وتأتي تلك الاحتفالية، ضمن
برنامج "تقويم الرياض"، وتحت رعاية
الهيئة العامة للترفيه بالتعاون مع
برنامج "جودة الحياة" و"هيئة الموسيقي"، كما أنه تُعد امتداداً لسلسلة الحفلات الغنائية الضخمة التي أقيمت خلال الشهور الأخيرة لتكريم الرموز الغنائية وأثرت الساحة
العربية بأعمالٍ خالدة، مثل "ليلة صوت الأرض"، و"ذكريات.. مع الموسيقار هاني شنودة"، و"ليلة من الماضي الجميل".
ويُحيي الحفل المُرتقب، 8 مطربين، وهم: عبادي الجوهر، وماجد المهندس، وأنغام، وصابر الرباعي، ووائل جسار، وشيرين عبد الوهاب، ومي فاروق، وزينة عماد، ويُشرف عليه فنياً الموسيقار يحيى الموجي، ويقود الأوركسترا الموسيقار وليد فايد، حيث يُشدون بمجموعة متنوعة من الأغاني في ليلة طربية استثنائية.
ورحل محمد الموجي، عن عالمنا في يوليو عام 1995، وأثرى الساحة الغنائية بأكثر من 1500 لحناً، إذ تعاون مع نجوم الغناء والشعر في مصر والوطن العربي، منهم الأمير عبد الله الفيصل، والأمير بدر بن عبد المحسن، وعبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وشادية، وصباح، وفايزة أحمد، ونجاة الصغيرة، ووردة، وطلال مداح وغيرهم.
30 بروفة
وكشف المستشار تركي آل الشيخ، رئيس
الهيئة العامة للترفيه، كواليس التحضير لتلك الاحتفالية، والتي تجاوزت الشهرين تقريباً، فيما نظم المايسترو وليد فايد أكثر من 30 بروفة خلال هذه الفترة، قائلاً عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": "طلبت منه أصعب الألحان وأعرضها، والمليئة بالتفاصيل الموسيقية التي توضح غزارة وعمق النغم الشرقي الأصيل".
وتابع: "ستكون مباراة حقيقية بين نجوم هذه الاحتفالية، وتحدي كبير للفرقة الموسيقية الأضخم على المسرح بعدد يتجاوز الـ١٣٠ عازفاً"، لافتاً إلى أنّ "الفنانين الكبار المشهورين بإمكانياتهم الصوتية الكبيرة تم اختيار أغانيهم بعناية فائقة".
كما نشر مقطع فيديو مصور، من إحدى بروفات الفرقة الموسيقية، استعداداً للحفل المرتقب، والذي وصفه بقوله: "استعراض موسيقي شرقي جميل، بإمكانات كبيرة واستعداد بمجهود جبار، لنسمعها بطعم جديد وروح حديثة.. حرصي الأكبر أن تبقى النتيجة للأجيال القادمة وأيضاً لشباب اليوم الذي لم يسبق لهم الاستماع لتلك الأعمال".
"حلم فوق الخيال"
وحرص الموسيقار يحيى الموجي، على توجيه الشكر إلى السعودية، لاهتمامها الشديد بالفن، وتكريم الفنانين القُدامى، الذين أثروا الحياة الفنية بأعمالٍ مميزة وباقية، مؤكداً، أنّ "أسرة الموجي لم تكن تحلم بهذه الاحتفالية، خاصة وأنّ الموسيقار الراحل لم يحصل على حقه، لذلك أعتبر هذه الليلة بمثابة تكريماً مميزاً أعاد له حقه".
وأوضح أنّه يتواجد في السعودية منذ فترة طويلة للإعداد جيداً لهذه الاحتفالية، حيث استغرقت تلك الفترة شهرين تقريباً، متابعاً "الجميع بذل جهوداً ضخمة، لتقديم الأغاني بشكلٍ وتوزيع جديد، سيُفاجئ بها الجمهور".
وقالت الدكتورة غنوة الموجي، "كنا ننتظر هذا التكريم، والحمد لله جاء، وسعيدة بالاهتمام الكبير بالاحتفالية وبرغبة المسؤولين بهيئة الترفيه في إنجازها، وأتصور أن الاحتفالية ستخرج على مستوى عال، وبالشكل المخطط له بحرفية عالية، وكل الشكر للسعودية حكومة وشعباً على هذا الحفل".
محاربة الإسفاف الغنائي
الناقد الفني أحمد السماحي، رأى أنّ: "احتفاء السعودية برموز الغناء والموسيقى في مصر والعالم العربي، شيء يدعو للفخر والتباهي، لاسيما وأنه
الهيئة العامة للترفيه باعتبارها الجهة المنظمة لتلك الاحتفالات لم تبخل إطلاقًا في تقديم حفلات ضخمة وعلى مستوى عالٍ من الاحترافية، تليق بتاريخ المُطرب الذي يتم الاحتفاء بمسيرته، من خلال الاستعانة بمطربين وعازفين مميزين".
وقال إنّ: "أجمل ما في هذه الاحتفالات، أنها تُذكر الأجيال الجديدة بالرموز الغنائية، وتُلقي الضوء على مسيرتهم الفنية، وتقديمها بشكلٍ معاصر وتوزيع جديد عن طريق مجموعة من الأصوات التي لديها شعبية جارفة، ما يُسهم في جذب الجمهور لها"، متابعاً أنّ: "ذلك يواجه الإسفاف الغنائي المُنتشر حالياً في الوطن
العربي والمُسيطر للأسف على الساحة الموسيقية".
وأعرب عن آماله بأنّ "يظل هذا التقليد قائماً، وتتسع الاحتفالات لتشمل رموز أخرى كثيرة من العالم العربي، خاصة الرموز المنسية التي لم تأخذ حقها سواء في حياتها أو بعد وفاتها".