مفارقة غير مسبوقة .. الشرع يعود لسجنه رئيسا
مفارقة تفجر الكثير من الأسئلة والتوقعات وتخلق أفكارًا قد تصل لاعادة النقاش بمفهوم الإرهاب والدولة والسياسة والعلاقات الخارجية، كل ذلك من المفترض أن يحدث بعد أقل من 3 اشهر، عندما تنعقد
القمة العربية في
بغداد في آيار المقبل، حيث من المفترض أن يحضر رئيس الجمهورية السورية المؤقت أحمد الشرع إلى
بغداد بصفته رئيسًا، بعد حوالي 15 عاما من مغادرته
العراق ملاحقًا بصفته إرهابي مطلوب.
استقبال الشرع في
بغداد .. مفارقة تعيد النقاش بمفهوم الارهاب والسياسة والعلاقات والدولة
لم تهنئ
الحكومة العراقية الشرع رسميًا بتسنمه منصب رئاسة الجمهورية السورية للفترة الانتقالية بعد اتفاق الإدارة السورية الجديدة في نهاية يناير الماضي بتعيين الشرع رئيسا للجمهورية مؤقتا بعد ان كان رئيسا للإدارة السورية الجديدة، مما أضاف صفة رسمية له لاستقبال الوفود واللقاء برؤساء الدول، لكن رغم غموض الموقف
العراقي من الشرع، كشف وزير الخارجية فؤاد حسين أن
العراق سيوجه دعوة الى الشرع لحضور
القمة العربية في
بغداد.
من الغموض الى الافصاح "الخجول"..
العراق يقرر مصافحة الجولاني
شكك الكثير من الشخصيات السياسية بأن يكون ما تحدث عنه فؤاد حسين هو موقف الحكومة العراقية، لكن المتحدث باسم الحكومة أكد ان
العراق منفتح على تطوير العلاقات مع سوريا وستتم دعوة رئيسها الى بغداد، ليحسم الجدل من رؤية
العراق الحقيقية تجاه العلاقة مع سوريا الشرع، بل أنه برر تأخر
العراق من حسم رؤيته تجاه سوريا الجديدة، بأنه جاء لانتظار جلاء مخاوف بعض
الدول العربية من سوريا الجديدة.
بعد وزير الخارجية.. المتحدث باسم الحكومة يحسم القبول
العراقي بسوريا الشرع
كان الشرع قد قاتل تحت قيادة تنظيم القاعدة عام 2003 حيث دخل
العراق بعد أسبوعين من سقوط النظام السابق، الا انه تم اعتقاله من قبل الامريكان في ذات العام، وتنقل بين 4 سجون اخرها كان سجن التاجي حيث تم تسليمه من الامريكان الى السلطات العراقية، وقامت القوات العراقية باطلاق سراحه عام 2008، وهو الوقت الذي سبق "الثورة السورية" بعامين.
قتال تحت راية الزرقاوي لفترة وجيزة و5 سنوات في سجون
العراق
لكن، بين عامي 2008 و2011، كان الشرع في الموصل يقود عمليات عسكرية وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011، تواصل مع أبو بكر البغدادي لكي ينقل عملياته الى سوريا، وغادر
العراق في ذلك العام، وبذلك فإن قدوم الشرع الى
العراق في أيار المقبل، يعني انه سيدخل
العراق "رئيسًا" بعد ان غادره "مقاتلا إرهابيا ملاحقا" قبل 14 عاما.
بعد اطلاق سراحه 2008.. 4 سنوات من القتال والعمليات في الموصل ثم مغادرة
العراق 2011
ومن المتوقع ان تشهد الأجواء الداخلية السياسية في
العراق تضاربا واختلافا كبيرا نتيجة وجود "عدم رضا سياسي" وقد يقود الى تحشيد شعبي ربما لمعارضة مجيء الشرع، بالإضافة الى المعلومات والتقارير التي اشارت الى وجود اجتماع في النجف قبل أيام يستهدف اغتيال الشرع، بين ضباط من الجيش السوري السابق وكذلك بعض قيادات الفصائل بالتعاون مع ايران، لكن الكثيرين شككوا بالرواية.
اجواء سياسية "مسمومة" سترافق مجيء الشرع.. وتوقعات بردود فعل للشارع
وعمومًا، من المتوقع ان تكون
بغداد "ملغومة امنيًا" في آيار المقبل مع انعقاد
القمة في حال جاء الشرع بالفعل الى بغداد، حيث من المتوقع ان تشهد
بغداد إجراءات امنية احترازية مشددة جدا ولم تشهد منذ سنوات، خوفا من أي عمليات خرق امني او استهداف للشرع، او على الأقل خروج تظاهرات شعبية على شارع مطار
بغداد مثلا رفضا لمجيئه.
بغداد قد تكون "ملغومة امنيا" في آيار لحماية الشرع !