استحقاق برلماني يصادف شهر رمضان، يرتقب أن يكون له أثره الواضح على عملية الاقتراع ونسبة المشاركة وفرز الأصوات وحتى
إعلان النتائج، كما كان له أثره الواضح خلال الحملات الانتخابية للمرشحين خلال الأيام الماضية.
تعد هذه
ثاني انتخابات تجري في شهر رمضان في تاريخ
الكويت بعد الاستحقاق الذي جرى قبل نحو 10 أعوام.
وشهدت
الكويت إجراء أول انتخابات برلمانية عامة في شهر رمضان في 27 يوليو/تموز 2013 لاختيار ممثلي مجلس الأمة بفصله التشريعي الرابع عشر (أمة 2013). وسبقتها انتخابات تكميلية جرت خلال رمضان في
الدائرة الانتخابية العاشرة في 7 ديسمبر/كانون
الأول 2000.
*الاقتراع.. تأثيرات عدة
ويتوجه الناخبون الكويتيون ظهر الخميس إلى صناديق الاقتراع لانتخاب 50 عضوا لمجلس الأمة في فصله التشريعي الـ18 (أمة 2024) وفقا لنظام الدوائر الخمس والصوت الواحد.
أولى تأثيرات إجراء عملية الاقتراع خلال شهر رمضان، جاءت عبر تغيير موعد التصويت، ليتلاءم مع طبيعة الشهر الكريم.
وتنطلق عملية الاقتراع في الساعة الـ12 ظهرا بالتوقيت المحلي على أن تغلق مراكز الاقتراع عند الساعة الـ12 ليلا، وذلك بدلا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء في الانتخابات التي كانت تجرى في غير رمضان.
التأثير الثاني يتعلق بالتوقيت أيضا، حيث سيتواصل التصويت حتى بعد انطلاق مدفع الإفطار.
ونقلت جمعية الشفافية عن اللجنة الاستشارية العليا للانتخابات، أن التصويت سيستمر منذ فتح باب اللجان حتى نهاية الاقتراع، بلا توقف حتى وقت آذان المغرب وحلول وقت الإفطار.
ونقل نائب رئيس الجمعية رئيس المفوضية الأهلية للديمقراطية الدكتور فهد الرقيب، عن اللجنة في تصريحات صحفية التأكيد أن "الإشراف على العملية الانتخابية سيكون بشكل مستمر، من بداية الاقتراع وحتى الإعلان النهائي للنتائج دون توقف (وسيتم توزيع وجبات الإفطار داخل كل اللجان)".
*نسبة المشاركة.. توقعات إيجابية
أيضا أدى تزامن إجراء الاقتراع مع شهر رمضان، إلى إثارة تساؤلات حول تأثير أجواء الصيام على نسبة المشاركة، إلا أن مراقبين توقعوا أن شهر الصيام لن يثني الكويتيين عن المشاركة الفاعلة في العرس الديمقراطي كما حدث في عام 2013.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت في شهر رمضان عام 2013 نحو 52 % رغم أنها أقيمت في فترة الإجازة الصيفية أيضا.
أيضا توقع المراقبون أن يكون للخطاب الأميري، الذي دعا خلاله المواطنين لحسن الاختيار، وأكد أن "اختيارهم السليم طريقهم لبناء مستقبل وطنهم وأجيالهم"، أثره على المشاركة بشكل إيجابي .
تعد هذه أول انتخابات برلمانية في عهد أمير
الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في ديسمبر/كانون
الأول الماضي.
كما تعد هذه
ثاني انتخابات تشهدها
الكويت خلال 10 شهور، بعد الانتخابات التي جرت في 6 يونيو/حزيران الماضي.
وصدر مرسوم أميري يوم 15 فبراير/شباط الماضي بحل مجلس الأمة الذي أسفرت عنه انتخابات يونيو/حزيران الماضي.
جاء مرسوم الحل بسبب «ما بدر من مجلس الأمة من تجاوز للثوابت الدستورية في إبراز الاحترام الواجب للمقام السامي وتعمد استخدام العبارات الماسة غير المنضبطة».
وقبيل 3 أيام من الاقتراع، وجّه أمير
الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، كلمة وضع خلالها ضوابط ومحاذير بشأن آلية
اختيار المرشحين للوصول إلى برلمان «متميز ومستنير».
وقدم خلال الكلمة التي ألقاها الإثنين نصائح «أبوية» تعين الناخبين على حسن
اختيار من يمثلهم، وحذر من انتخاب من يتصفون بصفات حددها في كلمته، وهم من كان هدفه ما يلي:
-تحقيق المصلحة الشخصية
- افتعال الأزمات
-المساس بالثوابت الدستورية.
وشدد أمير
الكويت في كلمته على أن الاختيار السليم هو «الطريق لبناء مستقبل الوطن والأجيال»، داعيا إلى الابتعاد «عن خيانة أمانة الصوت». وأعرب عن أمله في أن تسفر الانتخابات المقبلة عن مجلس متميز بوجوه ذات فكر مستنير.
وحذر من مقاطعة الانتخابات، ومن تداعيات ذلك، قائلا: «نتطلع إلى مشاركة أبناء وطننا العزيز في الانتخابات، ومن يقاطعها فإنه يفرط في حقه الدستوري ولم يؤد أمانة الاختيار".
*فرز الأصوات في السحور
وتغلق مراكز الاقتراع عند الساعة الـ12 ليلا ثم تبدأ عملية فرز الأصوات تمهيدا لإعلان النتائج الرسمية وتسمية الفائزين من بين 200 مرشح بعضوية المجلس لأربع سنوات مقبلة.
مع إغلاق مراكز الاقتراع الساعة 12 منتصف الليل وبدء عملية الفزر التي تستمر عدة ساعات، ستصادف عملية الفرز وقت السحور.
*الاحتفال ليلة 27
ومع
إعلان النتائج مع تباشير صباح يوم 26 رمضان (الذي ستصادف ليلة 27 مساء اليوم نفسه) ستترافق احتفالات الفائزين مع ليلة 27 رمضان، الذي يحرص المسلمون من كافة أصقاع الأرض، على تحري ليلة القدر خلال تلك الليلة على أمل الفوز بها.
مناسبة سيكون لها تأثيرها على ابتهالات الكويتيين ودعائهم في تلك الليلة بأن تقود نتائج الانتخابات القادمة إلى برلمان "متميز بوجوه ذات فكر مستنير" يسهم في تحقيق طموح الوطن والقيادة في غد أفضل تكون فيه
الكويت في مصاف الأمم المتقدمة.
*حملات في "الغبقات"
وكان لأجواء الشهر الكريم تأثيرها الواضح خلال الحملات الدعائية للمرشحين.
وكثف المرشحون لخوض الانتخابات جهودهم باستغلال الأجواء الرمضانية في عرض برامجهم الانتخابية من خلال الغبقات الرمضانية والمناسبات الاجتماعية التي تصادف رمضان.
والغبقة الرمضانية هي عادة اجتماعية متأصلة ومتوارثة عن الآباء والأجداد يحييها أهل
الكويت في أمسيات شهر رمضان المبارك لتبادل التهاني بالشهر الفضيل ولقاء الأهل والأحبة والضيوف.
والغبقة عبارة عن وليمة تقام بعد صلاة التراويح في رمضان للأهل والجيران وتتخللها أنواع كثيرة وأصناف متنوعة من المأكولات الشعبية.
ونظرا لتزامن شهر رمضان مع انتخابات مجلس الأمة 2024 في الكويت، اتجه عدد من المرشحين للاستفادة من تلك العادة الاجتماعية للترويج لأنفسهم وبرامجهم، عبر إقامة الغبقات داخل مقراتهم الانتخابية، أو استغلال تلك العادة للترويج لبرامجهم عبر التواصل المباشر مع الناخبين.