السومرية نيوز/
بغداد
يشعر مهاجرون عراقيون معظمهم من المسيحيين الكلدان بالخوف بعد اعتقال العشرات منهم على يد وكلاء الهجرة والجمارك ضمن حملات لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات
المتحدة.
إذ أعلنت الحكومة الأمريكية يوم الاثنين الماضي أن
سلطات الهجرة تعتقل مهاجرين عراقيين صدرت بحقهم أحكام بالترحيل بعد ارتكابهم جرائم خطيرة وذلك بعدما وافق
العراق على استقبال المرحلين من الولايات
المتحدة ضمن
اتفاق لإسقاطه من قائمة دول استهدفها الرئيس دونالد ترامب بحظر للسفر.
ويقول محامون وأقارب إن عشرات من أبناء الطائفة الكلدانية الكاثوليكية
العراقيين في ديترويت بولاية ميشيغان كانوا بين المستهدفين في عمليات نفذتها السلطات تتعلق بالهجرة في مطلع الأسبوع ويخشى بعضهم القتل إذا تم ترحيلهم إلى بلدهم حيث يقولون إنهم يواجهون الاضطهاد.
ويضيف محامون ونشطاء وأقارب في تصريحات صحفية أيضا أن أكرادا عراقيين اعتقلوا أيضا في ناشفيل بولاية تنيسي خلال الأيام الماضية.
المهاجرون المرحلون أدينوا جنائيا؟
وجاءت تلك الإجراءات في إطار حملة إدارة ترامب لزيادة تنفيذ الأحكام المتعلقة بالهجرة وحمل الدول التي عارضت في الماضي استقبال مواطنيها الذين صدرت ضدهم أحكام بالترحيل على قبول ذلك.
وتقول جيليان كريستنسن المتحدثة باسم إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك "نتيجة لمفاوضات جرت مؤخرا بين الولايات
المتحدة والعراق وافقت
بغداد في الآونة الأخيرة على قبول عدد من
العراقيين ممن صدرت بحقهم أوامر ترحيل".
وتؤكد كريستنسن أن الإدارة اعتقلت في الآونة الأخيرة عددا من الأشخاص المدانين جنائيا بارتكاب جرائم خطيرة والذين صدرت أوامر قضائية بترحيلهم. ورفضت إعطاء مزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة أنباء "رويترز" عن مسؤول
عراقي قوله إن البعثات الدبلوماسية والقنصلية العراقية ستنسق مع السلطات الأمريكية لإصدار وثائق سفر للمرحلين "الذين يمكننا إثبات أنهم 'عراقيون' استنادا إلى سجلاتنا وتحقيقاتنا".
ويشير المسؤول
العراقي إلى أن قرابة 100 شخص اعتقلوا في ديترويت وحدها في مطلع الأسبوع.
وأصدرت إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية بيانا اليوم الخميس قالت فيه إن "السلطات اعتقلت 114 عراقيا في مطلع الأسبوع في منطقة ديترويت"، مبينة أن السلطات "اعتقلت 85 آخرين في مناطق أخرى خلال الأسابيع الماضية".
وأوضحت أن "الغالبية العظمى من المقبوض عليهم أدينوا جنائيا باتهامات كالقتل والاغتصاب والاعتداء والخطف والسطو والاتجار في المخدرات وانتهاكات تتعلق بحيازة السلاح وجرائم أخرى".
وجاءت الحملة ضد المهاجرين
العراقيين في أعقاب قرار الحكومة الأمريكية رفع
العراق من قائمة الدول التي استهدفتها نسخة معدلة من حظر مؤقت صدر في آذار الماضي.
وأثارت حملة الاعتقالات ضد المسيحيين
العراقيين في منطقة ديترويت سخطا كبيرا، إلا أن مسؤولي الهجرة والجمارك يقولون إن الاعتقالات جزء من روتين لـ"ترحيل الغرباء".
مهاجرون يلقون باللائمة على إدارة ترامب
ونقلت شبكة "CNN" الإخبارية الأميركية عن مهاجرين تعرض أقرباءهم إلى الاعتقال: "أغلبهم أتوا إلى هنا في سن صغيرة جدا من دون أية وثائق أو إثباتات، أتوا لاجئين، هم هنا منذ 35 عاما، ماذا سيفعلون في بلد مسلم، حيث ستعاني إذا كنت تحمل وشما للصليب".
ويضيف أولئك المهاجرين "أيا كان من يتخذ هذه القرارات، عليه مراجعة هذه الملفات والحالات كل على حدة قبل ترحيل أي شخص إلى وطنه".
ويحمل المهاجرون العراقيون إدارة ترامب مسؤولية ذلك، حيث يشير عدد منهم إلى أن "هناك أكثر من 20 ألفا من الكلدان صوتوا لدونالد ترامب، إذا لماذا يا سيدي الرئيس تريد إبعاد أخواني عن عائلتي؟".
الاعتقالات لم تستثنِ المسلمين
بدوره، يقول "أنس"، وهو مواطن
عراقي مقيم في أميركا، إن "الأشخاص الذين جاؤوا هنا بشكل قانوني أو في زيارة وينتظرون أوراقهم ليس عليهم أي خطر"، مبينا أن "هذه المعلومات حصلت عليها من أخبار قرأتها ومحامين تحدثت معهم".
ويوضح "أنس" أن "الناس الذين من الممكن أن تتم إعادتهم إلى دولهم هم الذين جاؤوا بشكل غير قانوني أو عن طريق فيزا للزيارة وانتهت وقدموا بعدها على لجوء ولم يقبل وحدثت لديهم مشاكل أمنية ودخلوا إلى السجن لسبب أو لآخر"، مؤكدا أن "المحكمة الفيدرالية هي التي قررت ترحيل هؤلاء الأشخاص".
ويردف قائلا إن "هناك دائرة اسمها ICE وهي واحدة من الدوائر التي تضررت بعهد (الرئيس الأميركي السابق باراك) اوباما الذي لم يعطهم أموالا وجلسوا ببيوتهم".
ويختتم "أنس" حديثه بالقول إن "هذه الدائرة عندما أراد ترامب أن يصبح رئيسا أعلنت ولاءها له لأنها علمت انه سيطرد الناس الذين جاءتهم وثيقة"، مبينا أن "أكثر الناس الذين تم اعتقالهم من المسيح والكرد وقليل من المسلمين".