وبحسب ما نشر موقع بولتيكو فإن الديمقراطيين يتجنبون مناقشة أي خطط بديلة تتعلق باختيار مرشح لخوض
الانتخابات بديلا عن بايدن.
وقد زاد الطين بلة التقرير الذي أعده المستشار الخاص روبرت هور والذي وصفه فيه بايدن بأنه "شخص طيب ومتقدم في العمر ولديه إمكانات ضئيلة وذاكرة ضعيفة"، الأمر الذي حتم وضع مسألة عمر الرئيس وكفاءته العقلية قيد النقاش، مع وجود اتجاه يرى أن سن بايدن لا يسمح له بتولي مناصب جديدة، وقد تسبب تأخر الرئيس الحالي في استطلاعات الرأي عن
دونالد ترامب، في حالة من التشكك بشأن قدرة بايدن على قيادة الحزب خلال
الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر نوفمبر المقبل والفوز بفترة رئاسية جديدة.
وصف بايدن بهذا الشكل من قبل المستشار الخاص روبرت هور الذي يحقق في وثائق الرئيس الأميركي دفع النقاش بشأن مصيره
السياسي.
وقد يشهد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المقرر في شهر أغسطس المقبل طرح بديل ينافس على منصب الرئيس في انتخابات قد تكون تاريخية.
مهمة صعبة
موقع بوليتيكو أوضح أن دفع الحزب الديمقراطي بمرشح بديل عن بايدن ووضع إستراتيجية بديلة أمر يصعب تحقيقه في الوقت الحالي إلا إذا تخلى الرئيس بنفسه عن المنافسة، أو تأكد أنه غير قادر على خوض غمار
الانتخابات من الناحية الصحية.
أما من ينافس بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي فيبدو أن النائب عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس سيعمل على الفوز بترشيح الحزب لمنصب الرئيس، وقد كان من أشد المنتقدين لمحاولة بايدن إعادة انتخابه، مشيرا في مناسبات عدة إلى الرغبة في وجود زعيم أصغر سنا ليحل محل الرئيس الذي يكمل في نوفمبر المقبل عامه الثاني والثمانين ما جلب له انتقادات داخل الحزب بسبب تركيزه على هذا الموضوع الحساس.
ومن غير المتوقع بحسب موقع بوليتكو أن يشهد يوم الثلاثاء الكبير في الخامس من شهر مارس المقبل فوز أحد غير بايدن بترشيح الحزب الديمقراطي.
ويعني مصطلح الثلاثاء الكبير أول يوم ثلاثاء من شهر مارس والذي يشهد إجراء
الانتخابات على مرشح الحزب الديمقراطي في 14 ولاية ما يشكل تأثيرا كبيرا على فرص ترشيح الحزب الديموقراطي لمن يحظى بأكبر قدر من الأصوات في هذا اليوم.
هكذا يمكن أن يمتنع بايدن من الترشح للرئاسة
ومع هذا الوضع بات هناك حل وحيد وهو موافقة بايدن بنفسه على التنحي، لكن ذلك لا يتفق مع طبيعة الرجل الذي يعتز بنفسه كثيرا لا سيما في ظل تجاربه العديدة التي شهدت فوزه بمقعد في مجلس الشيوخ وهو في العشرينات من عمره وتقلده منصب الرئيس.
ويبدو المخرج من تلك الحالة هو ترك بايدن ليكمل مساره ويفوز في
الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي التي تنتهي في 4 يونيو المقبل حيث من المتوقع أن يحصل على أكثر من 1965 صوتا من أصوات المندوبين، وهو رقم كاف لترشحه، ثم يعلن بايدن بعد ذلك تنازله عن الترشح وترك الحرية للمندوبين لاختيار بديل له، مبديا تفهمه لمخاوف الشعب بشأن تولي شخص عمره البالغ 86 عاما مقاليد الحكم في البلاد، ويتحدث عن كونه سياسهم في بناء جيل للمستقبل من القادة الديموقراطيين، ويؤكد وضعه الاقتصاد في الطريق الصحيح وانتصاره على
ترامب في وقت سابق وحمايته للديمقراطية ما يجعله قد أدى واجبه على أكمل وجه.
بعد ذلك يبدأ تدافع الراغبين في خلافة بايدن ويمكن لاستطلاعات الرأي أن تحدد للحزب الديمقراطي من الشخص الذي يمكن اعتماده لمواجهة
ترامب وهزيمته، حيث تتم هذه العملية في الفترة ما بين 4 يونيو و19 أغسطس المقبل.
واختيار بديل لبايدن سيقلص من فرص نائبة الرئيس كاملا هاريس للفوز بترشيح الديمقراطيين، خاصة مع أدائها الضعيف في انتخابات 2020 إلا أن المعضلة تكمن في إحجام الناخبين السود عن خوض
الانتخابات.
مؤتمر الحزب الديمقراطي سيكون دراميا
وترى بوليتكو أن مؤتمر الديمقراطيين الذي عادة ما يتسم بالرزانة سيكون مليئا بالدراما لأن كل فصيل حزبي سيحاول توجيه الوضع لصالحه خاصة مع تضاؤل فرص
اختيار الحزب مرشحين جدد للانتخابات الرئاسية حتى عام 2032 أي بعد انتهاء فترتين رئاسيتين للرئيس البديل.
ماذا لو فاز بايدن بترشيح الديمقراطيين وفشل في خوض الانتخابات؟
وتساءل الموقع عن العمل في حال فاز بايدن بترشيح الديمقراطيين لكنه عجز عن خوض غمار
الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.
هنا تنص القواعد على أنه في حال وفاة أو استقالة أو عجز المرشح، فإن جايمي هاريسون، رئيس الحزب، يجب أن يتشاور مع القيادة الديمقراطية للكونغرس ورابطة الحكام الديمقراطيين ويقدم تقاريره إلى ما يقرب من 450 عضوًا في اللجنة الوطنية الديمقراطية، والذين سيختارون بدورهم مرشحًا جديدًا.
وخروج بايدن المتأخر من السباق سيشكل كابوسًا، فمن المقرر أن يتم إجراء الاقتراع في الخارج في بعض الأماكن بعد أسبوعين فقط من انتهاء مؤتمر الترشيح في 19 أغسطس وسيبدأ التصويت الشخصي المبكر في 20 سبتمبر في مينيسوتا وداكوتا الجنوبية، وفي هذه الحالة لو صوت مرشحون لبايدن ثم تنحى الرجل سينتهي الأمر باللجوء للقضاء، لأن اسم بايدن سيكون على ورقة الاقتراع في حين أن الرجل لا يخوض غمار
الانتخابات من الأساس.
ورطة الجمهوريين مع ترامب
وعلى الرغم من أن الأضواء مسلطة على بايدن في الوقت الحالي، إلا أن الجمهوريين يواجهون أسئلة شائكة مماثلة، فالمرشح المحتمل، ترامب، يبلغ من العمر 77 عاما وهو عرضة للأخطاء اللفظية والمواقف المهمة ــ ويواجه عددا لا يحصى من القضايا القانونية التي تثير تساؤلات حول جدوى ترشيحه، ولكن من ناحية، قد تكون فرصة
ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري أقوى من بايدن مع الجانب الديمقراطي، فالمندوبون الجمهوريون متلزمون بمرشحهم في الاقتراع الأول ما يصعب احتمالات حرمان ترمب من خوض غمار الانتخابات، حتى لو أدين بجريمة واحدة قبل بدء إجراءات
الانتخابات.
ما يكشفه كلا الموقفين هو أنه في عصر الأحزاب الوطنية الضعيفة، هناك عدد قليل من الأفراد الذين يتمتعون بمكانة للتدخل وحماية المصالح الفضلى للحزب - أو ربما الأمة، وطالما أن بايدن وترامب يمضيان قدما، فلا توجد آلية حقيقية لإخراجهما عن مسارهما.