ويؤكد دائما المسؤولون الأميركيون أن تنظيم
القاعدة رغم أنه لا يزال يمثل تهديدا إلا أنه في تراجع شديد وفي حالة ضعف، وفقا لموقع "صوت أميركا".
وقال ناثان سيلز، كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية، إن تنظيم
القاعدة قد انهار بشكل كبير نتيجة للجهود الأميركية، وأضاف "أعتقد أن
القاعدة على وشك الانتهاء، بلا شك"، وتابع: "لقد قتلنا كادرهم القيادي الرفيع على مدى السنوات العشرين الماضية".
كان مسؤولون في أجهزة
الاستخبارات الأميركية قد كشفوا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن عملاء إسرائيليين قتلوا
ثاني أعلى قيادي في تنظيم القاعدة، أبو محمد المصري، في
إيران قبل ثلاثة أشهر في شوارع طهران على أيدي شخصين كانا على دراجة نارية، يوم 7 أغسطس الماضي.
وذكرت تقارير إخبارية وصفحات لنشطاء وصحفيين غير مؤكدة تفيد بوفاة زعيم تنظيم القاعدة،
أيمن الظواهري، قبل شهر لـ"أسباب طبيعية"، وكتبت ريتا كاتز، مديرة موقع" سايت"، المختص باخبار التنظيمات المتطرفة: " تناقلت أنباء غير مؤكدة، وفاة
أيمن الظواهري، الذي شغل منصب زعيم
القاعدة منذ مقتل أسامة بن لادن عام 2011، بسبب المرض قبل شهر. ولم تؤكد
القاعدة هذه التقارير بعد".
كما أعلنت المخابرات الأفغانية الشهر الماضي، مقتل حسام عبد الرؤوف، وشهرته "أبو محسن المصري"، الذي يعتبر العقل المدبر البارز للقاعدة في شبه القارة الهندية.
غير قادر
من جانبه، قلل روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأميركي، من قدرة تنظيم
القاعدة على إلحاق الضرر، وقال: "القاعدة غير قادرة على توجيه هجوم معقد وواسع النطاق ضد الولايات المتحدة بسبب الضغط الذي فرضنه عليها. وهناك المزيد في المستقبل".
وأكد انه لم يعد الاهتمام بمن يقود تنظيم
القاعدة اليوم، أقل بقليل مما كان عليه الأمر قبل عقدين من الزمن، بينما أضاف سيلز: "ما رأيناه هو نوع من نقل السلطة من قلب
القاعدة إلى الفروع التابعة. أعتقد أن هذه الفروع لديها قدر متزايد من الاستقلالية التنظيمية لتطوير خطط هجوم لتحديد أهداف استراتيجية".
بدوره، حذر منسق فريق الأمم المتحدة لمراقبة تنظيمي الدولة والقاعدة وحركة طالبان، إدموند فيتون-براون، في تصريحات لشبكة بي بي سي من أن تنظيم
القاعدة لا يزال يشكل تهديدا عالميا على الرغم من وعود طالبان بمنع التنظيم من شن هجمات دولية من أفغانستان، وأكد أن التنظيم منخرط بشكل كبير مع طالبان، ويتدرب معهم، ويشاركهم في العمل العسكري.
وذكر براون، في ندوة عبر الإنترنت الشهر الماضي، أن تنظيم
القاعدة لا يزال يمتلك مقاتلين بالمئات في أفغانستان، وأن المنظمة لا تزال مترسخة وتزداد قوة.
القاعدة وطالبان
وبحسب تقارير الأمم المتحدة الأخيرة، المستندة إلى معلومات استخباراتية للدول الأعضاء، من أن القيادة الأساسية للجماعة تبدو وكأنها تجمع كادرًا متزايدًا من المقاتلين، يصل إلى 600 مقاتل، يعملون في 12 مقاطعة أفغانية.
لكن تتناقض هذه الأرقام بشكل صارخ مع تصريحات كبار المسؤولين الأميركيين، والتي قدرت عدد المقاتلين المتاحين للقيادة الأساسية للقاعدة بأقل من بضع عشرات من المقاتلين، الذين يركزون بشكل أساسي على بقائهم على قيد الحياة.
كما أثار الكثير من الخبراء مخاوف بشأن بقاء
القاعدة في أفغانستان، خاصة بعد توقع اتفاقية السلام بين حركة طالبان وأميركا، وأكد براون أن زعيم تنظيم
القاعدة أيمن الظواهري يحافظ على علاقات وثيقة مع طالبان، رغم تطمينات الحركة المتمردة الأفغانية للولايات المتحدة بقطع العلاقات مع
القاعدة.
وأضاف: "طالبان تشاورت بانتظام مع
القاعدة خلال مفاوضات السلام الجارية مع الولايات المتحدة"، وتابع "(زعيم القاعدة)
أيمن الظواهري لا يزال مقربا من طالبان. والأخيرة، وقدمت ضمانات تحترم علاقاتها التاريخية مع القاعدة"، لكن طالبان رفضت هذه المزاعم، وقالت إن "مجموعات استخباراتية معينة" تحاول زعزعة السلام في أفغانستان.
القاعدة في إفريقيا
وقال سيلز إن الولايات المتحدة تعتزم التركيز على ما تعتبره الخطر الأكثر إلحاحًا من شبكة المنتسبين للقاعدة في إفريقيا، وعلى رأسها حركة الشباب الصومالية وجماعة نصر الإسلام والمسلمين (JNIM).
وقال: "تواصل هذه الجماعات القتال بدرجة معقولة من الاستقلالية في العمليات"، مؤكدا أن هزيمة حركة الشباب وإضعافها تمثل أولوية قصوى للإدارة الأميركية.
وخلال الساعات الماضية، صنفت
وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، قياديين بارزين في حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم
القاعدة ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين".
وقال بيان للوزارة إن، عبد الله عثمان محمد، المعروف أيضا باسم "المهندس إسماعيل" هو خبير متفجرات بارز في الجماعة "الإرهابية" والمسؤول عن عمليات صنع المتفجرات في الحركة، كما أنه مستشار خاص لما يسمى بـ"أمير" حركة الشباب.
أما معلم
أيمن فهو
قائد وحدة "جيش أيمن"، وهي وحدة من عناصر الشباب تقوم بالهجمات والعمليات الإرهابية في كينيا والصومال، بحسب بيان الوزارة الذي قال أيضا ان
أيمن مسؤول عن الإعداد لهجوم شنه مقاتلو الحركة على معسكر سيمبا في كينيا عام 2020، وأسفر عن مقتل جندي أميركي ومتعاقدين اثنين يحملان الجنسية الأميركية.