السومرية نيوز/
بغداد
ودَّع "ريكس تيلرسون" وزير الخارجية الأميركي الذي أقاله دونالد ترامب الأسبوع الماضي،
مدينة واشنطن التي وصفها بـ "اللئيمة".
وجاءت الاقالة بعد شائعات عن علاقاتهما السيئة التي راجت لأشهر.
وكما في تصريحاته الصحفية، في 13 مارس/آذار 2018، يوم أقاله الرئيس بتغريدة، لم يذكر تيلرسون الرئيس الأميركي في الخطاب الذي ألقاه وسط تصفيق في مقر
وزارة الخارجية.
وقال: "أودُّ أن أطلب من كل واحد منكم أن يكون لطيفاً كل يوم مع شخص آخر. نحن في
مدينة قد تكون لئيمة للغاية".
واستدرك وقد بدا عليه التأثر: "لكنكم غير ملزمين باتباع هذه النصيحة".
وكان رئيس مجلس
الإدارة السابق لـ"إكسون موبيل"، غير المتمرس سياسياً، يقول بانتظام منذ توليه منصبه، إنه "جديد" في
واشنطن.
زعيمان عربيان وراء إقالته
والأربعاء 21 مارس/آذار 2018، كشفت صحيفة الديلي ميل البريطانية أنَّ زعيمين عربيَّين تفاخرا بأنَّهما كانا وراء إقالة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، وذلك بحسب مصادر مُقرَّبة منها.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الزعيمين اللذين كانا وراء إقالة الرئيس الأميركي وزيرَ خارجيته، ريكس تيلرسون، قبل أيام، هما ولي عهد السعودية
الأمير محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد.
وكان تيلرسون قد عَلِمَ بفقدانه وظيفته بعدما غرَّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بهذا الخبر في تغريدةٍ على "تويتر" في 13 مارس/آذار 2018.
وبحسب الصحيفة البريطانية، قال بن سلمان، الذي زار ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الثلاثاء 20 مارس/آذار 2018، لأصدقائه، إنَّه عقد اتفاقاً في أثناء اجتماعاته مع صهر الرئيس ترامب، غاريد كوشنر، العام الماضي (2017)، يُقال بموجبه تيلرسون من منصبه.
وقال مصدرٌ مقرَّبٌ من ولي العهد إنَّ "محمد بن سلمان يدَّعي أنَّ إقالة تيلرسون كانت أحد مطالبه من ترامب، قدَّمه عبر غاريد كوشنر، من أجل تنفيذه قبل زيارته إلى الولايات المتحدة. ويبدو أنَّه حصل على ما أراد".
وكان وزير الخارجية المُقال مؤيداً لاتفاقٍ نووي مع إيران وكبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، وهو الأمر الذي أثار فزع عدوَّي إيران اللدودين: السعودية والإمارات.
تيلرسون أغضبهم
وأثار تيلرسون غضب هذين النظامين أيضاً بعدما دفع باتجاه إنهاء الحصار البري والبحري والجوي للدولة الخليجية الجارة قطر، على خلفية ادعاءات بأنَّ تلك الأخيرة ترعى الإرهاب، الأمر الذي تنفيه الدوحة دوماً.
وحاول تيلرسون التوسُّط لعقد محادثات بين البلدان العربية الثلاثة في أثناء زيارته المنطقة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بعد مرور 4 أشهر من الحصار، لكنَّه تخلَّى عن ذلك حينما لم يحرز أي تقدُّم مع بن سلمان، قائلاً للصحفيين: "لا يمكننا فرض محادثاتٍ على أشخاص ليسوا مستعدين للحديث".
وقال المصدر للصحيفة البريطانية: "غَضِبَ محمد بن زايد من ذهاب تيلرسون إلى الدوحة وإصداره ذلك البيان. وكل مرة يريدون فيها اتخاذ إجراء عدواني، كان تيلرسون يُهدِّئ الأمور؛ لأنَّه يُفكِّر كرجل أعمال إصلاحي يدير شركة للنفط، وليس كجنرال في الجيش".
وأضاف: "تمكَّن (تيلرسون) من إقناع وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، بوجهة نظره، المتمثلة في عدم السماح لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد بالسيطرة على البيت الأبيض عبر كوشنر. وأخاف ذلك محمد بن زايد؛ لذا حاولا القيام بكل ما في مقدورهما لجعل كوشنر ينقل الرسالة، التي مفادها أنَّ تيلرسون يجب أن يُقال".