والطائرة الأمريكية إيه 10 هي طائرة دعم بري مدرعة، أي أنها مكلفة بتوفير الدعم النيراني لقوات البرية من خلال قصف قريب لقوات العدو، حسبما ورد في تقرير لموقع Simple Flying.
وهي تُعرف رسمياً باسم Fairchild Republic A-10C Thunderbolt I، ويمكن وصفها بأنها قاتلة الدبابات.
الدبابة الطائرة بدأت تحلق قبل نصف قرن والتدريع والمدفع أبرز نقاط قوتها
تم تقديم الطائرة الأمريكية إيه 10 في
منتصف السبعينيات، وهي أول طائرة في أسطول سلاح الجو الأمريكي مصممة خصوصاً لدعم القتال القريب للقوات البرية. تبرز هذه الطائرة ذات المحركين رشاقة بارزة عند السرعات والارتفاعات المنخفضة، مع قدرات توصيل أسلحة دقيقة.
إنها طائرة صلبة، قوية، تستطيع تحمل الضربات الخارجية بفضل خاصية التدريع، وهي خاصة باتت نادرة في طائرات العصر الحالي ولا يشترك معها فيها إلا نظيرتها الروسية سوخوي 25 والمقاتلة القاذفة سوخوي 34.
رغم أنها ليست سريعة، إلا أن الطائرة الأمريكية إيه 10 تظهر رشاقة وقوة بارزة. ونقطة قوتها الرئيسية هو المدفع الدوّار GAU-8 Avenge، الذي يركب ببطن الطائرة.
ويمكن للمدفع GAU-8 المعروف باسم "قاتل الدبابات"، اختراق المركبات المدرعة بسهولة.
إنه قادر على إطلاق وابل مدمر من النيران على أهداف
العدو.
وبمعدل إطلاق يصل إلى 3,900 طلقة في الدقيقة، يمكن لـ GAU-8 تدمير قوات معدات
العدو البرية بدقة ملحوظة.
إضافة لذلك تستطيع الطائرة الأمريكية إيه 10 حمل مجموعة واسعة من الذخائر الدقيقة.
بطء سرعتها ميزة
تتفوّق الطائرة الأمريكية إيه 10 في أدوار القتال المختلفة بفضل قدراتها المرنة، وسجلها في المعارك، وسمعتها في توجيه الضربات الدقيقة.
كما أن بطء سرعتها (البالغة نحو 700 كلم أي أقل من سرعة الصوت)، ومرونتها ورشاقته تجعلها قادرة على التحليق في ساحة المعركة لفترات أطول، مما يمكنها من دعم القوات الصديقة بشكل أفضل، عكس المقاتلات الأسرع من الصوت.
كما أن وجود محركيها في أعلى جسم الطائرة يجعلهما أقل عرضة للذخائر الأرضية وويوفر لها حماية إضافية
اكتسبت سمعتها من مواجهتها مع أسطول المدرعات العراقية الضخم
ولقد كسبت هذه الآلة الحربية سمعة قوية من مواجهتها للجيش العراقي خاصة في حرب الخليج عام 1991، حيث كان الجيش العراقي يمتلك أعداداً كبيرة من الدبابات والمدرعات، ولكن الطريقة التي أديرت بها الحرب، والغياب النسبي للقوات الجوية العراقية بعد الهيمنة الجوية الأمريكية في بداية الحرب الذي أتاح فرصة لهذه الطائرة التي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها في مواجهة المقاتلات، فأخذت تصطاد المدرعات العراقية بدون عراقيل.
تم إسقاط أربع طائرات من طراز A-10 خلال الحرب بصواريخ أرض جو وأصيبت إحدى عشرة طائرة من طراز A-10 بقذائف مدفعية مضادة للطيران.
في بداية الحرب، قامت طائرات A-10 بمهمات ضد الحرس الجمهوري العراقي، ولكن بسبب الاستنزاف الشديد، اعتباراً من 15 فبراير/شباط 1991، تم تقييدها على بعد 37 كم من الحدود الجنوبية للعراق. كما قامت طائرات A-10 بمهام صيد صواريخ سكود العراقية. كانت الطائرة A-10 قادرة على تنفيذ المهمة بمعدل 95.7%، وقد نفذت 8100 طلعة جوية، وأطلقت 90% من صواريخ AGM-65 Maverick التي تم إطلاقها أثناء الصراع.
بعد وقت قصير من حرب الخليج، تخلت القوات الجوية الأمريكية عن فكرة استبدال الطائرة A-10 بنسخة من الطائرة الشهيرة F-16.
والطائرة الأمريكية إيه 10 منصة قتال متعددة الاستخدامات، قادرة على البقاء بالقرب من مناطق النزاع لفترات طويلة، وتوفير دعم فعّال للقوات على الأرض.
إذ تستطيع الدبابة الطائرة إيه 10 الهبوط في ظروف قاسية والعمل تحت ظروف جوية صعبة مع رؤية مقيّدة تبلغ 1.5 ميل (2.4 كيلومتر) وسقوف تحليق منخفضة تصل إلى 303.3 متر.
وتتميّز A-10C بقبة كبيرة مضادة للرصاص تمنح الطيار رؤية شاملة من جميع الاتجاهات، مكمّلة بشاشة رأسية، ونظارات رؤية ليلية، وشاشة تصوير حراري.
إليك أبرز ذخائر الطائرة الأمريكية إيه 10
إن الطائرة الأمريكية إيه 10 مجهزة بمجموعة واسعة من الذخائر، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة، والقنابل، والصواريخ.
بالإضافة إلى GAU-8/A، تشمل أسلحة A-10C ما يلي:
*ما يصل إلى 7,200 كيلوغرام من الذخيرة المختلطة على ثماني محطات للتعليق أسفل الجناح وثلاث محطات للتعليق أسفل الهيكل، بما في ذلك قنابل Mk-82 سلسلة منخفضة / عالية السحب بوزن 500 رطل (225 كغم) وقنابل Mk-84 بوزن 2,000 رطل (900 كجم).
*قنابل تفجيرية تشكل تجمعات.
*ذخائر ذات تأثيرات متعددة.
*ذخائر تنتشر كالألغام.
*صواريخ AGM-65 Maverick
*قنابل موجهة بالليزر ونظام "جي بي إس" العالمي لتحديد المواقع.
*صواريخ غير موجهة وموجهة بالليزر بقطر 2.75 بوصة (6.99 سم).
*أضواء حركة الأشعة تحت الحمراء لمكافحة الأجهزة المضادة.
*مضادات الإجهاد الإلكترونية.
*أجهزة العوائق الإلكترونية.
*صواريخ AIM-9 Sidewinderالمضادة للطائرات.
صنعت على غرار الدبابات
تُحترم الدبابة الطائرة إيه 10، لمتانتها وقدرتها على البقاء على قيد الحياة. على عكس الطائرات الحربية السريعة الأنيقة، فإن A-10C مبنية مثل الدبابة، مع قمرة قيادة مدرعة بشكل كبير وأنظمة مصممة لتحمل نيران
العدو والاستمرار في العمل في بيئات معادية
وتم تصميم الطائرة لتتحمل التأثيرات المباشرة من الطلقات المخترقة للدروع والمتفجرات عالية القوة بقطر يصل إلى 23 ملم. وتوفر هيكل تيتانيوم سميكاً بسمك 3.8 سم في قمرة القيادة حماية لطاقمها الواحد، وهو ما منحها لقب الدبابة الطائرة.
وبالإضافة إلى ذلك، تتم حماية خزانات الوقود في الدبابة الطائرة بطبقات رغوية داخلية وخارجية للحماية الإضافية. في حالة فشل نظام الهيدروليك، تدعم أنظمة النسخ الاحتياطية اليدوية آليات التحكم بالطيران.
الكونغرس يحبها والبنتاغون تتراجع عن إحالتها للتقاعد
البنتاغون كانت تريد إحالة هذه الطائرة للتقاعد؛ لأن ضعف سرعتها قد يجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها أمام الجيوش القوية مثل روسيا وأمريكا، بينما كان الكونغرس يرفض فكرة إحالتها للتقاعد.
وصرحت القوات الجوية الأمريكية أن طائرة Lockheed Martin F-35 Lightning II ستحل محل الطائرة A-10 عند دخولها الخدمة، لكن هذا لا يزال مثيراً للجدل إلى حد كبير داخل القوات الجوية الأمريكية وفي الدوائر السياسية. حصلت القوات الجوية الأمريكية على إذن من الكونغرس لبدء تقاعد طائرات A-10 في عام 2023، ولكن تم إيقاف المزيد من عمليات التقاعد مؤقتاً حتى تتمكن القوات الجوية الأمريكية من إثبات أنه يمكن استبدال قدرات الدعم الجوي القريب للطائرة A-10.