ونقلت الصحيفة الأمريكية عن
مسؤول بارز في
إدارة بايدن، قوله: "نشترك بمظاهر القلق، إلا أن الأوكرانيين في موضع وتسليح جيد، وقادرون على منع التقدم، في حين يواجه الروس مشكلة استدامة عمليتهم".
وذكر المسؤولون أن الدفاعات الأوكرانية صلبة في هذه الحرب، لكن المسؤولين الأوكرانيين طالبوا بمعدات عسكرية ثقيلة وبسرعة؛ من أجل الصمود أمام العمليات العسكرية في لوهانسك ودونستيك بشرقي البلاد.
وفي تغريدة على تويتر،
طالب المسؤول البارز ميخيلو بودلياك هذا الأسبوع بـ300 راجمة للصواريخ المتعددة أو أم أل ار أس، أي ثلاثين ضعفا من الراجمات التي أرسلت.
وقالت الصحيفة إن ذلك يوضح مشكلة إمدادات الأسلحة التي باتت تثير قلق الكثير من الخبراء الأمريكيين. فلم يصل من راجمات "أم أل أر أس" سوى أربع، وهناك ثمان في الطريق، كما يقول مسؤولون.
وقال الجنرال المتقاعد بن هودجز، الذي قاد القوات الأمريكية في أوروبا، إن "12 راجمة ليست كافية وليست قريبة من المطلوب"، متابعا: "يبدو أننا نواصل التراخي، ما يعني طول أمد الحرب".
وقال مستشار الأمن القومي في عهد جورج بوش الابن، ستيفن هادلي، إن الإدارة بحاجة لتسريع إمداد الأسلحة، مضيفا: "نحن لسنا في المدى الذي نحتاجه لوقف الروس.. ويبدو أننا نقيس بملاعق الشاي بدلا من ملء السطل كاملا".
وعلق كاتب المقال بالقول إن مسؤولي الإدارة محقون بأن الوقت ليس مناسبا لكي نظهر الفزع حول أوكرانيا، لكن الرئيس جو بايدن بحاجة لكي يظهر وبوضوح لكل من كييف وموسكو أنه مستعد للوفاء بما وعد، وهو منح الأوكرانيين وسائل الردع والدفاع عن أنفسهم ضد أي عدوان جديد.
وأضاف أنه يمكنه التأكيد على هذه الرسالة من خلال تقديم المزيد من السلاح إلى أوكرانيا، وبسرعة أكبر، وبخاصة أنها تواجه الهجوم الروسي الوحشي.
وقال مسؤولون في البنتاغون إن مزيدا من الأسلحة في الطريق، لكنهم يحذرون من أن التوصيل والتدريب يأخذ وقتا.
ومن المتوقع أن ينهي أول فريق أوكراني يتدرب على راجمات "أم أل أر سي" عملياته، الأربعاء، فيما سيتم نشرها في الأسبوع المقبل، بحسب
مسؤول مطلع على إيجازات البنتاغون، فيما ستبدأ عملية تدريب فريق أوكراني جديد بعد نهاية الفريق الأول ومباشرة، وفقا لمقال الصحيفة.
واشتكي الأوكرانيون من عدم وجود مدفعيات ثقيلة ونقص في الذخيرة للمدافع التي يملكونها، فيما علق مسؤولو البنتاغون بأن الوضع معقد أكثر مما يتصور، فالأوكرانيون يعانون فعلا من نقص الذخيرة لمدافعهم التي تعود للحقبة السوفييتية، هي تطلق قذائف بحجم 152 مليمتر.
وبحثت الولايات المتحدة عن قذائف تناسب المدافع هذه في كل أنحاء العالم، كما وحثت دولا في حلف وارسو السابق مثل بلغاريا ورومانيا للعودة وإنتاجها.
ومن أجل تزويد أوكرانيا بمدافع قوية، بدأ البنتاغون الشهرين الماضيين بشحن مدافع حديثة من نوع هاوتزر أم 777 وقادرة على إطلاق قذائف بحجم 155 ميليمتر.
كما أوصلت الولايات المتحدة أكثر من 100 مدفع، فيما سيصل مجموع الإمدادات الغربية منها إلى 200 مدفع، أي ما يعادل قوة 10 فرق مدفعية.
ويرى مسؤولون مطلعون أن الذخيرة من مدافع هاوتز أم 777 مناسبة، حيث قدمت الولايات المتحدة في البداية 250 ألف طلقة، وعلى مستوى الاستخدام الحالي لدى الأوكرانيين ذخيرة منها تكفي لـ30-40 يوما، كما يعمل المتعهدون الأمريكيون مناوبات متعددة لتقديم إمدادات تكفي لما بين 20 إلى 30 يوما أخرى.
وقال كاتب المقال إن خسائر القوات الروسية من الجنود والمعدات مذهلة، حيث يقدر المسؤولون في البنتاغون أن الروس خسروا حوالي 2.600 عربة مصفحة، وحوالي نسبة 30% من ترسانتهم التي تضم 1.000 دبابة و 1.600 مصفحة لحمل الجنود.
وأطلق الروس نسبة 70% من الذخيرة الموجهة بدقة، لكن بسبب العقوبات الغربية لم تكن
روسيا قادرة على تقديم الذخيرة الحيوية من جديد.
ومنذ الأيام الأولى من الحرب، خشي مسؤولو البنتاغون من محاصرة الأوكرانيين في الشرق بطريقة كلاسيكية "تطويق مزدوج" يقوم على حركة الكماشة، لكنهم استطاعوا الرد على نقطتين من الكماشة في خاركيف وخيرسون.
وقال هودجز إن الروس ليست لديهم القدرة على المناورة الحربية التي يريدونها لتحقيق تقدم مباشر". وأوضح أن أداء قواتهم أظهرت غيابا في القيادة والتحكم والدعم اللوجيستي والأساليب البرية- الجوية المدمجة والضرورية لهجوم معقد كهذا.
وفي النهاية، فالمتغير الحاسم في هذه الحرب الشرسة ربما كان "الصبر الإستراتيجي"، بعبارات الجنرال الأسترالي المتقاعد ميك ريان، فلم ينتصر الأوكرانيون بعد، لكنهم لم يخسروا أيضا، ويجب أن يحصلوا على أسلحة كثيرة وحالا.