الصحيفة اشارت الى "هيمنة الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، لا سيما الحرب المكثفة في قطاع غزة، على عناوين الأخبار الرئيسية، خصوصاً مع وجود أعداد مذهلة من الضحايا، ومواجهة سكان غزة خطر المجاعة، كما ذكرت الأمم المتحدة".
وقالت "واشنطن بوست"، إنه "في حين استحوذت هذه الصراعات على الاهتمام العالمي، فإن أزمات أخرى كانت تغلي في مناطق مثل السودان وميانمار، إذ أدت الحروب الأهلية إلى ارتكاب فظائع وتقارير عن جرائم حرب، ما أدى إلى تفاقم أزمات
الدول المختلة بالفعل"، لافتة إلى "الاضطرابات السياسية والانقلابات والصراعات على السلطة، التي شهدتها منطقة جنوب الصحراء الكبرى، الأمر الذي أسهم في عدم الاستقرار الاجتماعي وزيادة ضغوط الهجرة بعد الوباء".
وأضافت: "يلوح كذلك شبح تغير المناخ بشكل كبير خلال عام 2023 الذي من المرجح أن يكون هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق، إذ تسببت موجات الحر والجفاف والفيضانات في إحداث دمار في جميع أنحاء القارات، وبلغت ذروتها في فيضانات مدمرة في ليبيا أودت بحياة أكثر من 11 ألف شخص، ويؤكد حجم هذه الكوارث الحاجة الملحة إلى الاهتمام
العالمي بالقضايا البيئية".
وقالت الصحيفة: "رغم الأمل في حدوث تغيير إيجابي في العام الجديد، إلا أن التوقعات لعام 2024 لا تزال قاتمة، لا سيما أن الحرب في غزة على وجه الخصوص، بلغت نقطة تحول خطيرة، الأمر الذي دفع سكانها البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى حافة الهاوية".
وأشارت الصحيفة إلى تصنيف "قائمة مراقبة الطوارئ" التابعة للجنة الإنقاذ الدولية، الصراع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية باعتباره ثاني أكثر الأزمات الصارخة التي تجب مراقبتها في عام 2024، مع احتلال أزمة السودان المرتبة الأولى.
وحسب "واشنطن بوست"، تبرز أفريقيا بوصفها "نقطة ساخنة للأزمات المحتملة، إذ تم إدراج بوركينا فاسو ومالي والنيجر ضمن دول (حزام الانقلابات) التي تواجه اضطرابات سياسية وانعدام أمن متزايد"، بينما "جيش بوركينا فاسو يكافح ضد المتشددين، في حين تعاني مالي والنيجر من انعدام الأمن الغذائي وتضاؤل المساعدات الخارجية؛ ما يعرض الملايين لخطر أكبر".
كما تطرقت الصحيفة إلى العلاقة بين عدم الاستقرار
السياسي وتغير المناخ، قائلة إنها "واضحة، حيث تؤثر الصدمات المناخية على المجتمعات الضعيفة"، ونقلت بهذا الخصوص عن رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند، أن هناك تقاطعات متزايدة بين الأزمات في
الدول المعرضة لتغير المناخ، ويؤكد أن 67% من الصراعات تحدث الآن في هذه المناطق، بعد أن كانت النسبة 44% قبل ثلاثة عقود من الزمن.
وأضافت الصحيفة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "التي نجحت في حشد الدعم الغربي لأوكرانيا، تواجه تحديات في عام انتخابي مثير للانقسام"، لافتة إلى أن "الشكوك المتعلقة بالتمويل والتعقيدات التي تحيط بمعالجة الأزمات المتعددة، من الصومال إلى أفغانستان إلى هايتي، تزيد من إجهاد قدرة تلك الإدارة على العمل الفعّال".
وعن آسيا، تقول "واشنطن بوست"، إن "التوتر بين تايوان والصين يتصاعد خلال عام الانتخابات، بينما تتصارع ميانمار مع تحالف من المليشيات المتمردة، وعلى الرغم من حالة الضعف التي يعاني منها المجلس العسكري، فإن مسار الصراع يشير إلى فترة طويلة من العنف الشديد وعدم اليقين".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "بينما يتصارع العالم مع هذه التحديات المتعددة الأوجه، تصبح الحاجة إلى جهود دولية متضافرة لمعالجة الأزمات الإنسانية، وحل الصراعات، وتغير المناخ أكثر إلحاحاً"، أمّا "مسار عام 2024 فهو غير مؤكد، على أمل أن يتمكن العمل الجماعي من تجنب المزيد من الكوارث".