وقد حذرت منظمة
الصحة العالمية، من متحور "دلتا بلس" الذي صنفته بـ"شديد الخطورة"، نظرا لسرعة انتشاره واستهدافه لفئات عمرية جديدة من بينها الأطفال، على عكس المتحورات الأخرى للفيروس التي كانت تستهدف الفئة العمرية فوق 18 عاما.
وقال رئيس قسم المناعة والحساسية بمعهد المصل واللقاح واستشاري المناعة، الدكتور
أمجد الحداد، في تصريحات نقلها موقع "سكاي نيوز عربية"، إن متحور فيروس
كورونا "دلتا بلس" من المتوقع وصوله في سبتمبر المقبل، نظرا لما يتميز به ذلك المتحور من سرعة انتشار كبيرة تفوق كل المتحورات السابقة للفيروس.
وأشار إلى أن أوروبا حذرت من أن 90 بالمئة من الإصابات بالفيروس، ستكون بسبب ذلك المتحور "المثير للقلق".
وتابع الحداد، أن المتحور "دلتا بلس" قد وصل إلى عدد من الدول العربية والقريبة من مصر، من أبرزها تونس وليبيا والعراق، مضيفا أنه "أدى إلى انهيار المنظومات الصحية هناك، وتسبب في حدوث ارتفاع كبير ومفاجئ بنسبة المصابين".
وحذر استشاري الأوبئة، من خطورة المتحور "دلتا بلس"، مشيرا إلى أنه تمكن من الانتشار داخل عدد من البلدان التي تمتلك أنظمة صحية وطبية متطورة، وأكثر التزاما بتطبيق الإجراءات الاحترازية لتجنب الفيروس.
وعلى الرغم من ذلك، أدى الفيروس إلى ارتفاع في نسب الإصابات بين مواطنيها، بعد أن كانت منخفضة ومطمئنة.
وأعرب الحداد عن قلقه من وصول متحور "دلتا بلس" إلى مصر، موضحا أنه "سيتسبب في زيادة حالات الإصابة بشكل غير مسبوق".
وأرجع الطبيب ذلك إلى "حالة الاستهتار التي تسيطر على المواطنين، حيث تخلى الكثير منهم عن الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وامتنعوا عن ارتداء الكمامات في وسائل المواصلات وأماكن التجمعات".
ونوه أستاذ المناعة إلى أن تلقي التطعيمات هو "طوق النجاة الوحيد للحد من انتشار كافة متحورات الفيروس".
وأوضح أن السبب وراء تحورات الفيروس من
كورونا "دلتا" إلى
كورونا "دلتا بلس"، هو "البطء في وتيرة التطعيمات في بعض الدول، حيث ينتج تحور الفيروس بسبب انتقاله من الشخص المصاب إلى الشخص السليم الذي لم يتلق اللقاح".
وأكد الحداد على فعالية اللقاحات في مواجهة المتحور "دلتا بلس"، بدليل أن بريطانيا بها أكبر عدد من المتحورات، لكن منحنى الإصابات والوفيات لديها مازال منخفضا بسبب التطعيمات.
كما أشار إلى إمكانية أن يصاب الشخص بالمتحور الجديد حتى إذا تلقى اللقاح، لافتا إلى أن الأعراض حينها ستكون "بسيطة".
وأردف أستاذ المناعة أن أسباب خطورة متحور "دلتا بلس" تكمن في استهدافه لفئات عمرية جديدة، لم يستهدفها الفيروس نفسه، التي من بينها الأطفال، ولذلك دعت عدد من الدول التي أصابها المتحور "دلتا بلس" إلى تطعيم الأطفال.
وشدد على خطورة المتحور، ناصحا المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، والابتعاد عن حالة الشعور بالأمان الزائف التي دفعت غالبية المواطنين إلى عدم ارتداء الكمامات، والتخلي عن تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
وفي ذات السياق، أكد رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطب الوقائي بوزارة الصحة، الدكتور محمد عبد الفتاح، أن متحور "دلتا بلس" لم يصل إلى
مصر حتى الآن.
وأوضح أن
مصر "تمتلك نظاما لرصد الأوبئة ومتحورات لكافة أشكال الفيروس، على درجة عالية من الكفاءة".
وأضاف عبد الفتاح أن الدولة "تتخذ عددا من الإجراءات الوقائية لمنع دخول أي تحورات للفيروس إليها، وذلك من خلال تشديد الرقابة على الموانئ والمطارات، خاصة على الأشخاص القادمين من دول تشهد تحورات خطيرة للفيروس".