وذكرت الصحيفة أن "اليومين الماضيين قد شهدا انقساما حاداً بين
الجمهوريين البارزين حول الاستراتيجية التي سيتبعها الحزب بعد
الانتخابات التي جلبت حكومة منقسمة للغاية، بعدما أبقى الديموقراطيون سيطرتهم على
مجلس الشيوخ بينما استعاد الجمهوريون أغلبية مجلس النواب".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجمهوريين ناقشوا ما إذا كان الحزب "سيعدل رسالته أو يضاعف حدتها" بعد فشل ظهور "الموجة الحمراء"، واستشهدت الصحيفة بتصريحات "محبطة" أدلى بها السناتور ميتش ماكونيل، الزعيم الجمهوري المخضرم بمجلس الشيوخ".
ونقلت الصحيفة عن ماكونيل، قوله: "كان أداؤنا ضعيفا بين المستقلين والمعتدلين لأن انطباعهم عن كثير من الناس في حزبنا، في مناصب قيادية، هو أنهم متورطون في
الفوضى والسلبية والهجمات المفرطة. لقد كانوا خائفين، ولذلك انسحبوا".
وقالت الصحيفة إن "تصريحات ماكونيل لم تكن مجرد "تحليل" للموقف فحسب، بل كانت تهدف إلى قمع تمرد داخلي ناشئ من مجموعة من
الجمهوريين المدعومين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بقيادة سناتور فلوريدا ريك سكوت، خلال أسبوع، عندما اندلعت الانقسامات العميقة داخل الحزب إلى العلن".
وألقى ماكونيل، وحلفاؤه، باللوم على المرشحين المتطرفين المتحالفين مع ترامب، في الخسائر التي تعرض لها الحزب الجمهوري، بينما هاجم المقربون من الرئيس السابق زعيم الأقلية بـ"اعتباره محافظًا ضعيفًا ومستعدًا جدًا لتقديم تنازلات".
وفي مجلس النواب، قالت "فاينانشيال تايمز" إن المزاج السائد بين
الجمهوريين كان أكثر إشراقًا إلى حد ما بعد أن نجحوا في استعادة الأغلبية في الغرفة الأدنى بالكونغرس، ولكن فقط بهامش ضئيل للغاية كان أضيق بكثير مما كان متوقعًا.
وفاز كيفين مكارثي، بإعادة انتخابه كزعيم للحزب في مجلس
النواب في انتخابات القيادة الأسبوع الماضي، لكن العديد من
الجمهوريين قالوا بالفعل إنهم لن يدعموه لمنصب رئيس المجلس في التصويت المقرر إجراؤه أوائل يناير المقبل، وقالت الصحيفة إن عملية التصويت هذه ربما تشهد موجة من الانشقاقات بين الأعضاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات بين
الجمهوريين تفاقمت بعدما أعلن ترامب الثلاثاء الماضي، خوضه السباق الرئاسي في 2024، مما أدى إلى تفاقم الانقسام والقلق داخل الحزب.
وأضافت: "لطالما أراد العديد من المشرعين
الجمهوريين أن يتقاعد ترامب عن الحياة السياسية بعدما أفسد انتخابات التجديد النصفي.. إنهم يرغبون في رؤية مرشحين بديلين يمكنهم خوض السباق الرئاسي بعد عامين".
ونقلت الصحيفة عن جون فيهيري، وهو خبير استراتيجي جمهوري بارز، قوله إن "مهمة
الجمهوريين الآن هي التأكد من أن العلامة التجارية للحزب تجعل من السهل عليهم الفوز بالبيت الأبيض في غضون عامين"، مشددا: "عليهم فقط أن يتوقفوا عن الجنون".