Alsumaria Tv

السجن 68 عاما للبناني.. ماذا فعل؟

2024-07-16 | 08:12
Alsumaria Tv https://alsumaria.tv/authors
السجن 68 عاما للبناني.. ماذا فعل؟

السومرية نيوز- دولي
قضت محكمة لبنانية، بالسجن 68 عاماً على رجلٍ أقدم على اغتصاب أطفاله الثلاثة، وممارسة العنف عليهم، وتعريض حياتهم للخطر.

ودانت محكمة الجنايات في شمال لبنان، برئاسة القاضي داني شبلي، وعضوية المستشارين القاضيين لطيف نصر وطارق صادق، الأب "ن. ر" (لبناني الجنسية) البالغ من العمر 51 عاماً، بالاستناد إلى 4 جرائم جنائية هي "الاغتصاب، وممارسة الأفعال المنافية للحشمة، ومجامعة قاصرين بالقوة، وتهديدهم بالقتل".
 
وبلغ مجموع العقوبات التي أُنزلت به 68 عاماً سجناً، وهي المرّة الوحيدة التي لم تدغم فيها المحكمة عقوبات جنائية (أي تقضي بتنفيذ العقوبة الأشد بينها). وأوضح مصدر مطلع على مجريات هذه القضية لـ"الشرق الأوسط" أن "الغاية من عدم إدغام العقوبات، قطع الطريق على المحكوم عليه للاستفادة من تخفيض السنة السجنية، أو نيله عفواً عاماً أو خاصاً يكون ذلك سبباً لخروجه من السجن بعد سنوات".
 
وقال: "عندما يكبر هؤلاء الأطفال ويقرأون مضامين هذا الحكم، سيجدون أن العدالة انتصرت لهم وعملت على حمايتهم وحماية المجتمع من والدهم وأمثاله".
 
وتضمّنت حيثيات الحكم وقائع قاسية للغاية، فكشفت أن الأب أقدم على مدى أكثر من سنة على اغتصاب طفلته "ن. ر." (12 سنة) وطفليه "خ. ر" (11 سنة) و"ع. ر." (9 سنوات)، وذلك بعد أن تركتهم والدتهم "ي. أ" في عهدته وذهبت للعمل والسكن في مكان آخر. وقد برر الوالد المحكوم عليه أفعاله الجرمية أمام المحكمة بأنها جاءت نتيجة خلافه مع زوجته وبدافع "الانتقام منها".
 
وأفادت حيثيات الحكم بأن المحكمة رفضت منح الأب أسباباً تخفيفيةً، ورأت أن اجتهادها "استقر على اعتبار أن مقتضيات العدالة تستند إلى أن مفهوم العقاب المنزل بمن يرتكب جرماً معيناً لا يشكل انتقاماً من هذا الأخير، أو ثأراً للمصلحة العامة التي أضر بها، كما لا يؤلف رادعاً لمن يمكن أن تسول له نفسه مخالفة القانون، أو ناظماً للحقوق العامة والخاصة، الناجمة عن الفعل الجرمي فحسب، وإنما يهدف إلى إصلاح سيرة هذا الشخص، وتقويم مسيرته في الحياة، وذلك تبريراً لإعمال سلطتها التقديرية في منح المحكوم عليه الأسباب المخففة".
 
وأضاف الحكم: "في المقابل، إن الأطفال الذين يأتون إلى الحياة، ثمرة للحب وللتفاهم بين الزوجين، لا يمكن أن يتحولوا بفعل خلاف بين هذين الأخيرين إلى ساحة لتصفية الحساب بينهما، كما أن معاينة (رمز الأمان) الذي يمثله الوالد، رب العائلة، والذي يُسرع الأولاد للاختباء في كنفه، عند كل خطر أو خوف، انقلب مع الضحايا الثلاثة، الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم 12عاماً، وتحول إلى كائن متوحش أقفل باب المنزل، وانقض مراراً وتكراراً على ضحاياه، فسحب طفله الصغير (ع) من تحت السرير حيث اختبأ، ليجامعه، وضرب الطفل (خ) وهو يجامعه، وأحست الطفلة (ن) بيديه الخشنتين على جسمها البريء، في حين قام الوالد بكتم فاهها بيده وهو يغتصبها".
 
وسألت المحكمة: "هل للمرء أن يتخيل شعور طفلٍ لم يفقه الحياة بعد، وهو يشاهد والده منقضاً بعنف على شقيقته الصغيرة، فكتم صوته وأقفل عينيه متمنياً أن يكون مستغرقاً في كابوس، ليستفيق بعد وقت قصير، على الوالد نفسه، ينقض عليه، ويجامعه غير آبه بألمه ودهشته ودموعه الصامتة؟ وهل للمرء أن يتأمل كيف حاول الطفل أن يبعد عنه كائناً يفوقه قوة وضخامة، والذهول الذي أصابه بعد أن شاهد وشعر برمز أمانه (والده) وهو يتحول إلى مغتصب سببت له وحشيته الكثير من الآلام والأوجاع، ودفعته إلى محاولة الهرب التي أفشلها إقفال باب، أو نباح كلب، أو خوف على شقيق أو شقيقة؟".
 
وخلصت المحكمة في نهاية قرارها إلى التأكيد أن "ما تفرضه مقتضيات العدالة الإنسانية التي اعتمدها قانون العقوبات، نهجاً وغايةً، وصرخة المطالبة بالحق التي أطلقها الأطفال الثلاثة، وعلى الرغم من إسقاط الحق الذي نظمته والدتهم، ترى المحكمة أن الانتصار لطلب الأطفال والانتصار للعدالة التي لا تقوم قرارات هيئة المحكمة إلا على أساسها، ردّ طلب المتهم الرامي إلى منحه الأسباب التخفيفية، وبالتالي إنزال العقاب الذي أقره القانون للأفعال التي أقدم واعترف المتهم المذكور بإقدامه عليها".
 
وعلّق مصدر قضائي بارز على رفض المحكمة إدغام العقوبات بأن هذا الإجراء، وإن شكل سابقة، يفترض أن يكون رادعاً لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الطفولة.
 
وأكد المصدر  أنها "المرّة الأولى التي يذرف فيها رئيس المحكمة دموعه وهو يتلو مضامين الحكم، خصوصاً عندما أتى على ذكر استغاثة الأطفال بأبيهم ليحميهم، فيما أمعن الأخير بنهش أجسادهم الطرية وأرواحهم البريئة وأمعن في اغتصابهم"، مشيراً إلى أن "المشهد الأقسى هو أن أحد الأطفال تمكن من الفرار وحاول اللجوء إلى منزل عمّه، لكنّ الكلب طارده عند باب المنزل ما اضطره إلى الهرب مجدداً إلى أبيه الذي استكمل مشروعه الإجرامي".

>> انضم الى السومرية على واتساب  

حكم

لبناني

+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 20-09-2024 | 2024
13:30 | 2024-09-20
Play
العراق في دقيقة 20-09-2024 | 2024
13:30 | 2024-09-20
Celebrity
Play
الشاعر الشعبي حازم المشرفاوي - الحلقة ٢٣ | season 3
15:30 | 2024-09-19
Play
الشاعر الشعبي حازم المشرفاوي - الحلقة ٢٣ | season 3
15:30 | 2024-09-19
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ١٩ آيلول ٢٠٢٤ | 2024
12:45 | 2024-09-19
Play
نشرة ١٩ آيلول ٢٠٢٤ | 2024
12:45 | 2024-09-19
Morning Live
Play
الوكالة ما بين الحفاظ على الحقوق وما بين ضياعها - حلقة ١١٥ | الموسم 3
05:00 | 2024-09-19
Play
الوكالة ما بين الحفاظ على الحقوق وما بين ضياعها - حلقة ١١٥ | الموسم 3
05:00 | 2024-09-19
ناس وناس
Play
سوق العشار البصرة - الحلقة ١١٢ | الموسم 7
05:00 | 2024-09-19
Play
سوق العشار البصرة - الحلقة ١١٢ | الموسم 7
05:00 | 2024-09-19
بعد التحري
Play
مطار بغداد الدولي غارق بشبهات الفساد.. عقود تلتهم المليارات - الحلقة ٢٢ | الموسم 4
16:30 | 2024-09-18
Play
مطار بغداد الدولي غارق بشبهات الفساد.. عقود تلتهم المليارات - الحلقة ٢٢ | الموسم 4
16:30 | 2024-09-18
من الأخير
Play
أسلمة الدولة..القوانين تنسج حبل الشريعة - حلقة ٤ | الموسم 1
15:30 | 2024-09-18
Play
أسلمة الدولة..القوانين تنسج حبل الشريعة - حلقة ٤ | الموسم 1
15:30 | 2024-09-18
52 دقيقة
Play
عدم المساواة في رواتب الموظفين - حلقة ١٤ | الموسم 6
16:30 | 2024-09-17
Play
عدم المساواة في رواتب الموظفين - حلقة ١٤ | الموسم 6
16:30 | 2024-09-17
جات بالليل
Play
تكسير الأغاني 17-9-2024 | 2024
13:00 | 2024-09-17
Play
تكسير الأغاني 17-9-2024 | 2024
13:00 | 2024-09-17
استديو Noon
Play
سباق مع نون 17-9-2024 | 2024
07:00 | 2024-09-17
Play
سباق مع نون 17-9-2024 | 2024
07:00 | 2024-09-17
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
تفاصيل جديدة حول أجهزة "بيجر" التي انفجرت في لبنان
14:26 | 2024-09-20
مصادر إيرانية تنفي مقتل نائب قائد فيلق القدس في هجوم الضاحية الجنوبية
14:11 | 2024-09-20
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية
13:10 | 2024-09-20
"جنون تجاوز كل الحدود".. إيران تعلق على هجوم الضاحية في لبنان
12:55 | 2024-09-20
النرويج تبدأ تحقيقا في تورط أحد مواطنيها في تفجيرات "بيجر حزب الله"
12:44 | 2024-09-20
الصحة اللبنانية تعلن ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى بغارة الضاحية
10:41 | 2024-09-20
يؤثر
يؤثر
لا يؤثر
لا يؤثر
لا أهتم
لا أهتم
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.

برجك للسنة الجديدة

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية