واتهم المتمردون الموالين لروسيا في دونباس، المنطقة الغنية بالفحم، قوات
كييف بقصف دونباس بقذائف مورتر، وهو ما ينتهك اتفاقية وقف إطلاق النار، فيما نفت أوكرانيا قيامها بالقصف.
ومن جانبه، شدد الكرملين
الروسي على خطورة التصعيد في دونباس.
وبحسب الناطق بلسان الرئاسة
الروسية دميتري بيسكوف، فإن الأوضاع تتصاعد، معربا عن أمله في أن يستخدم الغرب تأثيره على أوكرانيا لمنع المزيد من التعقيد.
ونفى الناطق صحة تقارير ألمحت إلى غزو روسي محتمل لأوكرانيا، غير أنه قال إن بلاده تتابع عن كثب الأوضاع في الإقليم الخاضع لسيطرة المتمردين.
وإلى ذلك، أعلنت الخارجية الأوكرانية أن قرية ستانتسيا لوغانسكا تعرضت لقصف بأسلحة ثقيلة من دونباس.
وشدد وزير الخارجية دميترو كوليبا، على أن هذا القصف "انتهاك خطير" لاتفاقيات مينسك من قبل روسيا، داعيا جميع شركائها الدوليين لإدانته.3
كما كشفت وزارة الدفاع في بيان إصابة جندي ومدنيين اثنين في القصف، مؤكدة أنها "سجلت 29 انتهاكا لوقف إطلاق
النار من قبل قوات أشارت إلى أنها روسية، من بينها 27 انتهاكا "باستخدام أسلحة محظورة بموجب اتفاقيات مينسك".
وفي مؤتمر صحفي، أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرغ، قلقه من أن تستخدم
روسيا ذريعة ما لغزو أوكرانيا بعد هجمات الخميس.
وحذر ستولتنبرغ من أن: "أي اعتراف روسي بانفصال دونباس سيشكل تقويضا لوحدة أراضي أوكرانيا"، مؤكدا على أن الحلف سيعمل على تقديم الدعم العسكري والمادي للجيش الأوكراني.
وبحسب "سكاي نيوز عربية"، يوضح الباحث المتخصص في الشؤون
الروسية خليل عزيمة، أن ما حدث الخميس في دونباس من تصعيد عسكري من جانب الانفصاليين وقصف لقرية حدودية، كان متوقعا بعد الموقف الغربي من حشد
روسيا لقواتها على حدود أوكرانيا، والتهديد بأن موسكو ستدفع ثمنا باهظا.
ويبدو الآن أن
روسيا تتجه إلى خطين متكاملين، بحسب "عزيمة"، يتمثل الأول في اتجاه الاعتراف بما يسمى "جمهورية دونيتسك الشعبية" و"جمهورية لوهانسك الشعبية"، والثاني باتجاه التصعيد من قبل الانفصاليين الموالين لها في دونباس.
وكلا الخطين هما لدفع أوكرانيا إلى اللجوء لعملية الحسم العسكري ضد الانفصاليين، وإيجاد ذريعة لروسيا لإدخال قواتها إلى الدونباس بحجة حماية "الأقلية الروسية"، كما تزعم موسكو؛ ما قد يؤدي لاحتلال الإقليم ووصله جغرافيا مع شبه جزيرة القرم، وفقا للمتحدث ذاته.
ويتابع عزيمة: "ستكون تداعيات هذه العملية العسكرية إحداث زعزعة الاستقرار الأوكراني، وسوف يرافقه تحرك رجالات موسكو في أوكرانيا لإسقاط الحكومة والسيطرة على أوكرانيا، وتدشين حكومة موالية لموسكو".
ومن جهته، يرى المحلل السياسي الروسي، رونالد بيغاموف، أن الأوضاع في الإقليم الواقع بشرق أوكرانيا قد يفاقم الأوضاع السياسية لدرجة الانسداد، ثم يبعث بتوترات قصوى تتسبب في حدوث "السيناريو الأصعب".
ويوضح بيغاموف أن الغزو
الروسي لأوكرانيا محتمل ومن دون سابق إنذار، لافتا إلى أن إقليم دونباس المتنازع عليه يعد من المناطق السبعة المتوقع اقتحام
كييف من خلالها، حسبما يشير تقرير استخباري صادر عن وزارة الدفاع البريطانية.
وأما المحاور الأخرى فمن بينها بيلاروس القريبة من العاصمة، وأقصى شمال أوكرانيا على الحدود الغربية، وشبه جزيرة القرم، وشمال شرق أوكرانيا، تحديدا من مدينة خاركيف.