وأضافت القناة أن الوثيقة عبارة عن كتاب ألفه علماء جيش
التحرير الشعبي الصيني وكبار مسؤولي
الصحة العامة الصينيين في 2015، من بينهم
نائب المدير العام للمكتب الصيني لمكافحة الأوبئة لي فين، ورئيس مجموعة الخبراء لتحليل وباء “سارس” بوزارة
الصحة الصينية جو ديجونغ.
وحملت الوثيقة المكتوبة باللغة الصينية عنوان “الأصل غير الطبيعي لفيروس (سارس) والأنواع الجديدة من الفيروسات المصنعة بشرياً كأسلحة جينية بيولوجية”.
وتصف الوثيقة فيروسات
كورونا كمبشِّر بـ”حقبة جديدة من الأسلحة الجينية”، وتقول، بحسب القناة، إن هذه الفيروسات يمكن “التلاعب بها اصطناعياً لتصبح مرضاً فيروسياً إنسانياً، ثم تحويلها إلى سلاح، واستخدامها على نحو لم يسبق له مثيل من قبل”.
هجمات السلاح البيولوجي
وتورد الوثيقة أنه “بعد التطورات في المجالات العلمية الأخرى، أصبح هناك تقدم كبير في نقل وإيصال عوامل التهديد البيولوجي”. وتضيف: “على سبيل المثال، فإن القدرة المكتشفة حديثاً لتجفيف الميكروبات عبر التجميد، جعلت من الممكن تخزين عوامل التهديد البيولوجي، ونشرها عبر الهواء خلال الهجمات”.
وتضمنت الوثيقة بحسب القناة البريطانية، قسماً كاملاً عن أفضل الظروف لإطلاق هجوم بيولوجي، مشيرة إلى أن “الهجمات بالسلاح البيولوجي، إنما تنفذ على نحو أفضل في أوقات الفجر، والغسق، والليل، أو خلال الطقس الغائم، نظراً لأن ضوء الشمس القوي قد يضر بالمِمْراض (العوامل الحيوية المسببة للأمراض من بكتيريا وفيروسات وطفيليات)”.
وتنصح الوثيقة بأنه من المستحسن “إطلاق عوامل التهديد البيولوجي خلال الطقس الجاف، لأن المطر أو الثلج قد يؤديان إلى تكثف الجزيئيات الهوائية الناقلة لهذه العوامل”.
كما تشير أيضاً إلى أن “اتجاه الرياح المنتظم أمر مرغوب فيه، حتى يمكن للجزئيات الهوائية الناقلة لهذه العوامل أن تطفو فوق المنطقة المستهدفة”.
إرهاب نفسي
وتتحدث الوثيقة أيضاً، بحسب القناة، عن الإرهاب النفسي الذي يمكن أن تسببه الأسلحة البيولوجية. وتشير إلى أن “العدد الكبير من المرضى الذين تتطلب حالاتهم الإدخال إلى المستشفى خلال هجوم بيولوجي، قد يؤدي إلى انهيار النظام الصحي للعدو”.
كما تطرقت الوثيقة إلى الحاجة المحتملة للعزل والحجر الصحي، مشيرة في هذا الصدد إلى أن “هجمات السلاح البيولوجي واسعة النطاق، قد تؤدي إلى الكثير من التداعيات والنتائج غير المباشرة، علاوة على الخسائر البشرية”، لافتة إلى أن الآثار الكبيرة للهجوم “تشمل العبء الهائل على النظام الصحي”.
وأكدت الوثيقة أن “هجمات السلاح البيولوجي تخلِّف آثاراً بعيدة المدى، أكثر مما تفعل الهجمات التقليدية كالتفجير مثلاً، كما أنها يمكن أن تنتج أمراضاً معدية جداً، وقابلة للنقل عبر وسائل مختلفة”.
وتناولت الوثيقة، الآثار النفسية للهجوم، مشيرة إلى أن “الأسلحة البيولوجية لن تؤدي فقط إلى اعتلال في
الصحة واسع النطاق، وخسائر بشرية كبيرة، وإنما ستثير أيضاً ضغطاً نفسياً هائلاً قد يؤدي إلى إضعاف فاعلية المواجهة”.
كما أنه يمكن للهجمات عبر الأسلحة البيولوجية، وفقاً لما ورد في الوثيقة، أن “تسبب أمراضاً عقلية ونفسية حادة ومزمنة مثل اضطراب الإجهاد الحاد”.
وزعم مؤلفو الوثيقة الذين تربطهم صلات بجامعة عسكرية صينية أن “فيروس سارس 1 في 2003 كان من صنع الإنسان، وأن الإرهابيين أطلقوه على الصين”.
ونقلت القناة عن عالم البيانات النيوزيلندي جيلس ديمانوف، المهتم بتتبع منشأ فيروس كورونا، قوله إن جو ديجونغ الذي كان المحرر الرئيس للوثيقة “ليس عالماً هامشياً يتصرف انطلاقاً من نظريات المؤامرة وإنما هو عالم أوبئة ذائع الصيت في الجامعة الصينية العسكرية الرابعة بمدينة شيان”.
وأشار ديمانوف إلى أن “ديجونغ يتمتع بمستوى خاص من المنح الحكومية”، كما تلقى تدريباً جيداً وذهب إلى الولايات المتحدة عام 1981 من أجل دراسات ما بعد الدكتوراه في كلية بايلور للطب، والمركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ولفت إلى أن ديجونغ يعمل حالياً على تدريس نظرياته الخاصة لطلاب الدكتوراه وما بعد الدكتوراه ممن يشكلون الجيل الأحدث من علماء جيش
التحرير الشعبي الصيني.
تحقيق أمريكي
وأشارت القناة إلى أنه “في الوقت الذي تشتبه فيه وكالات الاستخبارات، وتحقق منذ وقت مبكر من العام الماضي، في احتمالية أن يكون (كوفيد-19) نتيجة لتسرب من مختبر ووهان (في الصين)، فإنه لم تكن هناك أي إشارة إلى إطلاق مقصود”.
وذكرت “سكاي نيوز” أن أهمية هذه الوثيقة “تكمن في أنها تتيح اطلاعاً نادراً على الطريقة التي يفكر بها كبار العلماء الصينيين بشأن البحث البيولوجي، في واحدة من أبرز الجامعات العسكرية، حيث تنفذ مستويات عالية من الأبحاث الدفاعية”.
ولفتت القناة إلى أنها تأكدت خلال تحقيقها أن مسؤولين رفيعين بوزارة الخارجية الأميركية حصلوا على هذه الوثيقة، وحللوها خلال تحقيق بشأن منشأ فيروس
كورونا في مايو 2020.
وقالت القناة إن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، أشار إلى الوثيقة على نحو عابر في مقال كتبه بصحيفة “وول ستريت جورنال” في فبراير الماضي، ذكر فيه أن هناك دراسة صينية تعاملت مع تفشي فيروس كورونا، باعتباره سلاحاً بيولوجياً معاصراً تم إطلاقه عبر قوات أجنبية.
وعلى الرغم من الاتهامات المتكررة من مسؤولين أميركيين، خصوصاً خلال فترة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب، بتسرب الفيروس من مختبر صيني، إلا أن بكين تنفي هذه الاتهامات وتصر على الأصل الطبيعي للوباء.
وكان تحقيق لمنظمة
الصحة العالمية أكد أن انتقال الفيروس من الخفافيش إلى البشر، من خلال حيوان آخر، هو السيناريو الأكثر ترجيحاً، واعتبر أن نظرية تسرُّب الفيروس من مختبر “غير محتملة بشدة”.