المصرف الأهلي والدولار.. بحث بعالم الظلام أو محاولة "مسك الماء"

يبدو أن شبهات المصرف الأهلي العراقي لا تنتهي ولا تحدها حدود، بالضبط تماما مثل أرباحه وحصة استحواذه على دولارات العراق التي لا تنتهي هي الأخرى، فالمصرف الأهلي كالحفرة كلما تأخذ منها تكبُر، أو مثل رقعة ظلام كلما سلطت عليها الضوء تختفي، ولا تستطيع الوصول لأسرارها.

ليس للعراق سوى اسمه.. 80% من أرباح وأسهم المصرف لاردنيين وفلسطينيين
المصرف الأهلي يُدعى زورًا بالعراقي، بينما لا يمتلك المساهمون العراقيون سوى 20%، فالمصرف فقد عراقيته بعد 10 سنوات من تأسيسه عام 1995، ففي 2005 استحوذ بنك كابيتال الأردني على 62% من اسهم المصرف الأهلي العراقي، ليبقى 20 عاما حتى الان هو المالك الأكبر للمصرف والمتربح من عملياته في العراق، اما المالك الثاني لاسهم المصرف هو بنك القاهرة عمان ويمتلك 10% من اسهم المصرف وارباحه، فيما تمتلك شركة بحرينية 5% من اسهم المصرف والمستفيد الحقيقي منها شركة فلسطينية، ما يعني ان جهات واطراف اردنية وفلسطينية تمتلك 80% من المصرف الأهلي العراقي الذي بات يعرف شعبيًا بـ"الأردني" وليس العراقي.

7.5 مليار دينار لبنك كابتال من أرباح المصرف الأهلي.. "مكافأة التشبيك مع الخارج"
مع سيطرة بنك كابتال الأردني على اسهم المصرف، أصبح هو المتحكم الرئيس فيه، كما له الأفضلية في كل شيء، وواحدة من الشبهات الجديدة التي تكشفت مؤخرًا، اجبار مجلس إدارة المصرف الأهلي العراقي على تخصيص 5% من الأرباح لصالح بنك كابتال والبالغة 7.5 مليار دينار، وهذا المبلغ يقتطع من أرباح المساهمين الاخرين، وهذا المبلغ تم تخصيصه تحت عنوان غير مفهوم، أو اشبه ما يكون بـ"المكافأة" لبنك كابتال بصفته حلقة الوصل التي ربطت المصرف الأهلي العراقي ببنوك مراسلة أمريكية.

صعود المصرف الأهلي.. نموذج استغلال سقوط الاخرين وضعفهم
قصة صعود المصرف الأهلي يمكن تدريسها كنموذج لاستغلال ضعف الاخرين والاستفادة من سقوطهم او انعكاس الظروف ضدهم، هكذا تعامل المصرف الأهلي مع البنوك العراقية الأخرى ليحل محلها في نافذة مزاد بيع العملة، بعد أن تصاعدت الشروط والضوابط الامريكية لمراقبة الدولار.

المصرف الأهلي.. من بنك هامشي الى واحد من 4 مصارف تهيمن على الدولار
لا يوجد أبلغ من الأرقام لوصف ما حدث ويحدث في المصرف الأهلي وكيف تحول من مصرف لا يمثل شيئا بارزا في خارطة المصارف الـ70 في العراق، الى واحد من بين 4 مصارف يمتلك حصة كبيرة من دولارات العراق ويحتكر الحوالات.

ماقبل 2022.. مليار دولار سنويا من المزاد "أقصى حلم للمصرف الأهلي"
في عام 2022 وما قبلها، لم يكن المصرف الأهلي العراقي يحلم بالحصول على مليار دولار لعام كامل في مزاد بيع العملة الأجنبية من البنك المركزي العراقي، وفي احسن الأحوال كانت تحوم حصته من الدولار حول 950 مليون دولار سنويًا، يربح من خلالها اقل من 4 دنانير لكل دولار عند بيع هذه العملة الى زبائنه من شركات الاستيراد والمسافرين.

المصرف الأهلي يقتنص فرصة "الحملة الامريكية" على دولار العراق
لكن بعد 2023، ومع بدء تطبيق المنصة الالكترونية وضوابط المصارف المراسلة لغرض تحويل الدولار، استغل المصرف الأهلي ومن خلال بنك كابتال الأردني علاقاته الامريكية وتكوين ارتباطات مع مصارف مراسلة بسهولة على عكس المصارف العراقية التي توضع امامها العراقيل والصعوبات لتأسيس علاقة مع مصارف مراسلة.

2023 عام "الفتح" للمصرف الأهلي.. حصة مزاد الدولار ارتفعت 1600% في عامين
كان عام 2023، عام "الفتح" بالنسبة للمصرف الأهلي، حيث قفزت حصته من الدولار العراقي من اقل من مليار دولار سنويًا الى اكثر من 10 مليار دولار خلال 2023، أي ارتفع 10 اضعاف بعام واحد، ثم عادت حصته لتقفز في 2024 لتبلغ حصته اكثر من 16 مليار دولار خلال عام، وهذا يعني ان حصة المصرف الأهلي العراقي الأردني، قفزت 16 ضعفا خلال عامين.

ارباح المصرف الأهلي تزداد.. 10 دنانير بدلا من 4 دنانير لكل دولار
لم يتوقف الامر هنا، بل ارتفعت أرباح المصرف من العمولات من 4 دنانير مقابل كل دولار واحد، الى 10 دنانير مقابل كل دولار في العامين الماضيين، ومن خلال ذلك حصل المصرف الأهلي العراقي على أرباح من مزاد العملة فقط بلغت 200 مليار دينار خلال عامين أي في 2023 و2024.

#20% من مزاد العملة ذهب للمصرف الأهلي العراقي
اكثر من 16 مليار دولار حصل عليها المصرف الأهلي لوحده وذلك من اصل 77 مليار دولار اجمالي مبيعات البنك المركزي من الدولار، هذا يعني ان المصرف الأهلي حصل لوحده على 20% من اجمالي مبيعات العراق من الدولار.

هذا التقرير من ضمن برنامج "حصاد السومرية" من تقديم ورود الموزاني وإعداد غرفة أخبار "السومرية"، يُعرض كلّ جمعة السّاعة 8:30 مساءً.