وقال الساعدي في حديث للسومرية نيوز، إن "إيران من
الدول المهمة في الشرق الأوسط وهناك علاقات استراتيجية وثيقة بين
العراق وايران مبنية على تحالفات حقيقية بعد سقوط النظام السابق وفي الوقت المنصرم ايران ساندت
العراق بأصعب مراحله وهي دخول داعش، فيما تاتي زيارة مسعود بزشكيان في ظل المتغيرات الإقليمية الصعبة والخطرة وتتمثل بحرب غزة وحرب الروسية الأوكرانية ومناورات البحر الأحمر".
وأضاف انه "بالرغم من السياسة الايرانية الخارجية ثابتة لكن الرئيس الجديد سيعطي بعد اخر لأنه من التيار الإصلاحي، وكان اول تصريح له قبل توليه المنصب رسميا سيعيد علاقاته
الدولية وخاصة مع الولايات
المتحدة الامريكية وبمعنى (إيران تحاول
الان تغليب الحل الدبلوماسي) والنهج
السياسي لدى الرئيس الجديد مدعوم من المرشد الأعلى وسينعكس إيجابا على الساحة العراقية".
وأشار الساعدي الى ان "الرئيس الإيراني الجديد حريص ان تكون زيارته الاولى الى
العراق وهذا يعطي للعراق أهمية قصوى للسياسة إيران الخارجية باعتبار ان
العراق يرتبط بعلاقات ثقافة ودينية وأيضا اقتصادية لأنه يمثل سوقا كبيرا للبضائع الإيرانية".
وبين ان "إيران لن تفرط في
العراق في أي مرحلة من الراحل التي يمر بها
العراق ومن حق
رئيس الوزراء محمد سياع السوداني ان يستثمر هذه الزيارة ويتفاهم مع الرئيس الإيراني الجديد وفق معطيات جديدة ضمن خطورة المرحلة المقبلة".
وعن فائدة زيارة الرئيس الإيراني للعراق واهم الملفات التي ستناقش، اوضح ان "الزيارة معدة سابقا وليست إعلاميا كما هي استراتيجية ويوجد هناك الكثير من الملفات على طاولة الطرفين للتفاوض حولها"، مؤكدا ان "العراق سيعطي أهمية قصوى للأمن لأنه شريك مع إيران في مكافحة الإرهاب وسيتم فتح ملفات الامن الحدودي والتجاوزات الإيرانية على بعض القرى في شمال
العراق وأيضا موقف إيران من حكومة إقليم كردستان وموفقها بما يجري في داخل
العراق وذلك لوجود أذرعها وحفاء في الجانب العراقي".
ولفت باحث في العلاقات
الدولية الى ان "الجانب الاخر هو تعزيز العلاقات الاقتصادية لان الاقتصاد الإيراني مهما بلغ من قوة فهو يعتبر اقتصاد ضعيف لأنها تعاني من حصار اقتصادي كبير من عام 1979 بعد سقوط نظام الشاه وبمجيء حكومة الامام الخميني والثورة الإسلامية والتي فرضت بعقوبات كبيرة وبالتالي من مصلحة إيران ان تعزز علاقاتها التجارية والعراق يعتبر أكبر سوق للبضائع الإيرانية".
وأوضح ان "العراق لديه بعض التحفظات التي سيثيرها في هذا الاجتماع وتعزيز العلاقات الدينية والذي يمثل
العراق الاكبر في المقامات الائمة الشيعة وفي السنوات الأخيرة لاحظنا تدفقا كبيرا للعراق ومن حق حكومته ان تنظم هذه العلاقات وتنظم الزوار الإيرانيين"، مشيرا الى ان "العراق وايران موفقهما واحد اتجاه القضية الفلسطينية وسيتم مناقشة طريق التنمية والسكك الحديد والطاقة والتجارة".
وتعد هذه الزيارة هي اول زيارة خارجية لبزشكيان منذ توليه المنصب في يوليو الماضي، وهي بدعوة رسمية من
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خصوصا وان هذه الزيارة كانت مقررة أساسا ان يقوم بها الرئيس السابق إبراهيم رئيسي قبل وقوع حادثة سقوط طائرته بايام.
وذكر السفير الإيراني لدى
العراق محمد كاظم آل صادق أنه من المرجح أن تستمر زيارة الرئيس الإيراني للعراق يومين، حيث سيزور خلالها العتبات المقدسة أيضا.