وقال نيوسي "بشرف كبير أعلن بدء
تصدير الغاز الطبيعي المسال".
وأضاف رئيس موزمبيق أن أول شحنة للغاز أُنتجت في مصنع "كورال سول" في عرض
البحر الذي تديره المجموعة
الإيطالية إيني، معبرا عن ارتياحه لأن بلاده "دخلت سجلات تاريخ العالم بصفتها
دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال".
وتابع أن سفينة الشحن "بريتيش سبونسر" تبحر من مياه موزمبيق متوجّهة إلى
السوق الدولية.
وقال الرئيس نويسي إن هذه أول شحنة يتم تصديرها بموجب عقد شراء وبيع طويل الأجل مع شركة بريتش بتروليوم
البريطانية العملاقة يغطي إجمالي حجم
الغاز الطبيعي المسال المنتج في موزمبيق.
وأكد أن موزمبيق تؤمن "بيئة تتسم بالاستقرار والشفافية يمكن التنبؤ بوقائعها لتوظيف استثمارات بالمليارات".
ويمكن "لكورال سور" أول منشأة عائمة للغاز الطبيعي المسال تم نشرها في المياه العميقة قبالة سواحل إفريقيا، انتاج 3,4 ملايين طن من
الغاز الطبيعي المسال سنويًا.
"أمن الطاقة في أوروبا"
أشاد كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لمجموعة إيني ببدء
تصدير الغاز من موزمبيق معتبرا أنه "خطوة مهمة إلى الأمام" في استراتيجية الشركة لجعل
الغاز مصدرا "يمكن أن يساهم بشكل كبير في أمن الطاقة في أوروبا لا سيما من خلال التنويع المتزايد للإمدادات".
وبعد أزمة أوكرانيا ، خفضت
روسيا بشكل كبير إمداداتها من
الغاز إلى أوروبا. وتتنافس دول عدة حاليا للحصول على
الغاز الطبيعي المسال. لكن استيراد هذا
الغاز مكلف أكثر بكثير من ذاك الذي يصل عبر خطوط أنابيب
الغاز بين
روسيا وأوروبا.
وتبني موزمبيق آمالا كبيرة على رواسب
الغاز الطبيعي الكبيرة لديها وهي الأكبر التي تم اكتشافها في التاريخ في جنوب الصحراء، في منطقة كابو ديلغادو (شمال) في 2010.
ويمكن أن تصبح موزمبيق واحدة من
الدول العشر الكبرى المصدرة للغاز في العالم.
لكن منطقة كابو ديلغادو الفقيرة ذات الغالبية المسلمة تشهد هجمات يشنها جهاديون مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية. وأسفر هذا النزاع عن مقتل حوالى أربعة آلاف شخص منذ 2017، حسب المنظمة غير الحكومية "مشروع موقع النزاع المسلح وبيانات الوقائع" (أكليد) المتخصصة في متابعة النزاعات.
كما أدت أعمال العنف إلى فرار حوالى 820 ألف شخص من سكان المنطقة.
وكان هجوم كبير في مدينة بالما الساحلية أجبر في 2021 مجموعة "توتال أينيرجيز" الفرنسية العملاقة على تعليق مشروع للغاز بقيمة 16,5 مليار يورو.
واضطرت مجموعة "إكسون موبيل" الأميركية أيضا لتعليق مشروع.
ومنذ يوليو، نشرت رواندا والدول المجاورة في جنوب القارة أكثر من 3100 جندي لدعم جيش موزمبيق الذي يواجه صعوبات.
مع ذلك، واصلت الجماعات الجهادية المتحصنة في المنطقة شن هجمات متفرقة متبعة التكتيك التقليدي لحرب العصابات.
وقال رئيس موزمبيق في سبتمبر أنه من الضروري التخطيط لاستئناف النشاط في المواقع المستقبلية لإنتاج
الغاز الطبيعي في شمال البلاد.
وشهدت موزمبيق حربا أهلية طويلة استمرت 15 عامًا بعد رحيل المستعمرين البرتغاليين في 1975. وأدت هذه الحرب إلى مقتل حوالى مليون شخص.
وبعد إبرام اتفاق سلام في 1992، تحولت حركة التمرد إلى حزب سياسي.
وعاد المتمردون إلى القتال مجددا في 2013 لكن تم التوصل إلى اتفاق سلام جديد في 2019.