حيث ستواجه إسرائيل عدة عراقيل في حال قررت المضي في هذا القرار الخطير، فمن دون دعم الولايات المتحدة، سيواجه هذا القرار المحفوف بالمخاطر، صعابا جمة، كما أنه لن يؤدي إلا إلى تأخير
برنامج طهران النووي بدلاً من تدميره، وفق ما رأى عدة محللين.
ولعل المشكلة الأولى تكمن في المسافة، إذ تبعد إسرائيل أكثر من ألف ميل عن القواعد النووية
الإيرانية الرئيسية، وللوصول إليها يتعين على الطائرات الإسرائيلية عبور المجال الجوي للأردن والعراق وسوريا وربما تركيا.
أما الصعوبة التالية فتتجلى في الوقود، إذ إن تحليق الطائرات الإسرائيلية كل تلك المسافة لضرب الأهداف ومن ثم العودة يتطلب إعادة التزود بالوقود جوا، وفقا لتقرير صادر عن خدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.
في حين تتجلى الصعوبة الثالثة في الدفاع الجوي الإيراني. لاسيما أن المواقع النووية الرئيسية في البلاد تخضع لحراسة مشددة، وستحتاج القاذفات الإسرائيلية إلى الحماية بطائرات مقاتلة.
كما سيتطلب ذلك حزمة ضربات يبلغ مجموعها حوالي 100 طائرة، وفقًا لتقرير CRS – أي ما يعادل تقريبًا ثلث طائرات سلاح الجو الإسرائيلي البالغ عددها 340 طائرة ذات قدرة قتالية.
ناهيك عن أن منشأتي التخصيب النووي الرئيسيتين في إيران، نطنز وفوردو محصنتان بشكل كبير. إذ تقع منشأة نطنز على عمق كبير تحت الأرض.
فيما تقع "فوردو" في قلب أحد الجبال، وبالتالي يتطلب تدميرها أسلحة يمكنها اختراق عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة المسلحة قبل أن تنفجر.
ورغم أن تل أبيب تمتلك بالفعل قنابل خارقة للتحصينات، مثل قنابل GBU-31 التي يبلغ وزنها 2000 رطل، والتي أسقطتها القوات الجوية الإسرائيلية قبل نحو أسبوعين على أربعة مبانٍ في بيروت لقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، إلا أنها غير كافية لتدمير هاتين المنشأتين.
أما السلاح الوحيد القادر على فعل فعلته بحسب المحللين، فهور قنبلة الذخائر الضخمة GBU-57A/B (MOP) التي يبلغ طولها حوالي 6 أمتار، وتزن 30 ألف رطل، ويمكنها حفر 60 مترًا في الأرض قبل أن تنفجر، وفقًا للجيش الأميركي.
ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل تمتلك مثل هذه القنابل التي تمتلكها الولايات المتحدة، حسب "فاينانشيال تايمز".
مع ذلك، حتى لو تمكنت إسرائيل من الحصول على MOP، فإن "مقاتلاتها من طراز F-15 وF-16 وF-35 لن تتمكن من حملها"، وفق ما أوضح إيهود إيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
علاوة على ذلك، "لا توجد فرصة" لأن تكون إسرائيل قادرة على شراء قاذفة أميركية استراتيجية، مثل B-2 Spirit، اللازمة لإسقاط مثل هذه القنبلة، كما قال إيلام.
إذا، حجم القوة المطلوبة لإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت
الإيرانية الرئيسية "سيتطلب دعمًا أميركيًا واسع النطاق، إن لم يكن تدخلًا مباشرًا"، كما كتب داريا دولزيكوفا وماثيو سافيل من المعهد الملكي للخدمات
المتحدة في ورقة بحثية حديثة، وحتى هذا لن يضمن تدميرها بالكامل.
وكانت بعض المصادر الإسرائيلية ألمحت أيضا إلى احتمال ضرب إسرائيل منشآت نفطية ومحطات كهرباء في الداخل الإيراني، فضلا عن مواقع عسكرية مهمة.
في حين توعدت طهران برد أقوى هذه المرة عن أي هجوم إسرائيلي.
بينما تصاعدت المخاوف الدولية من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.