وضجت
مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن شوهد الفنان دكاك يبيع الفطائر بشوارع دمشق، لإعالة أسرته المكونة من 9 أفراد، قبل أن يوجه نداء استغاثة من أجل المُشاركة بالأعمال الفنية السورية.
وتحدث الفنان دكاك عن تفاصيل وصفها بـ"المؤلمة والمأساوية"، عاشها طوال السنوات الماضية، إذ تم سجنه لمدة 22 شهرًا، وفصله من نقابة الفنانين السورين، وحظر اسمه من مُمارسة أي نشاط فني على الأرض السورية.
وقال الفنان دكاك إنه كان مُختارًا لـ"دف الشوك"، إحدى مناطق ريف دمشق، لافتًا إلى أنه "بعد اندلاع
الثورة السورية طلبت مني
الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق تزويدهم بأسماء بعض الثوار من المنطقة، رفضت حينها".
وبيّن أنه في عام "2012 شهدت منطقة ريف دمشق التي أقطن بها مُظاهرات كثيفة طالبت بإسقاط النظام، واستشهد شاب يُدعى حسين جارية، وفي أثناء تشييع جنازته حاول
الأمن منع وقمع تشييع جثمانه ودفنه، ووقفت بوجههم وتركونا ندفنه".
ومضى الفنان دكاك قائلًا: "بعدها تم تكتيف يديّ والزج بي في السجون القريبة من المنطقة، بتُهمة أنني غير مُتعاون مع
الأجهزة الأمنية للنظام السوري، وعلى إثره تم احتجازي بالسجن لمدة 22 شهرًا".
وعن أيام السجن، أكد الفنان دكاك أنه "تمت ممارسة أنواع تعذيب بشعة معي وغيري من السُجناء آنذاك، وأتذكر ألم إطفاء السجائر بظهري وآلام الصعقات الكهربائية التي ما زال لها آثار بساقي"، مبيّنًا أنه "ما زال حتى الآن يُعاني من رهبة مُشاهدة أي فرد يرتدي زي الأمن".
وأشار إلى أنه عانى لمدة أكثر من عامين من "اضطراب نفسي مُتعلق بالخوف والرعب من
الأجهزة الأمنية التابعة لنظام بشار الأسد، وكُنت أركض أحيانًا حينما أشعر بالخوف وأشك في أي شخص يتطلع نحوي أن يكون أحد أفراد الأمن، وأتوقف للالتصاق بأي حائط قريب من الخوف".
وأكد الفنان دكاك أنه "تم فصلي من نقابة الفنانين السوريين من قبل زهير رمضان، الذي كان نقيبًا للفنانين قبل أن يتوفى، ومنعني من دخول الإذاعة والتليفزيون بسوريا، ومارس كل سُلطاته لحرماني من أي ممارسات فنية بوطني".
وأوضح أنه "تعرض للاستبعاد من الأعمال الدرامية على مدار سنوات طويلة، إذ كان يُطرح اسمي بكثير من الأعمال من قبل المُخرجين والجهات الإنتاجية ويتم استبعادي بعدها بأمر من
الأمن التابع للنظام السابق، لأنه لم يكن أي عمل فني يتم بسوريا إلا وفق علمهم ودرايتهم بكل شيء".
ونوه الفنان دكاك بأن نقيب الفنانين الحالي "أنصفني ورجعني على النقابة ليس كعضو بل مُفرغ بالنقابة"، مطالبًا "بعودة عضويتي الكاملة لنقابة الفنانين السوررين، إذ إنني عضو بها مُنذ عام 1985، قبل أن يتم فصلي من قبل زهير رمضان".
وعن إعلان الفنان جمال سليمان رغبته في الترشح لرئاسة سوريا، قال الفنان دكاك إن "من حق أي إنسان لديه القدرة والرؤية على الترشح لرئاسة سوريا وإفادتها من أجل إعادة البناء والوحدة والاستقرار والسلام، أن يبوح بذلك ويحلم بما يتمناه أن يكون حقيقة على أرض الواقع بعد سقوط نظام بشار الأسد".
وذكر أنه على الرغم من أنه لم يُّدل بصوته في الانتخابات الرئاسية السورية التي جرت بعد اندلاع
الثورة السورية، إذ كان يرفض الذهاب لمقر اللجان الانتخابية والامتناع عن التصويت تمامًا، فإن "صوتي سيذهب لمن يُفيد هذا الوطن الغالي سواء الفنان جمال سليمان أو غيره".
ولفت الفنان دكاك إلى أنه يُشارك في مسلسل "حبق" الذي توقف وعاد، قبل أن يتوقف مرة أخرى بسبب الأوضاع الحالية في سوريا، مرجحًا استئناف تصويره العمل قريبًا.