وقد انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 3% يوم الاثنين وانخفض متوسط داو جونز الصناعي بأكثر من 1000 نقطة وتراجع مؤشر ناسداك المركب بنحو 3.4%، كانت الانخفاضات هي الأحدث في موجة بيع عالمية بعد انخفاض بنسبة 12.4% في مؤشر نيكاي 225 الياباني وهو أسوأ يوم له منذ انهيار الاثنين الأسود عام 1987.
كما انخفض مؤشر كوسبي في
كوريا الجنوبية بنسبة 8.8% وهبطت أسواق الأسهم في جميع أنحاء أوروبا بأكثر من 2% وانخفضت عملة البيتكوين إلى أقل من 55000 دولار من أكثر من 61000 دولار في يوم
الجمعة (2 أغسطس).
وعلى الرغم من خسائر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلا إنه لا يزال مرتفع بأكثر من 9% منذ يناير الماضي وكذلك مؤشر ناسداك.
بدأت الاضطرابات في
سوق تداول الاسهم بعد يومين فقط من تسجيل مؤشرات الأسهم الأمريكية أفضل أداء يومي لها منذ أشهر، في أعقاب قيام رئيس البنك الاحتياطى الفيدرالي "جيروم باول" بالاشارة إلى بدء البنك في تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة في شهر سبتمبر.
ولكن بعد تقرير الوظائف الضعيف الصادر يوم
الجمعة (2 أغسطس) تزايدت المخاوف من أن تمسك البنك الاحتياطى الفيدرالى بسعر الفائدة الرئيسى عند أعلي مستوياتها في عقدين لمدة طويلة جدًا يزيد من مخاطر الركود في أكبر اقتصاد في العالم.
الآن، يتساءل المتداولون عما إذا كان الضرر شديدًا لدرجة أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى تخفيض أسعار الفائدة في اجتماع طارئ، قبل قراره المقرر التالي في 18 سبتمبر، إن تخفيض سعر الفائدة من شأنه أن يجعل عملية الاقتراض للأسر والشركات الأمريكية أقل تكلفة، لكن الأمر قد يستهلك بعض الوقت حتى تعزز التأثيرات الاقتصاد.
ما الذي تسبب في انهيار السوق؟
لقد سيطرت المخاوف من الركود الأمريكي على الأسواق العالمية، مما أدى إلى هزيمة
سوق الأسهم التي دفعت المستثمرين في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية إلى التخلص من مراكزهم في نفس الوقت.
أثار الهبوط الحاد تساؤلات حول ما إذا كان المستثمرون يواجهون انهيارًا تاريخيًا لسوق الأسهم على غرار الأزمة المالية العالمية أو الاثنين الأسود في عام 1987 أو ما إذا كان الأمر مجرد عملية تصحيحية بعد فترة رائعة من العائدات القوية.
اندلعت الظروف المتقلبة بعد أن ألمح رئيس
البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعد اجتماعه في 31 يوليو إلى أن أسعار الفائدة سيتم خفضها قريبًا، فيما كان يُنظر إليه في البداية على أنه حافز للأسهم، ولكن سرعان ما تبخرت المكاسب حيث أعاد المستثمرون تفسير تخفيضات أسعار الفائدة الوشيكة باعتبارها علامة على تعثر أكبر اقتصاد في العالم، خاصة بعدما أثارت العديد من البيانات الاقتصادية بما في ذلك التصنيع والسلع المعمرة، والأهم من ذلك بيانات الوظائف وكشوف الرواتب تساؤلات حول مدي صحة الاقتصاد الأمريكي.
قال أحد خبراء السوق البارزين: "إن مخاوف الركود عادت الآن بقوة وخاصة في الولايات المتحدة، وأضاف أن البيانات الأمريكية أثبتت أنها أكثر ليونة من التوقعات مما أثار رد فعل قوي في السوق".
وعقب البيانات الضعيفة للوظائف الأمريكية في نهاية الأسبوع، سيطر
الانهيار على الأسواق الآسيوية يوم الاثنين واجتاحت الأسواق الأوروبية والأمريكية في وقت لاحق من اليوم، وارتفع مؤشر التقلبات في بورصة شيكاغو (وهو مقياس الخوف في وول ستريت) فوق 65 نقطة وهو مستوي لم نراه منذ وباء كوفيد 19 ويذكرنا بالأزمة المالية العالمية، قبل أن يستقر.
ما الذي تضرر بشدة؟
انخفضت أسهم شركة انفيديا الرائدة في صناعة الرقائق (والتي قادت فترة من العائدات القوية لقطاع التكنولوجيا) بنسبة تصل إلي 15% فى وقت ما يوم الاثنين، قبل أن تقلص خسائرها إلي النصف، وخفض المحللون توقعاتهم لأرباح الشركة بعد تقرير من The Information ذكر أن رقاقة الذكاء الاصطناعي الجديدة من إنفيديا تأخرت، وقد قلصت مكاسبها لهذا العام إلى 98.7% من 170% في منتصف يونيو.
فى حين تراجعت عملة البيتكوين بشكل كبير، كما تراجعت أسهم شركة أبل بنسبة 4.6% يوم الاثنين بعد أن كشفت شركة بيركشاير هاثاواي التابعة لوارين بافيت أنها خفضت حصتها في شركة تصنيع آيفون.
انخفض مؤشر كوسبي في
كوريا الجنوبية بأكثر من 9% مع انخفاض أسهم سامسونج بنسبة 10.3%، كما انهار مؤشر تايكس التايواني بخسائر بنحو 8.4% مع انخفاض شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم بنحو 10%.
واجه
سوق الأسهم في استراليا أسوأ أداء يومي لها منذ بداية الوباء، فقد تم محو أكثر من 100 مليار دولار من القيمة السوقية للأسهم المحلية فى جلسة واحدة، بينما تعرض مؤشر نيكاي اليابانى لأقصى قدر من الضغط بعد انخفاضه بنسبة 12% في يوم الاثنين قبل أن يعود بقوة فى وقت لاحق من يوم الثلاثاء.
كان المستثمرون قلقين بشأن حالة الاقتصاد الياباني والآثار الأخيرة لارتفاع الين، والتي أدت إلى تفكيك ما يسمى صفقات الكاري تريد، وهي استراتيجية يقترض المستثمرون فيها الين الياباني بثمن بخس ويشترون أصولًا ذات عائد أعلى بما في ذلك الدولار الأمريكي، وقد حذر المحللون من أن صفقات الكاري تريد بالين كانت تتفكك مما أدى إلى دعوات الهامش والبيع القسري.
لقد أدى
رفع أسعار الفائدة المفاجئ نسبيا من قبل بنك
اليابان إلى تعطيل صفقات الكاري تريد، وكثيرا ما استُخدِم الين الياباني كعملة لتمويل صفقات الكاري تريد لأن أسعار الين كانت أقل من أي مكان آخر وخاصة الولايات المتحدة، بسبب السياسة النقدية شديدة الانخفاض التي انتهجها بنك
اليابان لسنوات عديدة، وكان الفارق في أسعار الفائدة بين الدولار الأميركي والين الياباني واسعا بشكل خاص منذ أن بدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية في عام 2022 مما أدى إلى زيادة الربح المحتمل من الاقتراض بالين للاستثمار في الدولار، ومع ذلك، انخفضت هذه الربحية بسبب تشدد بنك
اليابان في الآونة الأخيرة.
ولكن قدم نائب محافظ بنك
اليابان "شينيتشي أوشيدا" بعض الطمأنينة قائلًا: في ظل ما نشهده من تقلبات حادة فى الأسواق المالية العالمية سواء المحلية والدولية، فمن الضرورى المحافظة علي المستوي الحالي للتيسير النقدى فى الوقت الحالى.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
في حين أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ضغط البيع سوف يهدأ، فإن الانخفاضات الحادة على أقل تقدير هي بمثابة تحذير.
لقد تم ربط مخاوف الركود العالمي في السنوات الأخيرة بالخوف من أن تؤدي ضغوط تكاليف المعيشة في النهاية إلى خفض الإنفاق إلى الحد الذي قد يتحول فيه الاقتصاد إلى الاتجاه المعاكس، أحد "المؤشرات" التي يتطلع إليها المستثمرون هي شركة الأثاث والسلع المنزلية الأمريكية عبر الإنترنت Wayfair والتي حذرت يوم الخميس من أن العملاء كانوا حذرين للغاية بعد تسجيل انخفاض بنحو 25% عن مستويات الإنفاق القصوى المسجلة قبل ثلاث سنوات.
وفي حين تدعم أرقام الإنفاق التقديري هذه حالة
سوق هبوطية لاحقة، فإن المستثمرين يراقبون أيضًا الانتخابات الأمريكية المقبلة ومبادرات الإنفاق المرتبطة بها، والتي قد تعمل كحافز آخر للأسهم.
*مادة اعلانية