منذ انسحاب التيار
الصدري من العملية السياسية والاستقالة الجماعية للكتلة الصدرية في
منتصف عام 2022، كانت الأوساط الشعبية والسياسية عمومًا تترقب الخطوة التالية، لكن هذه الخطوة التالية تأخرت كثيرًا حتى كادت أن تُنسى، قبل أن تأتي على هيئة استفتاء بسيط أشعل الأجواء السياسية والشعبية بعد حوالي عامين ونصف العام من الابتعاد
الصدري التام عن
المشهد السياسي.
فشل مزمن لتكهنات العودة .. الصدريون غائبون عن الازمات والحكومات
أزمات سياسية عديدة مرّت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، رافقتها مؤشرات وتوقعات عن قرب عودة التيار
الصدري الى
المشهد السياسي، حتى وصل النقاش الى ذروته مع انتخابات مجالس المحافظات، لكن في جميع هذه المحطات خابت التوقعات.. ولم يعود التيار
الصدري ولم يشترك حتى في انتخابات مجالس المحافظات ما سيجعل
الحكومات المحلية حتى نهاية 2027 بلا صدريين.
ابريل 2024.. التيار الوطني الشيعي أول مؤشرات العودة
لكن قبل عام من الان وتحديدا في ابريل 2024، وفي وثيقة روتينية تتضمن طرد احد عناصر التيار، ظهر ختم يحمل اسم
التيار الوطني الشيعي، وهو اعلان قرأه المراقبون بل وحتى القياديين في التيار
الصدري على ان تغيير الاسم هو إشارة قوية لاسم التيار السياسي
الصدري القادم للمشاركة في الانتخابات.
رسائل عبر الوثائق الهامشية.. تحديث سجل الناخبين "امر لا بد منه"
وكما في الإشارة القوية تلك والتي جاءت بطريقة غير مباشرة وفي كتاب هامشي، يبدو أن ثاني إشارة قوية على العودة للعملية السياسية جاءت ايضًا بطريقة غير مباشرة وفي كتاب هامشي، تمثل باستفتاء تقدم به احد عناصر التيار الى مكتب السيد مقتدى
الصدر سأل من خلاله عن موقف أبناء التيار من تحديث سجل الناخبين، ليجيبه
الصدر بأنه "أمر لا بد منه"، وهي الجملة التي الهبت الأجواء السياسية بتوقعات عن عودة قريبة للتيار
الصدري الى العملية السياسية.
عودة مؤثرة وتوقيت مثير.. تطورات اقليمية متطابقة مع مشروع الصدر
بالرغم من ان وجود التيار
الصدري بالعملية السياسية لوحده مثيرًا للاهتمام والتأثير، لكن الظرف الزمني الحالي يجعل للعودة أهمية مضاعفة وتأثيرا أكبر، فالتغيير في ميزان القوى وتراجع النفوذ الايراني في المنطقة، وارتفاع سقف المتطلبات الدولية حول حصر السلاح بيد الدولة وتفكيك الفصائل، كلها جاءت منسجمة مع مشروع
الصدر السابق الذي سُمّي حينها بمشروع الأغلبية السياسية، الذي كان يهدف لاقصاء قوى اليمين الشيعي المتمثل بالاطار التنسيقي.
عهود الصدر "تصفر" النظام.. لا عودة الا بازاحة من سرق العراق واباح الدماء
ما يثير الاهتمام اكثر، استذكار الكلمات والعهود التي اطلقها
الصدر في
منتصف 2022 بعد الانسحاب من العملية السياسية واستقالة الكتلة الصدرية، فالصدر قال حينها إنه لن يشترك في الانتخابات المقبلة بوجود الفاسدين، ووصفه بأنه عهد بينه وبين الله وعهد مع الشعب، إلا اذا أُزيح الفاسدين وكل من سرق العراق وأباح الدماء.
هل تحوّل شروط الصدر صناديق الاقتراع الى "صناديق مفاجآت" ؟
شروط
الصدر تجعل العملية الانتخابية المقبلة عملية استثنائية، وقد تحول صناديق الاقتراع الى صناديق مفاجآت، فعودة الصدروشروطه وتطابقها مع الاجواء الجيوسياسية في المنطقة، جميعها تدفع الى حزمة تساؤلات وتوقعات عما اذا كانت الانتخابات القادمة ستشهد إزاحة مسبقة لكبار القوى السياسية الكلاسيكية قبل الانتخابات، ام سيتم اقصائها بشكل او بآخر خلال الانتخابات او بعدها، خصوصًا وأن عهد
الصدر عهد ثقيل، كما أن التحشيد
الصدري الضخم لتحديث البطاقات الانتخابية اصبح بمثابة استفتاء
شعبي على حجم اقبال الشارع
الصدري على الانتخابات ورغبة الصدريين في تعويض عامين ونصف من الاقصاء التام من
المشهد السياسي وتفرد الاعداء التقليديين للتيار
الصدري من قوى الاطار، بالساحة السياسية والسلطات التنفيذية والتشريعية.
هذا التقرير من ضمن برنامج "حصاد السومرية" من تقديم ورود الموزاني وإعداد غرفة أخبار "السومرية"، يُعرض كلّ جمعة السّاعة 8:30 مساءً. لمشاهدة الحلقة كاملة، انقر
هنا.