أوكرانيا، غزة، المكسيك، ميانمار، إسرائيل، الصين، تايوان، هايتي، والآن لبنان، هناك حوالي 57 صراعا نشطا حول العالم، وتضاعف هذا العدد في السنوات الثلاث الماضية ويمكن أن يزداد أكثر، بالنظر إلى التوترات الأخيرة في
الشرق الأوسط والتصعيد الناتج عنها في جميع أنحاء المنطقة.
بالنظر إلى أحدث البيانات المتاحة وتحليل الوضع
العالمي على مدار العام الماضي، استخدم مؤشر السلام
العالمي 23 مؤشرًا نوعيًا وكميًا من مصادر موثوقة، لقياس حالة السلام في 163
دولة ومنطقة مع مراعاة ثلاثة مجالات: مستوى الأمان الاجتماعي والأمن، ومدى الصراعات الداخلية والدولية ودرجة العسكرة .
أدى هذا التحليل إلى إنشاء تصنيف يرى أن أيسلندا هي
الدولة الأكثر سلامًا في العالم، تليها أيرلندا والنمسا ونيوزيلندا وسنغافورة، وتحتل إيطاليا المرتبة 33، متقدمة على دول مثل إنجلترا والسويد واليونان.
وتغلق اليمن الترتيب باعتبارها
الدولة الأقل سلامًا في العالم، وتسبقها السودان وجنوب السودان وأفغانستان وأوكرانيا، وقد اتسعت هذه الفجوة بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لتصبح الأوسع في السنوات الست عشرة الماضية، على الرغم من أن الدراسة تظهر أن نفس البلدان كانت في مواقف حرجة لفترة طويلة، فأوروبا هي بالفعل المنطقة الأكثر سلامًا في العالم وتستضيف ثماني من
الدول العشر الأكثر سلامًا، في حين تظل منطقة
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أقل المناطق سلامًا.
وفقًا لمؤشر السلام العالمي، تدهور متوسط مستوى السلام بنسبة 0.56٪. من بين 163
دولة تم تحليلها، شهدت 97
دولة تدهورًا في ظروف السلام، بينما تحسنت أوضاع 65
دولة فقط، علاوة على ذلك، فإن النزاعات، أصبحت دولية بشكل متزايد، حيث انخرطت 92
دولة في حروب خارج حدودها، وهذا الرقم هو الأعلى منذ عام 2008 ومن المتوقع أن يزداد أكثر.
وفيما يتعلق بالخسائر، شهد العام الماضي 162 ألف حالة وفاة مرتبطة بالصراع، وهذا هو
ثاني أعلى رقم مسجل في السنوات الثلاثين الماضية، حيث كانت الصراعات في أوكرانيا وغزة مسؤولة عن ما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات، وتمثل أوكرانيا أكثر من النصف، حيث بلغ عدد القتلى 83 ألف قتيل، في حين تتحدث التقديرات الخاصة بالصراع في فلسطين عن 33 ألف قتيل على الأقل (حتى أبريل/نيسان 2024).
كما بلغ التأثير الاقتصادي للصراعات على مستوى العالم في عام 2023 نحو 19 تريليون دولار، أي ما يعادل نحو 2380 دولارا للفرد، ويمثل هذا زيادة قدرها 158 مليار دولار، وعلى العكس من ذلك، بلغ الإنفاق على بناء السلام وصيانته 49.6 مليار دولار، أو أقل من 0.6% من إجمالي الإنفاق العسكري.