السومرية نيوز/
بغداد
قال أحمد قذاف الدم، أبرز المقربين من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إن بلاده دعمت الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي؛ "لضمان بقائه كحليف استراتيجي"، معتبراً ذلك "حقيقية لا يمكن نكرانها".
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها قذاف الدم من مقر إقامته بالعاصمة المصرية القاهرة، مساء أمس الخميس 22 مارس/آذار 2018، في مقابلة عبر القمر الصناعي مع فضائية "فرانس 24"
الفرنسية.
وقال قذاف الدم في تصريحاته إنه عَلِم من الزعيم الليبي الراحل، ومسؤولين آخرين (لم يسمهم) بمسألة دعم طرابلس للرئيس الفرنسي بالأموال، مضيفاً: "هذا أمر مؤكد".
وفي رد منه على سؤال حول المبالغ التي قدمتها ليبيا لساركوزي (63 عاماً)، قال قذاف الدم: "لم أسمع حديثاً عن مبالغ، كل ما أعرفه أننا قدمنا الدعم له (ساركوزي) لأنه كان حليفاً لنا".
وأوضح أنه في تلك الفترة كان القذافي يسعى لتأسيس ما يسمى بالولايات المتحدة الإفريقية، "ولذلك كان لا بد أن يكون لنا صديق مقرب في الإليزيه من أجل هذه القضية الهامة والاستراتيجية"، بحسب قوله.
وقذاف الدم، هو ابن عم القذافي، وأحد أفراد العائلة ممن قطنوا بالقاهرة، وكان يشغل موقع منسق العلاقات المصرية الليبية، وألقي القبض عليه في 2013 بمصر لاتهامه بـ"قتل ضابط شرطة ومقاومة السلطات وحيازة سلاح دون ترخيص"، قبل أن يقوم القضاء
المصري بتبرئته في نهاية العام نفسه.
وأمس أول الأربعاء، وجّه القضاء الفرنسي، لساركوزي، اتهامات أولية بالفساد، وتلقيه أموالاً من القذافي، بصورة غير قانونية لتمويل حملته الانتخابية التي فاز بها عام 2007.
وتأتي الاتهامات غداة توقيف ساركوزي لاستجوابه من قبل شرطة مكافحة الفساد الفرنسية، في القضية نفسها. إلا أن ساركوزي نفى بشكل متكرر ارتكابه مخالفات.
وكانت السلطات
الفرنسية فتحت تحقيقاً أولياً عام 2013، حول الادعاءات بتلقي ساركوزي أموالاً من ليبيا، إبان حملته الانتخابية المذكورة.
وفي العام 2016، قال رجل الأعمال الفرنسي اللبناني الأصل، زيد تقي الدين، إنه جلب 5 ملايين يورو من ليبيا إلى ساركوزي أواخر 2006.
ويُعرف تقي الدين بأنه عمّ أمل علم الدين، زوجة الممثل جورج كلوني. وكان لرجل الأعمال العديد من المشاكل المالية في فرنسا، فضلاً عن عدم تخصصه بمجال دراسي معين.
ومنذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، اشتهر كثيراً بامتهان دور "الوسيط" الفعال في عقد صفقات بيع الأسلحة
الفرنسية إلى كل من لبنان، والمملكة العربية السعودية، بحسب ما ذكرته صحيفة ABC الإسبانية، وأشارت الصحيفة إلى أنه لسنوات، تباهى تقي الدين بأنه كان "الوسيط" بين ساركوزي، ومعمر القذافي.
كما توجه اتهامات إلى رجل آخر يدعى ألكسندر جوهري، ويُعتقد أنه لعب دور الوساطة بين ساركوزي والقذافي، وهو سليل عائلة من المهاجرين الجزائريين، ولم يكن ذا مستوى دراسي عالٍ، لكنّ قوة حدسه تجاه الأعمال التجارية جعلت منه مليونيراً.
وبحسب الصحيفة الإسبانية فإن جوهري وخلال فترة رئاسة جاك شيراك، الممتدة بين سنتي 1995 و2007، وضع مواهبه "التجارية" في خدمة "الورثة" المستقبليين؛ وهما دومينيك دو فيلبان، ونيكولا ساركوزي، وقبل سنوات، قدَّم نفسه أيضاً بصفة "وسيط" بين القذافي، وساركوزي. وفي الوقت نفسه، لم يتم العثور على ما يثبت "الاتصالات السرية"، التي تم إجراؤها لعقد مثل تلك الصفقات، حسب ABC.
وينظر المحققون الفرنسيون، وفق وكالة "أسوشييتد برس"، بمزاعم تقديم نظام القذافي سراً لساركوزي 50 مليون يورو، لدعم حملته، وتضيف الوكالة أن المبلغ المذكور تجاوز الحد الأقصى القانوني لتمويل الحملة الانتخابية، والذي كان آنذاك 21 مليون يورو.