وسمحت إسبانيا بخلط لقاحين للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما. ووضعت دول أخرى حدودا عمرية للقاح "أسترازينكيا-أكسفورد"، بما في ذلك كندا وألمانيا وفرنسا والنرويج والدانمارك.
وحذرت سوميا سواميناثان -كبيرة العلماء في منظمة
الصحة العالمية-، الأفراد من الجمع بين لقاحات كوفيد-19 التي تنتجها شركات مختلفة، ووصفت هذا التوجه بأنه "خطير" نظرا لعدم توفر بيانات كثيرة حول أثر ذلك على
الصحة.
وقالت سواميناثان -خلال إفادة عبر الإنترنت "إنه توجه خطير للغاية"، وتابعت "سيكون الوضع فوضويا في البلدان إذا بدأ المواطنون يقررون متى تؤخذ جرعة ثانية وثالثة ورابعة، ومن يتلقاها". ووصفت سواميناثان الجمع بين لقاحات مختلفة بأنه "أمر بلا بيانات"، لكن منظمة
الصحة العالمية أوضحت أن بعض البيانات متاحة، ومن المتوقع ظهور المزيد.
ويُنتظر حاليا ظهور نتائج تجربة سريرية أجرتها جامعة أكسفورد حول الجمع بين لقاحات أسترازينيكا وفايزر و"مودرنا" و"نوفوفاكس".
وقالت منظمة
الصحة العالمية "يُنتظر ظهور بيانات خاصة بدراسات حول المطابقة والجمع بين لقاحات مختلفة، هناك حاجة لتقييم جانبي المناعة والسلامة".
وأضافت المنظمة أن وكالات
الصحة العامة هي التي يجب أن تتخذ هذه القرارات اعتمادا على البيانات المتاحة، وليس الأفراد.
وقالت مجموعة الخبراء الاستشارية الإستراتيجية التابعة لمنظمة
الصحة العالمية والمعنية باللقاحات في حزيران الماضي إن لقاح فايزر-بيونتك يمكن استخدامه كجرعة ثانية بعد جرعة أولى من أسترازينكيا-أكسفورد لو لم يكن الأخير متوفرا.
ووجدت دراسة إسبانية أن إعطاء جرعة أولى من لقاح أسترازينكيا-أكسفورد ثم جرعة ثانية من لقاح فايزر-بيونتك بعد 8 أسابيع؛ أدى إلى آثار جانبية قليلة واستجابة قوية للأجسام المضادة بعد أسبوعين من الجرعة الثانية، ونشرت الدراسة في موقع مجلة "لانسيت" كورقة "ما قبل الطباعة"، أي لم تتم مراجعتها من قبل علماء آخرين بعد.
ووجد الباحث ليف إريك ساندر -خبير الأمراض المعدية بمستشفى جامعة شاريتيه في برلين- وزملاؤه أن إعطاء جرعة أولى من لقاح أسترازينكيا-أكسفورد ثم جرعة ثانية من لقاح فايزر-بيونتك بعد 10 إلى 12 أسبوعا، أنتج أجساما مضادة بمستويات مماثلة للمجموعة التي تلقت جرعتين من لقاح فايزر-بيونتك في فترة 3 أسابيع، ولم يكن هناك أية زيادة في الآثار الجانبية.
كما أن الخلايا التائية -والتي يمكن أن تعزز استجابة الجسم المضاد وتساعد أيضا في تخليص الجسم من الخلايا المصابة بالفعل- استجابت بشكل أفضل قليلا من متلقي جرعتي فايزر-بيونتك.
ويدرس ماثيو سناب -خبير اللقاحات في جامعة أكسفورد- وزملاؤه 8 تبدلات للقاح فيما يقرب من 100 شخص لكل منهم جرعة أولى من لقاح أسترازينكيا أو لقاح فايزر، تليها جرعة من نفس اللقاح أو العكس، بفاصل زمني 4 أو 12 أسبوعا.
وذكرت مجموعة الخبراء في مجلة "لانسيت" أن الأشخاص الذين تلقوا لقاح فايزر-بيونتك بعد 4 أسابيع فقط من لقاح أسترازينكيا عانوا من آثار جانبية أكثر بكثير من أولئك الذين تلقوا جرعتين من نفس اللقاح، وفقا لتقرير ساينس.
ووفقا لتقرير منشور على موقع التحالف
العالمي للقاحات "غافي" للكاتبة برايا جوي فقد يكون خلط منتجات اللقاح فكرة جيدة لأسباب عديدة، إذ أدت اختناقات الإمداد إلى نقص في العديد من البلدان، لذا فإن القدرة على خلط اللقاحات من مختلف الصانعين قد يقلل من الضغط على إمدادات اللقاح. علاوة على ذلك، هناك بعض الأدلة الأولية التي تشير إلى أنه يمكن أن يؤدي أيضا إلى استجابة مناعية أقوى مقارنة بجرعتين من نفس اللقاح. وتخطط بعض البلدان لخلط اللقاحات بسبب نقص الإمدادات أو المخاوف من الآثار الجانبية النادرة لبعض المنتجات.
وقالت الكاتبة إنه إلى جانب التأثير الإيجابي المحتمل على جهاز المناعة، أيضا قد يساعد خلط اللقاحات في منع اللقاحات من أن تصبح أقل فعالية في مواجهة السلالات الجديدة من فيروس
كورونا.
ومع تحور الفيروس، يمكن أن يتغير الجزء الذي يستهدفه اللقاح، مما قد يجعل اللقاح أقل فعالية. ولكن إذا كان هناك لقاحان يستهدفان أجزاء مختلفة من الفيروس، فإن ذلك يمنح جهاز المناعة لدينا أكثر من سلاح في ترسانته.
وقالت الكاتبة إنه في وقت سابق من هذا العام 2021، نظر صانعو لقاح أسترازينكيا في الجمع بين جرعة أولى من لقاحهم مع جرعة ثانية من لقاح "سبوتنيك-في"الروسي. ويستخدم كلا اللقاحين "فيروسات غدية" -(أحد مسببات نزلات البرد)- كنظام توصيل لإيصال مستضد فيروس
كورونا (اسم فيروس
كورونا العلمي "سارس- كوف-2" إلى أجسامنا وخلايانا؛ ولكن من خلال القيام بذلك، يمكن لنظام المناعة لدينا بناء مناعة ليس فقط ضد كوفيد-19، ولكن أيضا الاستجابة للفيروس الغدي الذي يتم استخدامه كوسيلة.
هذا يعني أنه بعد جرعة ثانية من نفس اللقاح، قد تحتوي أجسامنا على أجسام مضادة ضد مكون الفيروس الغدي الذي يمكن أن يحيد اللقاح، مما يجعل الحقنة الثانية أقل فعالية.