وانتقد وانج يي خلال مخاطبته
ندوة عن الوضع الدولي وعلاقات الصين الخارجية، ما اسماها بالسياسية الأميركية الخاطئة تجاه بلاده، داعياً إلى إعادة العلاقات بين
البلدين إلى المسار الصحيح من أجل تحقيق الاستقرار.
وذكر أن
واشنطن اعتبرت بكين "منافسها الأساسي كما أنها سعت إلى حصار واستفزاز الصين التي ردت على ذلك باتخاذ إجراءات لمواجهة سياسية القوة"، مشيراً إلى سعي بلاده لـ"التواصل المفتوح والحوار".
ولفت إلى أن الرئيسين الصيني والأميركي أجريا اتصالين هاتفيين إضافة إلى لقاء في جزيرة بالي الإندونيسية وذلك على هامش مجموعة الـ20 وهو "الأول منذ 3 سنوات".
وأشار إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج شدد على "ضرورة تخلي
واشنطن عن عقلية المنافسة الصفرية المتمثلة في تحقيق طرف للنجاح والتقدم مقابل خسارة وانحدار الأخر".
ووصف وانج التواصل بين قادة
البلدين بـ"الصريح والبناء والاستراتيجي"، لافتاً إلى أنهما يأملان "ألا تهوي العلاقات، وأن تعود بشكل سريع إلى الاستقرار وأن يتفق
البلدين على إدارة الخلافات بفعالية من أجل تعزيز التعاون".
وأضاف وزير الخارجية الصيني أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد في بيان على أن بلاده "لا تسعى إلى استخدام القضية التايوانية كأداة لاحتواء أو وقف التنمية الاقتصادية للصين"، موضحاً أنه وفي ظل الظروف الجديدة فإن "المصالح المشتركة قد زادت".
واعتبر أن اتباع السياسية التنافسية "تضر ولا تنفع"، حاثاً الإدارة الأميركية على "احترام التزاماتها، وتحويل تصريحات الرئيس بايدن الإيجابية إلى أفعال، ووقف احتواء الصين، والتدخل في شؤونها الداخلية"، إضافة إلى "تهيئة مناخ ملائم للتواصل والتعاون".
ودعا الوزير الصيني إدارة بايدن لـ" تغيير مسارها وخلق تصور موضوعي ومنطقي عن الصين"، لافتاً إلى أهمية "اتباع سياسة إيجابية وعملية تجاه بكين والعمل لوضع الركائز والأسس المتينة للنمو الصحي والمستقر للعلاقات الصينية الأميركية".
وأكد أن قضية تايوان تقع في "صميم مصالح الصين الجوهرية"، معتبراً أنها تمثل "حجر الأساس
السياسي للعلاقات الصينية الأميركية وخطاً أحمر لا يجوز تجاوزه".
وانفصلت تايوان عن الصين في نهاية الحرب الأهلية الصينية عام 1949، وتعتبر بكين تايوان البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة، إحدى محافظاتها، وتهدد بضمها ولو بالقوة إذا دعت الحاجة.
وتنتهج
واشنطن سياسة "الصين الواحدة"، والتي تعتبر أن تايوان جزء من بر الصين الرئيسي، ولكنها تقيم علاقات قوية مع الجزيرة، كما تعهد بايدن بالدفاع عنها إذا حاولت الصين ضمها بالقوة.
وعن طبيعة العلاقات الأوروبية الصينية، قال وزير الخارجية الصيني إن بلاده واصلت مع أوروبا "التعاون والالتزام بالتنمية الصحية للعلاقات التي تؤثر على استقرار المشهد العالمي وازدهار المنطقة الأوراسية".
وتوقع وانج يي أن "يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً أكبر في الشؤون الدولية"، لافتاً إلى أن "حجم الاستثمار والتجارة بين الجانبين استمر في النمو وهذا دليل على أننا شريكين وليس خصمين وأن كل منا يمثل فرصة للأخر وليس تهديد".
وتابع أن بلاده ستستمر بالعمل مع أوروبا على "أساس الاحترام المتبادل، من خلال معالجة الخلافات بشكل صحيح وتقوية التواصل والتعاون الاستراتيجي بهدف تحقيق النتائج".
وتطرق الوزير الصيني إلى العلاقات الصينية العربية، والتي اعتبر أنها حققت "تقدماً تاريخياً وذلك بعد حضور الرئيس الصيني القمتين الصينية-الخليجية والصينية-العربية" بالمملكة العربية السعودية الشهر الجاري، لافتاً إلى التوصل لـ"توافق من أجل بناء مستقبل أوثق ومشترك".
وبشأن التقارب الصيني الروسي، أكد وانج أن بلاده "عمّقت علاقاتها وصداقتها وتعاونها مع موسكو من خلال جعلها أكثر نضجاً ومرونةً"، مبيناً أن "حجم التبادل التجاري بين
البلدين يتقرب بشكل سريع من هدفه البالغ 200 مليار دولار".
واضاف: "في الوقت الذي تسعى فيه بعض
الدول إلى إحياء عقلية الحرب الباردة، وقفت الصين وروسيا متضامنتين مع دول أخرى للدفع من أجل التعددية القطبية وزيادة الديمقراطية في العلاقات الدولية"، لافتاً إلى أن "علاقتنا مع موسكو قوية وهي تقوم على التعاون وعدم استهداف طرف ثالث".