لطالما انتقد
ترامب الذي أعلن اليوم الأربعاء، فوزه في
الانتخابات الرئاسية، التمويل الأمريكي لجهود الحرب في أوكرانيا ودعا أوروبا إلى تحمل المزيد من عبء دعم كييف.
بل إنه وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "أعظم بائع على وجه الأرض" بسبب حجم الأموال التي تمكن من الحصول عليها لأوكرانيا من
إدارة جو بايدن. رغم أنه أوضح "هذا لا يعني أنني لا أريد مساعدة (زيلينسكي) لأنني أشعر بالأسف الشديد تجاه هؤلاء الأشخاص".
ومع ذلك، فقد أعرب عن شكوكه في قدرة أوكرانيا على هزيمة
روسيا.
وخلال حملته الانتخابية، قال إن الأمر سيستغرق 24 ساعة فقط للتفاوض على إنهاء الحرب بين
روسيا وأوكرانيا وأنه سينجز ذلك قبل تنصيبه في يناير/كانون الثاني المقبل.
لكن التفاصيل حول الكيفية التي ينوي بها إنهاء الحرب نادرة. بحسب تحليل طالعته "العين الإخبارية" في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
صفقة "عادلة" في أوكرانيا
في مقابلة أجريت معه في يوليو/تموز 2023 مع قناة فوكس نيوز، اقترح
ترامب أنه سيجبر زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأنه سيخبر زيلينسكي بأن أوكرانيا لن تحصل على المزيد من المساعدات الأمريكية، وبوتين بأن واشنطن ستزيد بشكل كبير من مساعداتها لكييف إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
لم يتحدث
ترامب كثيرا عن الشكل الذي قد تبدو عليه التسوية التفاوضية، باستثناء أنه يريد "رؤية صفقة عادلة".
لكن نائب الرئيس المنتخب جي دي فانس، قدم بعض التفاصيل حول الشكل الذي قد تبدو عليه مثل هذه الصفقة.
وعلى الرغم من أنه قال إن
ترامب سيترك الأمر للدولتين المتحاربتين وكذلك أوروبا لوضع تفاصيل اتفاقية السلام، إلا أن فانس اقترح أن ذلك من المرجح أن يستلزم إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خطوط المعركة الحالية، مما يسمح لأوكرانيا بالاحتفاظ بسيادتها مع إجبارها على التخلي عن بعض أراضيها التي تقع حاليا في أيدي موسكو.
فضلاً عن ضمان بقاء أوكرانيا محايدة - مما يعني أنها لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي أو "المؤسسات الحليفة" الأخرى.
ولقد لاحظ المحللون- بحسب فورين بوليسي- أن هذا يشبه إلى حد كبير الشروط التي وضعها بوتن لوقف إطلاق النار، والتي رفضتها أوكرانيا والعديد من حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا.
من جهتها، اعتبرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية أن أي صفقة متسرعة من المرجح أن تترك كييف أضعف بكثير والأمن الأوروبي في خطر أكبر.
الناتو
بالنسبة لشبكة "سكاي نيوز" فإن سجل
ترامب في عدم القدرة على التنبؤ لا يشكل تحديا للأعداء التقليديين فقط، وإنما لأقرب حلفاء واشنطن، وخاصة في حلف شمال الأطلسي.
فالرئيس المنتخب لم يخف إحباطه من الطريقة التي مولت بها الولايات المتحدة لعقود من الزمان الغطاء الأمني الذي يحمي أوروبا.
وخلال فترة ولايته الأولى كرئيس، هدد بانسحاب الولايات المتحدة من التحالف - وهي الخطوة التي من المؤكد أنها ستدق ناقوس موته. وفق الشبكة البريطانية.
وهو ما ما تراه أيضا مجلة "فورين بوليسي" التي اعتبرت أن
ترامب بعيد كل البعد عن كونه أكبر داعم لحلف شمال الأطلسي، والحلف ليس من المعجبين به أيضا.
وفي شباط/فبراير الماضي، حذّر
ترامب من أنه سيشجع
روسيا "على فعل ما تريده بأي دولة في الناتو" لا تدفع المزيد على الدفاع المشترك بنسبة 2%. ولا تفي ثماني دول في التكتل المكون من 32 دولة بهذا الشرط.
وقبل
الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حاول "الناتو" أن يجعل التحالف في مأمن من
ترامب.
وخوفا من أن تؤدي ولاية
ترامب الثانية إلى إبطاء أو وقف المساعدات لأوكرانيا، كثف الحلف إنتاج الأسلحة والمعدات الرئيسية فضلاً عن العمل على تعزيز السلطة على التدريب والإمدادات لأوروبا. بحسب المجلة الأمريكية.
وفي قمة حلف شمال الأطلسي هذا العام في واشنطن، أكد الحلف أن "مستقبل أوكرانيا في الناتو" لكنه رفض توجيه دعوة لكييف للانضمام أو تحديد جدول زمني للعضوية.
ماذا عن روسيا؟
من وجهة نظر روسيا، تشير "فورين بوليسي" إلى أن رئاسة
ترامب الثانية قد تمهد الطريق لعلاقات أكثر ودية بين واشنطن وموسكو، حيث فضّل الكرملين منذ فترة طويلة الزعيم الجمهوري على خصومه الديمقراطيين.
ومع ذلك، فإن الروس مترددون بشأن وعود
ترامب بإنهاء الصراع على الفور. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في سبتمبر/أيلول الماضي، إن هذا النوع من التفكير يقع ضمن "عالم الخيال".