من شأن هذه التجربة أن تحيي المخاوف من تحوّل الفضاء إلى
ساحة حرب بين القوى العظمى، بسبب تعدد الأقمار الصناعية التابعة للعديد من الدول، ما قد يعرض إحداها للضرر.
ناسا توضح ماذا جرى
إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) ذكرت، أنه تم توجيه طاقم محطة الفضاء المكون من سبعة أفراد- أربعة رواد أمريكيين ورائد
ألماني واثنين من الروس- للاحتماء في كبسولاتهم لمدة ساعتين بعد الاختبار كإجراء احترازي، وذلك للسماح لهم بالهروب سريعاً إذا كان ذلك ضرورياً.
فيما استمر
مختبر الأبحاث، الذي يدور على ارتفاع 402 كيلومتر فوق سطح الأرض، في المرور عبر مجموعة الحطام أو بالقرب منها كل 90 دقيقة، لكن متخصصين في ناسا قرروا أنه من الآمن أن يعود الطاقم إلى داخل المحطة بعد المرور الثالث للمختبر، حسبما ذكرت
إدارة الطيران والفضاء.
كما أوضح بيل نيلسون رئيس ناسا في بيان "ستواصل ناسا مراقبة الحطام في الأيام المقبلة وما بعدها لضمان سلامة طاقمنا في المدار".
لم يخفِ نيلسون تعجبه من هذا الحدث، فقال: "لقد صدمني هذا العمل غير المسؤول والمزعزع للاستقرار".
مضيفاً: "من غير المعقول أن تُعرّض
روسيا للخطر، ليس فقط رواد الفضاء الأمريكيين والشركاء الدوليين في محطة الفضاء الدولية، بل أيضاً رواد الفضاء الخاصّين بها".
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان، أنّه في يوم الإثنين، قامت
روسيا "بشكل غير مسؤول" بإجراء اختبار تدميري على صاروخ مضادّ للأقمار الصناعية، استهدفت خلاله أحد أقمارها الصناعية.
وأضاف أنّ هذه التجربة الصاروخية "خلّفت حتى الآن أكثر من 1500 قطعة من الحطام المداري المُمكن تتبّعه، وستخلّف على الأرجح مئات آلاف القطع من الحطام المداري الأصغر حجماً".
خطورة اختبار الأسلحة الفضائية
يقول خبراء إن اختبار الأسلحة التي تدمر الأقمار الصناعية في مدارها يشكل خطراً فضائياً من خلال تكوين سحب من الشظايا التي يمكن أن تصطدم بأجسام أخرى، ما سيؤدي لرد فعل متسلسل من المقذوفات عبر مدار الأرض.
من جانبها تلتزم موسكو على المستوى الرسمي الصمت حول التجربة، حيث لم يتسن حتى الآن الحصول على تعليق من الجيش الروسي أو وزارة الدفاع الروسية، إلا أن وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس هونت في رسالة نشرتها على موقع تويتر من شأن أي خطر.
وكتبت وكالة "روسكوزموس" على تويتر "مدار الجسم، الذي أجبر طاقم المحطة اليوم على الدخول إلى المركبة الفضائية وفقاً للإجراءات المعتادة، ابتعد عن مدار محطة الفضاء
الدولية. المحطة في المنطقة الخضراء (الآمنة)".
يذكر أن هذه ليست أول تجربة صاروخية على استهداف قمر اصطناعي أثناء دورانه حول الأرض، إذ سبق أن أجرت مثل هذه التجربة أربع دول هي الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا.
لقي هذا النادي الرباعي بسبب تجاربه هذه انتقادات شديدة، لأنّ الحطام الذي يخلّفه قصف القمر الاصطناعي سرعان ما يتحوّل إلى مقذوفات خطرة يمكن أن تصطدم بآلاف الأقمار الاصطناعية الموجودة في المدار، والتي تعتمد عليها دول بأسرها في العديد من الأنشطة، كالاتصالات وتحديد المواقع الجغرافية…
ومن هنا فإنّ حيازة دولة ما تكنولوجيا الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية تزيد من رصيدها العسكري كثيراً، إذ يصبح بمقدورها تدمير أقمار تابعة لدول أخرى.
وقال المسؤولون إن الفضاء سيصبح مجالاً مهماً بشكل متزايد فيما يتعلق بالحروب.