام 2019 وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعترف، دونالد ترامب، رسميا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، فكانت الولايات المتحدة الدولة الأولى والوحيدة التي تعترف بذلك.
وبعدها أعلن نتانياهو عن إقامة مستوطنة "ترامب هايتس" تكريما للرئيس الأميركي آنذاك.
الأحد، وبعد أسبوع من الإطاحة بالأسد وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لزيادة عدد السكان في الجولان مخصصة 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) للمشروع.
وقال نتانياهو إن تدعيم الجولان هو تدعيم لدولة إسرائيل.
الأسبوع الماضي، أكد نتانياهو أن الجولان سيظل إسرائيليا "إلى الأبد".
ومع سقوط
الأسد في سوريا، أعلن
رئيس الوزراء الإسرائيلي انهيار اتفاق "فض الاشتباك" الموقع عام 1974 مع
سوريا بشأن الجولان، وأنه أمر الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة حيث تنتشر قوات من الأمم المتحدة.