مؤشر هجرة الكفاءات والكوادر العلمية بالدول العربية: العراق في المرتبة الرابعة

ويدل ارتفاع المؤشر على معاناة الدولة من حجم هجرة متزايد للكفاءات نتيجة للأوضاع الداخلية السيئة والصعبة.

وجاءت سوريا في صدارة المؤشر كأسوأ الدول العربية من حيث هجرة الكفاءات، بمعدل مرتفع وصل إلى 8.1، تلتها المغرب في المرتبة الثانية بمعدل 7.4، وجاءت قطر كأقل الدول العربية من ناحية هجرة الكفاءات، تلتها سلطنة عمان.

وجاء العراق في المرتبة الرابعة من هجرة الكفاءات والكوادر العلمية منه بمعدل 6.4.

ترتيب الدول العربية على مؤشر هجرة الكفاءات:

 

وشهد العراق خلال الفترة القليلة الماضية العديد من عمليات الاستهداف لعدد من الكفاءات العلمية المعروفة بين اغتيال أو خطف، من دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العمليات، الأمر الذي ولّد مخاوف بين الأوساط العلمية والمهنية من أن يدفع ذلك إلى موجة هجرة جديدة للعقول العراقية.

 

وقبل اسابيع شهدت مدينة بعقوبة (مركز محافظة ديالى شمال شرق بغداد) عملية اغتيال طالت طبيبا معروفا متخصصا بجراحة القلب يدعى أحمد المدفعي، في حين طالت عملية قتل أخرى أستاذا جامعيا متقاعدا يدعى عبد الرسول الأنباري في محافظة بابل جنوب العاصمة.

ومطلع فبراير/شباط الماضي، تعرض خبير البيئة المعروف جاسم الأسدي لعملية اختطاف على يد جهة مجهولة خلال توجهه إلى العاصمة بغداد قادما من محافظته بابل، قبل أن يطلق سراحه بعد أسبوعين، بدون الإعلان عن الجهة الخاطفة، وقال الأسدي بعيد إطلاق سراحه إنه تعرض لتعذيب وتنكيل طوال مدة اختطافه من قبل جهة مسلحة مجهولة، وفق وصفه.

 

ومرت هجرة العقول والكفاءات في العراق بمراحل عدة، بدأت إثر الحروب التي خاضتها البلاد في ثمانينيات القرن الماضي، ثم اشتدت في التسعينيات بسبب الحصار الاقتصادي الدولي إثر غزو الكويت، حيث هاجر الكثير من العلماء وأساتذة الجامعات إلى بلاد عربية وأخرى غربية للبحث عن ظروف اقتصادية أفضل تتلاءم مع مؤهلاتهم وإمكانياتهم العلمية.

وبعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، فرّ العديد من العلماء والمثقفين والأكاديميين والطيارين إلى دول متعددة خشية الاستهداف المباشر، ثم ما لبثت أن تسارعت وتيرة الهجرة بالتزامن مع الصراع الطائفي بين عامي 2006 و2008 الذي شهدته مدن العراق.

ومع دعوة الحكومة العراقية -قبل سنوات، للكفاءات العراقية بالمهجر للعودة إلى البلاد لقاء توفير الحماية والأمان وتوفير فرص عمل أفضل لاستثمار مؤهلاتهم العلمية، استمرت الهجرة لكن بمعدلات أقل، بيد أن ذلك لم يمنع تسجيل هجمات وحوادث متفرقة وبأوقات متفاوتة لاستهداف الكفاءات، لا سيما الأطباء على وجه الخصوص.