السومرية نيوز/
بغداد
جمعت 5.5 مليون دولار من التسول، غير أنها رحلت وحيدة في سيارة مهجورة بحي شعبي، لتصبح بعدها حديث اللبنانيين.
لم تنعم
اللبنانية فاطمة محمد عثمان التي رحلت عن عمر ناهز 54 عامًا بتلك الثروة، لكنها نالت لقب أغنى متسولة في العالم بعد رحيلها.
فاطمة، التي كانت تعاني من الإعاقة الجسدية، اتخذت من السيارة المهجورة مسكنًا لها منذ 15 سنة، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بها أيضًا وكانت وحيدة لحظة رحيلها.
الصدمة بدأت مع العثور على جثتها، حيث اكتشف سكان منطقة "البسطة الفوقا" منطقة تراثية ببيروت بأن
السيدة الخمسينية، التي كانت مصدر شفقة الجميع، هي أكثر ثراءً من الجميع.
رصيد الراحلة في أهم مصارف
لبنان بلغ 5.5 مليون دولار، فضلًا عن 5 ملايين و700 ألف ليرة ما يعادل 4 آلاف دولار كانوا داخل السيارة، وفق ما كشفته قوات الأمن.
داخل الشارع، الذي عاشت فيه فاطمة منذ 1982، وتحديدًا إبان الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، لا تزال آثار الصدمة بادية على الجميع، وغطت الواقعة على حديث الانتخابات.
صحفيون تجولوا بالحي، الذي أمضت فيه فاطمة 36 عامًا، والتقوا بصاحب محل مجوهرات كان من أكثر المحسنين إلى فاطمة.
نبيل الأسطة تاجر الماس الذي لا تزال الدهشة مسيطرة عليه، يقول، "ثروتها تفوق ما أملك".
وبحسب الأسطة، فإنه تعرّف على فاطمة في 2007، حين افتتح محله، وفي ذلك الحين انزعج أصحاب المحلات من وجودها فطلبوا من مركز شرطة المنطقة طردها.
غير أن بعض أصحاب المحال رفضوا طردها، وبينهم الأسطة، وقبلوا جلوسها أمام محل المجوهرات، الذي فتح لها باب الثراء بإحسان الزبائن.
كما أن أصحاب المحال كانوا يعتبرونها إحدى جهات إنفاق الزكاة والصدقات، ولم تكن تحتاج إلى إنفاق أي أموال، لأن أصحاب المحال يطعمونها يوميًا.
لكل شخص في الحي موقف عاشه مع فاطمة، سواء بمساعدتها في التنقل والحركة، أو تقديم وجبة طعام، أو الإحسان إليها بالمال.
مصطفى خان، كان يقلها يوميًا في سيارته لوضعها في السيارة المهجورة مع حلول الليل، يقول "لم أكن أدرك أنني كنت أحمل إمرأة بهذا الثراء".
في يومها قبل الأخير شاهدها كريم بدران، يعمل بأحد المطاعم بالحي، فبدت متعبة وطلب من بعض الشبان نقلها إلى المستشفى لكنها رفضت.
ويضيف بدران، "شاهدتها بالمكان فسألتها عن سبب خروجها، فردت بأن هذا موسم عملها مع حلول شهر رمضان".
ووضعها مع بعض شباب الحي داخل السيارة، وجلبوا لها الطعام والماء، وجلسوا معها قليلًا، ليعلموا بخبر وفاتها امس الأربعاء.
وبحسب شهادة أهالي المنطقة حضرت أسرتها شقيقها وشقيقتها وأمها لأول مرة، لتسلم الجثة.
المثير في الأمر، وفق شهادات سكان، أن شقيقها رفض نقلها إلى المستشفى للانتهاء من الإجراءات توفيرًا للنفقات، وفضل نقلها مباشرة إلى مسقط رأسها، شمال لبنان، لتدفن هناك.
فاطمة، التي رحلت لم تنل فقط لقب أغنى متسولة في العالم، لكنها جعلت ورثتها في عداد الأثرياء، رغم أنها لم تنعم قط بنشوة الثراء.