ويسهم هذا الاكتشاف بتعزيز مكانة
العراق بين كبار منتجي النفط في العالم، ويفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الإنتاج وزيادة العائدات.
وأعلنت شركة نفط الوسط، بالتعاون مع شركة "إي بي إس"
الصينية (EBS)، في 20 يناير/كانون الثاني 2025، تحقيق إنجاز جديد بإضافة أكثر من ملياري برميل إلى المخزون النفطي للحقل.
وجاء ذلك بعد عمليات حفر ناجحة كشفت عمودًا نفطيًا كبيرًا يحتوي على نفوط متوسطة وخفيفة.
ويمثّل هذا الاكتشاف أكبر زيادة باحتياطيات النفط الخام
في وسط العراق منذ عقود، ما يجعله محور اهتمام إستراتيجيًا لقطاع الطاقة، إذ تُجرى دراسات معمّقة لوضع خطط للاستفادة من هذه الثروة وتعظيم الإنتاج.
معلومات عن حقل شرق بغداد
حقل شرق
بغداد يُعدّ من الحقول الواعدة، ويأتي في الترتيب الخامس بقائمة أكبر حقول النفط في العراق، بحسب حجم الاحتياطيات.
ويمتد الحقل بطول يزيد على 120 كيلومترًا، وعرض يتراوح بين 5 و7 كيلومترات، ويقع ضمن منطقة تمتد من شرق مدينة الصويرة إلى منطقة النباعي، مرورًا بشرق العاصمة
بغداد.
وتنقسم المناطق الجغرافية للحقل إلى 3 أجزاء رئيسة: الامتدادات الشمالية التي تشمل منطقة النباعي، والجزء الشمالي الذي يضم مناطق سكنية والتاجي، والجزء الجنوبي الذي يقع جنوب نهر ديالى.
وتُعدّ هذه المناطق غنية بالمكامن النفطية التي تحتوي على تراكيب جيولوجية معقّدة، ما يجعل عمليات الاستخراج والتطوير أكثر تحديًا، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن تصريحات لمدير قسم عمليات المنطقة الجنوبية بشركة نفط الوسط، فراس فوزي فاضل.
احتياطيات حقل شرق بغداد
أكد مدير عام شركة نفط الوسط، محمد ياسين حسن، أن هذا الاكتشاف يرفع إجمالي احتياطيات حقل شرق
بغداد إلى 15 مليار برميل، مقارنة بـ 13 مليار برميل قبل الاكتشاف الأخير.
وأوضح حسن، أن الاكتشاف الأخير يُعدّ أكبر
اكتشاف للنفط
في وسط العراق، إذ تمثّل هذه الزيادة تطورًا كبيرًا يُسهم في دعم قطاع النفط العراقي وتعزيز الإيرادات الوطنية.
بدوره، قال المشرف على عمليات التطوير تحت السطحية، حيدر قيس محمود، إن الاحتياطي المثبَت للحقل عند توقيع عقد التطوير مع شركة (EBS) عام 2018 كان بحدود 7.5 مليار برميل، إلّا أن عمليات الاستكشاف والتقييم ضاعفت هذا الرقم ليصل إلى 15 مليار برميل.
تغذية محطات الكهرباء
يُسهم حقل شرق
بغداد بتعزيز إمدادات الوقود لمحطات الكهرباء
في وسط وجنوب العراق، إذ تصل معدلات الإنتاج الحالية إلى 50 ألف برميل يوميًا، ويوجَّه جزء من الإنتاج إلى محطة كهرباء القدس.
بالإضافة إلى ذلك، يُنقل جزء آخر من الإنتاج إلى محطة الزبيدية الحرارية في واسط، في حين يذهب المتبقي إلى مصفاة الدورة لتكريره إلى مشتقات نفطية.
ووفقًا لفاضل، فإن شرق
بغداد يُعدّ من الحقول الواعدة، إذ نجحت شركة "إي بي إس"
الصينية EBS بالتعاون مع كوسل COSL في حفر البئر التقييمية "إي بي دي" EBD، الذي توصّل إلى 13 طبقة منتجة من تكوين الزبير، بمعدل إنتاج بلغ 5 آلاف برميل يوميًا.
التركيبة الجيولوجية لحقل شرق
بغداد
من الناحية الجيولوجية، يُعدّ حقل شرق
بغداد طية محدّبة متأثرة بفوالق طولية وعرضية متعددة، ما أدى إلى تقسيمه إلى أقسام تحتوي على مستويات مختلفة من النفط.
وتشمل المكامن الرئيسة للحقل مكامن التنومة والخصيب من العصر الأعلى، وتكوين الزبير من العصر الطباشيري الأسفل، إذ تتوزع التجمعات النفطية الطباشيرية على امتداد الحقل.
وفي سياق متصل، أشار محمد ياسين حسن إلى أنّ تدفُّق النفط من الحقل يتميز بإنتاج عالٍ، إذ بلغ معدل الإنتاج اليومي للبئر المكتشفة، مؤخرًا، 5 آلاف برميل من النفط الخام، مضيفًا أن عمليات التطوير المستمرة تُبشّر بإمكان تحقيق المزيد من الاكتشافات خلال السنوات القادمة.
مكانة العراق في سوق الطاقة العالمية
يُعدّ حقل شرق
بغداد من الحقول الإستراتيجية التي تدعم مكانة
العراق في سوق الطاقة العالمية، ولا سيما مع تصاعد الطلب على النفط.
وتعمل الحكومة العراقية بالتعاون مع الشركات الأجنبية على تسريع عمليات التطوير لزيادة الإنتاج، ما يسهم في تعزيز دور
العراق داخل منظمة أوبك، التي يُعدّ
العراق ثاني أكبر منتج للنفط بها.
وبالإضافة إلى تعزيز الاحتياطيات، يُشكّل الاكتشاف الأخير خطوة مهمة نحو تحقيق هدف
العراق في الوصول إلى مستويات إنتاج أعلى خلال السنوات المقبلة، ما يُعزز الاستقرار الاقتصادي، ويدعم مشروعات البنية التحتية للطاقة.
كما يُسهم في تعزيز
التعاون بين الشركات الوطنية والعالمية في قطاع النفط، ما يُوفر فرص عمل جديدة، ويدعم التنمية المستدامة في البلاد.
الخلاصة
يُمثّل حقل شرق
بغداد ثروة نفطية هائلة تُسهم في تعزيز الاقتصاد العراقي، كما يُؤكد هذا الاكتشاف الجديد الإمكانات النفطية الكبيرة التي تمتلكها البلاد.
ومع استمرار عمليات الحفر والتطوير، يُتوقع أن يؤدي الحقل دورًا رئيسًا في تحقيق طموحات
العراق النفطية، وزيادة إنتاجه لتلبية الطلب المحلي والعالمي.