وأشار تقرير لصحيفة "ذا غارديان"
البريطانية إلى أن العالم مقبل على سنة حافلة بالتحديات وعلى رأسها جائحة
كورونا ومتحوراتها، هذا إلى جانب ظاهرة التغير المناخي، والأزمات الإنسانية، والهجرة الجماعية، والإرهاب العابر للحدود ونووي
إيران.
وأكدت الصحيفة
البريطانية أن هناك خطر نشوب صراعات جديدة بين الدول، والذي يتفاقم بسبب انهيار النظام الدولي
القائم على القواعد، وانتشار الأسلحة الفتاكة.
وبالنسبة لمنطقة
الشرق الأوسط، فإن الملف الإيراني سيكون في
واجهة الأحداث، وسيترقب العالم ما إذا كانت
إسرائيل أو الولايات
المتحدة ستتخذان خطوات عسكرية واقتصادية جديدة لكبح محاولات طهران لامتلاك سلاح نووي.
وحذر التقرير من الوضع في لبنان، حيث ستشهد هذه "النقطة الساخنة" في المنطقة تطورات سلبية إن استمر الوضع على ما هو عليه سواء كان ذلك من الناحية الاقتصادية أو السياسية.
وفي آسيا، ستكون أنظار العالم على الصين التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط، والتي تطغى عليها المقاطعات الدبلوماسية من دول احتجاجا على ما يسمونه بـ"انتهاكات" بكين لحقوق الإنسان.
كذلك ستشهد الصين انعقاد "المؤتمر الوطني العشرين" للحزب الشيوعي الصيني، والذي يأمل الرئيس شي جين بينغ من خلاله تأمين ولاية جديدة غير مسبوقة مدتها خمس سنوات، والتي إذا تحققت، ستؤكد مكانته كأقوى زعيم للصين منذ ماو تسي تونغ.
ويبرز ملف تايوان أيضا عند الحديث عن الصين، حيث تعهد بينغ باستعادتها بأي وسيلة، وهو ما يمكن أن يغيّر مشهد الساحة الدولية خاصة مع تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدفاع عنها.
ومن المرجح أن يؤدي العنف في ميانمار والوضع في أفغانستان إلى أزمات إنسانية كبيرة، إذ قال برنامج الغذاء العالمي: "نتطلع إلى 23 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة. الأشهر الستة المقبلة ستكون كارثية".
وتوقعت "ذا غارديان" في تقريرها أن تشهد أوروبا صراعات بين دول الاتحاد على الزعامة، مع تنامي الانقسامات الداخلية والخارجية، وسط تداعيات وباء
كورونا على مختلف مناحي الحياة، هذا إلى جانب قضايا الهجرة والمناخ.
وأشارت الصحيفة إلى انتخابات البرازيل والصراع من أجل هزيمة الرئيس الحالي جايير بولسونارو، والذي لا يحظى بتأييد كبير لتغاضيه عن العديد من القضايا البيئية المهمة.
وستتجه الأنظار إلى الحملة الانتخابية لانتخابات منتصف المدة في نوفمبر بأميركا، عندما يحاول الديمقراطيون صدّ الجمهوريين من إعادة السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب.
وسيتم النظر إلى النتائج حتما على أنها استفتاء على رئاسة جو بايدن، فإذا كان أداء الحزب الجمهوري جيدا في ولايات المعركة، فمن شبه المؤكد أن دونالد ترامب، سيقرر الترشح لولاية ثانية في عام 2024.
واعتبرت الصحيفة أن إفريقيا ستصبح بؤرة جديدة للإرهاب الدولي في 2022، رغم الجهود الغربية لمواجهة هذا التصاعد في التطرف.
واستشهدت الصحيفة بقائمة المراقبة الطارئة لحالات الطوارئ لعام 2022 الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، والتي قالت إن 12 دولة من بين 20 معرضة لخطر تفاقم الأزمات الإنسانية، تقع في إفريقيا.
وعن تقييمه لتقرير "ذا غارديان" قال الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، إن العالم في 2022 يواجه تحديات كبرى بعضها بدأ في 2021 وأخرى ستطرأ بينها ملفات حاسمة ومشتعلة.
وأضاف الكاشف، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن التحدي الأبرز سيكون متحور "أوميكرون"، ومدى قدرة العالم على كبح الجائحة.
وحول أبرز الأزمات والصراعات، أكد الكاشف أنها ستنحصر في "نووي إيران" و"أوكرانيا" و"تايوان"، فيما ستكون أبرز المحطات هي الانتخابات النصفية في الكونغرس وانتخابات فرنسا.
وبيّن أن إفريقيا ستكون محط الاهتمام الدولي في الحرب ضد "داعش" بعدما انسحبت قوات التحالف من العراق حيث ستوجه بوصلتها نحو القارة السمراء التي يحاول التنظيم الإرهابي إعادة التموضع فيها.