البرنامج الدولي لتقييم
الطلبة ( PISA ) يسلط الضوء على صعوبة
تحسين التعليم، حيث يجري تقييما كل ثلاثة أعوام و شملت الدراسة الأخيرة نحو 600 ألف
طالب في 79 دولة، وتقيس الدراسة قدرة التلاميذ في سن 15 عامًا على استخدام معارفهم ومهاراتهم في القراءة والرياضيات والعلوم لمواجهة تحديات الحياة الحقيقية. وقالت منظمة
التعاون الاقتصادي والتنمية إن دراسة "بيزا" أظهرت ارتفاع عدد التلاميذ ممن لا يجيدون القراءة منذ عام 2009.
نشأة الدراسة
"بيزا" أو "PISA" هي اختصار لـ "Program for International Student Assessment"، وتعني البرنامج الدولي لتقويم
الطلبة. وتم إجراء الدراسة للمرة الأولى عام 2000، وكان هدفها هو توفير بيانات قابلة للمقارنة بهدف تمكين البلدان من
تحسين سياساتها ونتائجها التعليمية. أما آخر تطبيق لها كان في عام 2018 بمشاركة 79
دولة. ويشرف على الاختبارات دولياً منظمة
التعاون والتنمية الاقتصادية (Organization for Economic Cooperation and Development (OECD).
أولى المشاركات العربية كانت تونسية
وبالرغم من خلو الدراسة من مشاركة
الدول العربية فيها عند انطلاقها أول مرة، إلا أن تونس كانت أول
دولة عربية مشاركة، وذلك ابتداء من عام 2003. بعدها توالت مشاركات
الدول العربية في هذه الدراسة ليصبح عددها ست دول في عام 2015 وهم الأردن وقطر ولبنان والإمارات
العربية المتحدة وتونس والجزائر، ثم شاركت ست دول (بعضها لأول مرة) ضمن الدراسة الأخيرة "بيزا 2018"، والتي أعلنت نتائجها أول أمس الثلاثاء (الثالث من ديسمبر/ كانون الأول). في العاصمة الألمانية برلين. والدول
العربية المشاركة هي الأردن وقطر ولبنان والإمارات
العربية المتحدة والسعودية والمغرب.
وقالت المنظمة إن معظم الدول، سجلت تحسنا ضئيلا في أدائها خلال العقد الماضي، على الرغم من أن الإنفاق على التعليم ارتفع بنسبة 15% خلال نفس الفترة". وأشار الأمين العام للمنظمة أنغيل غوريا إلى أن
دولة إستونيا تمثل استثناء، بعدما أكد أنها " تقدمت بسرعة نحو القمة على الرغم من أن إنفاقها على التعليم أقل بنسبة 30% من متوسط دول المنظمة".
كيف جاءت نتائج الدول العربية؟
وفيما انقض التلاميذ الصينيون على الصدارة في قائمة 77
دولة شملتها الدراسة، حيث حصل الطلاب الصينيون المشاركون على 555 نقطة في القراءة و591 في الرياضيات و 590 نقطة في العلوم، حلت
دولة الإمارات
العربية في المركز الأول على مستوى
الدول العربية المشاركة والمستوى 46 عالميا، وذلك بحصولها على 432 نقطة في القراءة و435 نقطة في الرياضيات و434 نقطة في العلوم.
فيما حلت المملكة الأردنية الثانية عربيا وفي المركز 55 عالميا، وذلك بحصولها على 419 نقطة في القراءة و400 نقطة في الرياضيات و429 في العلوم.
قطر حلت جاءت في المركز الثالث عربيا وفي المركز الستين عالميا من ضمن قائمة
الدول الـ 77 المشاركة، حيث حصل طلابها على 407 في القراءة 414 في الرياضيات و419 في العلوم. أما المملكة
العربية السعودية، فحلت في المرتبة الرابعة عربيا والمستوى 65 عالميا بحصولها على 399 نقطة في القراءة و373 في الرياضيات و386 في العلوم
بينما حل المغرب الخامس عربيا وفي المرتبة 73 بحصول طلابه المشاركين على 359 نقطة في قراءة و368 في الرياضيات و377 في العلوم علوم. وحل لبنان في المرتبة الأخيرة بين
الدول العربية المشاركة، وبمستوى 74 بحسب
الدول المشاركة عالميا وذلك بحصول طلابه على 353 في القراءة و 393 في الرياضيات و348 في العلوم.
تقدم جيد للتعليم العربي
بالمقارنة مع نتائج الدراسة السابقة الصادرة عام 2015 أظهرت الدراسة الأخيرة (2018) تراجعا طفيفا في مستوى النقاط التي حصلت عليها الإمارات، فيما يخص القراءة مقارنة بالدراسة السابقة عام 2015، حيث حصلت على 434 نقطة في القراءة عام 2015 مقارنة بـ 432 نقطة عام 2018. فيما عدا ذلك تقدمت الإمارات في الرياضيات والعلوم، حيث كانت قد حصلت على و427 رياضيات 437 علوم في العام 2015.
وتقدمت قطر في نتائج الدراسة، حيث كانت قد حصلت في الدراسة السابقة على 402 في قراءة 402 في الرياضيات و 418 في العلوم. كما تقدم مستوى الأردن بشكل ملحوظ حيث كانت قد حصلت في نتيجة الدراسة السابقة على 408 نقطة في القراءة و380 نقطة في الرياضيات و404 نقطة في العلوم.
في حين تمكن لبنان من إحراز تحسينات طفيفة على مستواه، حيث كانت النتائج في دراسة بيزا عام 2015: 347 نقطة في القراءة و396 نقطة في الرياضيات و386 نقطة في العلوم.
وقال الأمين العام للمنظمة غوريا عن
الدول المشاركة: "جودة مدارسهم اليوم سوف تغذي قوة اقتصاداتهم في المستقبل". وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن الدراسة التي أجرتها منظمة
التعاون الاقتصادي والتنمية وشملت طلاب في عمر 15 عاما من أنحاء العالم، خلصت إلى أن مدن بكين وشنغهاي وغيانغسو وتشيغيانغ تفوقت في العلوم والرياضيات، حتى مع انخفاض مستوى دخل الأسرة فيها مقارنة بمستوى الدخل.
بيد أن اللافت للنظر أن معظم دول المنظمة لم تشهد بالكاد أي تحسن في أداء طلابها منذ بداية إجراء دراسة بيزا عام 2000"، بحسب تصريحات الأمين العام غوريا. كما خلصت الدراسة إلى أن طالبا من بين أربعة طلاب في 36
دولة غنية يفتقر لمهارات القراءة.