أبدى العشرات من مدراء الشركات المحلية خلال مؤتمر عقد، السبت، في البصرة ارتياحهم لتمكن أغلب شركاتهم من تنفيذ مشاريع بالتعاقد مع شركات أجنبية تتولى تطوير بعض الحقول النفطية، فيما أكدوا انهم أصبحوا يفضلون التعامل مع تلك الشركات بدل الشركات النفطية الحكومية.
السومرية نيوز/ البصرة
أبدى العشرات من مدراء الشركات المحلية خلال
مؤتمر عقد، السبت، في البصرة ارتياحهم لتمكن أغلب شركاتهم من تنفيذ مشاريع
بالتعاقد مع شركات أجنبية تتولى تطوير بعض الحقول النفطية، فيما أكدوا انهم أصبحوا
يفضلون التعامل مع تلك الشركات بدل الشركات النفطية الحكومية.
وقال مدير هيئة الحفر والاستصلاح في شركة نفط
الجنوب باسم محمد خضير في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الهيئة
المشتركة لتشغيل حقل غرب القرنة (1) عقدت مؤتمراً موسعاً للشركات المحلية المتخصصة
في تنفيذ مشاريع ساندة للصناعة النفطية"، مبيناً أن "المؤتمر الذي عقد
في المركز الثقافي النفطي شارك فيه ممثلون عن أكثر من 100 شركة، وتم خلاله توضيح
اجراءات التعاقد والمواصفات العالمية التي يجب أن تلتزم بها الشركات
المحلية".
ولفت خضير الى أن "المناقصات والمشاريع
الخاصة بتطوير حقل غرب القرنة (1) استقطبت الكثير من الشركات المحلية"،
مؤكداً أن "جميع الشركات الأجنبية التي تقوم بتطوير حقول نفطية في المحافظة
تتكل على شركات محلية في تنفيذ مشاريع الخدمات اللوجستية، وأيضاً المشاريع التي لا
تتطلب توفر مكائن ومعدات متطورة ونادرة".
من جهته، اعتبر نائب رئيس شركة إكسون
موبيل الأميركية جون بيني في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الشركات
المحلية أثبتت قدرتها على انجاز الأعمال الموكلة اليها بشكل جيد"، مضيفاً
أنها "في تطور مستمر، ونحن بحاجة لها".
من جانبه، قال مدير إحدى الشركات المحلية كاظم
البطاط في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن شركته التي يقع مقرها في البصرة
"نجحت بابرام عقود لتنفيذ مشاريع مختلفة لصالح شركات إيني الايطالية وإكسون
موبيل الأميركية وشل الهولندية البريطانية وبرتش بتروليوم البريطانية"،
موضحاً أن "الفرص سانحة امام الشركات المحلية للتعاقد مع الشركات الأجنبية
التي تتولى تطوير بعض الحقول النفطية في المحافظة".
وأكد البطاط أن "تلك الشركات تفضل التعامل
مع شركات محلية بدل الشركات الأجنبية لأسباب اقتصادية"، موضحاً أن
"عملية استقدام عمال أجانب تكبد شركات التراخيص النفطية مبالغ كبيرة، لانها
ستكون ملزمة بتسهيل اجراءات دخولهم العراق، وتأمين أماكن لإقامتهم وتوفير الحماية
الشخصية لهم، فيما لايحتاج العامل العراقي الى كل ذلك".
بدوره، قال مدير شركة محلية أخرى يدعى محمد صوب
الله في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الشركات المحلية للخدمات
النفطية أصبحت تفضل التعاقد مع شركات أجنبية بدل الشركات والهيئات التابعة لوزارة
النفط"، مبيناً أن "الفئة الأخيرة تتبع نظاماً بيروقراطياً يجعل التعامل
معها صعباً ومعقداً، فيما نلاحظ ان الشركات النفطية الأجنبية تذلل العقبات
الإدارية وتختصر اجراءات التعاقد".
وأضاف صوب الله أن "الشركات الأجنبية
تشترط أحياناً على الشركات المحلية المتعاقدة معها تشغيل عمال من سكان المناطق
القريبة من الحقول النفطية التي تنفذ فيها المشاريع، كما انها تلزمنا دائماً
بتطبيق اجراءات السلامة التي لم نوليها أهمية".
يشار الى أن محافظة البصرة تعد من أكثر
المحافظات العراقية انتاجاً للنفط، وتمتلك نحو 59% من إجمالي احتياطات العراق
النفطية بواقع 67.9 مليار برميل، وتضم أكبر خمسة حقول نفطية في البلاد هي الرميلة
الشمالية والرميلة الجنوبية ومجنون والزبير وغرب القرنة (2)، اما حقل غرب القرنة
(1) فقد تم اكتشافه عام 1973 بمشاركة خبراء من الإتحاد السوفييتي، وتقدر احتياطاته
من النفط القابل للاستخراج بنحو 8.7 مليار برميل.
يذكر أن العراق وقع في العام 2010 عقوداً مع شركات أجنبية لتطوير بعض حقوله
النفطية ضمن جولتي التراخيص الأولى والثانية، لرفع سقف الإنتاج إلى 11 مليون برميل
يومياً في غضون السنوات الخمس القادمة، والى 12 مليون برميل يومياً بعد إضافة
الكميات المنتجة من الحقول الأخرى بالجهد الوطني، وتركزت غالبية تلك العقود على
تطوير حقول نفطية كبيرة تقع جنوب البلاد، منها حقول مجنون وغرب القرنة (1) وغرب
القرنة (2) والزبير والرميلة تقع في محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد.