وتعد هذه الزيارة هي اول زيارة خارجية لبزشكيان منذ توليه المنصب في يوليو الماضي، وهي بدعوة رسمية من
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خصوصا وان هذه الزيارة كانت مقررة أساسا ان يقوم بها الرئيس السابق إبراهيم رئيسي قبل وقوع حادثة سقوط طائرته بايام، الا انه بالنظر الى تصريح بزشكيان فأنه اكد في وقت سابق ان هدف زيارته
الأول الى
العراق هو زيارة المراقد المقدسة.
يتفق المحللون الإيرانيون، على ان الملف الأمني يأتي في صدارة الملفات التي قد يحملها بزشكيان الى العراق، حيث تعد الزيارة فرصة لتعزيز
التعاون في مجال الأمن، وهو ما أكده المتحدث باسم الخارجية
الإيرانية بأن الاستقرار الأمني سيكون على رأس جدول الأعمال، كما ستتضمن الزيارة توقيع مذكرات تفاهم تتعلق بالتعاون الأمني والاقتصادي والتي كان من المفترض توقيعها خلال زيارة سابقة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
ويأتي التنسيق الأمني بالتزامن مع عودة الحديث عن نشاط جماعات إيرانية معارضة في كردستان بالرغم من اتفاقية نقلهم الى معسكرات بعيدة، حيث تسعى
إيران لضمان تطبيق بنود الاتفاقية الأمنية المتعلقة بهذه الجماعات وضبط الحدود المشتركة.
ومن المتوقع أن يناقش الوفد الإيراني مع المسؤولين العراقيين سبل تعزيز
التعاون في مشاريع اقتصادية هامة، بما في ذلك مشروع الربط السككي بين شلمجة والبصرة الذي تهدف
إيران إلى ربطه بالموانئ السورية، كما ستتم مناقشة "طريق التنمية" وتأثيره المحتمل على شبكة الممرات
الإيرانية.
على الصعيد الدبلوماسي، من المتوقع أن تسعى
إيران لتعزيز دور
العراق كوسيط إقليمي مع التركيز على قضايا مثل الوساطة بين
إيران ودول عربية أخرى في المنطقة مثل مصر والأردن، فقد لعب
العراق دوراً بارزاً في تطبيع العلاقات بين
إيران والسعودية، وقد يسعى بزشكيان إلى استخدام زيارة
بغداد كفرصة لتطوير العلاقات مع دول المنطقة.
وسيتناول بزشكيان خلال الزيارة قضايا أخرى منها متابعة قضية المواطن الإيراني محمد رضا نوري المسجون في العراق، والتي ستكون جزءاً من المحادثات، كما من المتوقع أن تشمل الزيارة محطات أخرى في
العراق مثل زيارة المراقد الشيعية المقدسة في كربلاء والنجف.
تعكس زيارة بزشكيان تحولاً في السياسة الإيرانية، حيث تسعى طهران إلى بناء علاقات أكثر استقراراً مع دول عربية أخرى لتعزيز مصالحها الإقليمية، من المتوقع أن تساهم الزيارة في توسيع نطاق الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك
الأمن والاقتصاد والدبلوماسية.