*ماذا حدث في اليوم الثاني للتفجيرات السيبرانية؟
بينما كان حزب الله أمس يشيع في عدد من المناطق أنصارا له من الذين سقطوا في تفجير أجهزة اتصالاتهم يوم الثلاثاء في الهجوم السيبراني الإسرائيلي كما ذكرت، اجتاحت في أقل من أربع وعشرين ساعة الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، موجة ثانية مفاجئة البارحة، استهدفت أجهزة مختلفة مختلفة عن البيجر التي فجرت الثلاثاء.
فجأة اندلعت حرائق في منازل وسيارات وسقط عشرات الأشخاص في انفجار أجهزة اتصال مخصصة للتواصل والتنسيق والانضباط يحملها أنصار حزب الله في عدد من أحياء الضاحية الجنوبية في صور في صيدا والنبطية ومرجعيون وبنت جبيل وقرى عدة في الجنوب، والبقاع.
وبينما راجت أخبار عن مسيرة إسرائيلية كانت تجوب فوق القرى، أرسلت إشارات تبشير إلى تلك الأجهزة، اندلعت حرائق في بيوت وسيارات ودراجات من جراء أجهزة متروكة فيها، انفجرت في أيدي أصحابها، لتصل الحصيلة ليل أمس إلى 14قتيلا و450 جريحا.
ومع الساعات الأولى من الصباح ارتفعت الأرقام إلى 20 قتيلا وأكثر من450 جريحا. كذلك أفيد عن نقل السفير الإيراني في بيروت، الذي أصيب الثلاثاء بانفجار جهاز مرافقه، ونقل في طائرة خاصة إلى إيران لاستكمال العلاج هناك.
إنه أخطر هجوم أمني تواجه به
إسرائيل حزب الله، بعيدا من خطوط التماس في الجنوب، وقواعد الاشتباك المتفق عليها بين الطرفين.
وقد استهدف هذا الهجوم السيبراني في اليومين المنصرمين مجتمع حزب الله والبيئة القريبة منه وليس فقط مقاتلي الحزب، علما أن الحزب كان قد اشترى قبل ثلاثة أشهر 4000 جهاز اتصال يبدو أنها فصلت بين بلد المنشأ وبلد الاستيراد.
ما المتوقع من الكلمة التي سيدلي بها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خصوصا حيال الرد المحتمل لحزب الله على الاعتداء السيبراني الإسرائيلي؟
كما ذكرت، يدلي بعد ظهر اليوم نصر الله بخطاب لإيضاح ما رافق اليومين الأخيرين من الهجوم السيبراني الإسرائيلي.
حزب الله كان قد أكد الثلاثاء أنه سيرد ويفرض على
إسرائيل القصاص العادل، كما قال. وأمس، أعاد حزب الله التأكيد على أنه سيستمر في حرب إشغال
إسرائيل ودعم غزة.
ما يمكن أن يدلي به السيد نصر الله، وهو المتوقع، هو أولا إعادة تأكيد ما كان عبر عنه بعد اغتيال المسؤول العسكري
الأول في حزب الله فؤاد شكر، الذي اغتالته
إسرائيل نهاية تموز الماضي، إذ كان قد أكد أنه سيرد بحكمة وارتقاب اللحظة المناسبة.
لكن هناك وظيفة أخرى لخطاب نصرالله اليوم، تماما مثل ما كان قد قاله بعد اغتيال شكر، وهو رفع معنويات جمهوره وأنصاره، وتأكيد أن المقاومة وحزب الله سيستمران في المواجهة والحصول على أوسع تضامن لحزبه، وأيضا تأكيد ربط وقف النار في
الجنوب بوقف النار في غزة.
الواضح أن ارتفاع أرقام الضحايا والجرحى في اليومين المنصرمين، ربما كان هو السبب الأساسي لاستعجال نصرالله الإدلاء بخطابه المنتظر اليوم، خصوصا أن حصيلة اليومين المنصرمين تجاوزت 25 قتيلا و3000 جريح إلى حالات حرجة وإصابات دائمة، من بينها إصابات في الأعين والأيدي والأرجل، من جراء انفجار الأجهزة تلك التي كانت في أيدي أنصاره.